ٍَالرئيسية

أيام حاسمة في فيينا ونصرالله للإسرائيليين: لا تخطئوا الحسابات مع لبنان خلافات عون ــ ميقاتي حول رفع الدولار الجمركي تطيّر الحوافز المالية للموظفين وفد عراقي في بيروت لتفادي العتمة الشاملة وصفحة جديدة بين حزب الله والاشتراكي

رضوان الذيب

الديار

العالم يتخبط في بحور من الملفات الساخنة سترسم مسارا جديدا للبشرية جمعاء، ونظاما عالميا مغايرا للمرحلة التي سادت بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وحكم القطب الاميركي الواحد، مع عودة الصراعات المباشرة وغير المباشرة بين اميركا من جهة وروسيا والصين من جهة ثانية وصولا الى ساحات كل القارات ودول العالم قاطبة من اجل السيطرة والتحكم بموارد البشرية، مما يوفر الظروف الموضوعية الى نمو قوى اقليمية جديدة، وضعف اخرى، وزوال دول بعد إغراقها بالحروب والانقسامات، ولبنان ليس بعيدا عن هذه السيناريوات في ظل «التكالب «الدولي على غاز البحر الابيض المتوسط وايصاله الى اوروبا لضرب الغاز الروسي واقتصاده، وهذا ما يجعل المنطقة تعيش على فوهة بركان ساخن قد ينفجر في اي لحظة ويخلف بحورا من الدماء والدموع.

هذه الفوضى العالمية تتطلب وجود دولة قوية قادرة على التعامل مع المستجدات الخطرة لحماية البلد ولو بالحد الادنى من «جنون العالم»، لكن الصورة الداخلية لا تعكس وجود « قامات سياسية» قادرة على تمرير المرحلة بأقل قدر من الخسائر، بل على العكس، فان لبنان لم يشهد في تاريخه مثل هذا السوء حتى في أوج مراحل الحرب الاهلية، نتيجة ابتلاء اللبنانيين بأبشع طبقة سياسية أوصلتهم الى الحضيض وشرعت بلدهم على كل الانقسامات الطائفية والمذهبية « وزلطته» اقتصاديا وماليا وأوصلته الى مرحلة الانهيار الحتمي والزوال، وباتت الخلافات السخيفة بين المسؤولين « خبز الناس» بديلا عن خبز الافران، والانكى انه يتم تغليف الخلافات بمصالح الناس ومعيشتهم، وهل مصالح اللبنانيين بطوابير الذل امام الافران والمحطات ودموع الاباء والامهات على ابواب المستشفيات جراء العجز عن تأمين فاتورة الاستشفاء مضافا الى ذلك غياب وزارة الصحة وموت الضمان وشلل تعاونية الموظفين بعد نهب اموالها؟

خلافات عون – ميقاتي جمدت الحوافز للموظفين

الفضيحة الكبرى حسب ما أعلن مسؤولون في رابطة موظفي القطاع العام عن تجميد الحوافز التي أقرتها الحكومة للموظفين بعد الخلافات بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي ورد رئيس الجمهورية مرسوم رفع الدولار الجمركي لتأمين التغطية للحــوافز المالية التي أقرتها الحكــومة للموظفــين في القطـــاع العام المقدرة بـ٢٥٠ الف ليرة الى ٣٥٠ الفا عن كل يوم حضور الى العمل، شرط الا يتجاوز الدفع ثلاثة ايام في الاسبوع، حتى اقرار الموازنة العامة وتثبيت رواتب الموظفين وبدلات النقل، وبررت اوساط القصر الجمهوري عدم التوقيع للثغر العديدة في المرسوم ورفع الاسعار بنسب عالية وبشكل فوري، وزيادة الفوارق، وعدم تحديد السلع المشمولة بالمرسوم مما يفرض تعديله اضافة الى « سلقه»، وهناك بعض المواد تحتاج الى تشريع في المجلس النيابي، وعلى اساس الوعود الحكوميـة رفع الموظــفون الاضــراب العام، والانكى انهم لم يقبضوا رواتبهم بعد في دولة تحكمها شريعة الغاب « والنكايات» على حساب لقمة العيش، فهل يعود الموظفون الى الاضراب العام بعد معلومات عن توجه لعقد جمعــيات عمومية لأقرار الاضراب مجددا؟ علما ان دوائر القصر الجمهوري نفت ان يكون المرسوم اعد بالتوافق مع الرئيس عون كما سربت دوائر القصر الحكومي.

اتصالات التأليف انتهت والقديم على قدمه

وحسب اوساط عليمة، فإن رئيسي الجمهورية والحكومة يجمدان الدولة، فعون يريد تلـميع صــورة عهده وتياره في ايــامه الاخيــرة في بعــبدا وميقاتي يقدم اوراق اعتماده للعهد الجديد، ولذلك ادارا الظهر لبعضهما بعضا وجمدا كل الاتصالات لتشكيل الحكومة القادرة على ادارة الفراغ الرئاسي في حال حصوله، وهذا ما حذر منه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير عبر تشديده على تشكيل حكومة قوية قادرة على ادارة الفراغ، لكن عون وميقاتي مقتنعان ببقاء القديم على قدمه.

أين سيوقع اتفاق الغاز في بعبدا أم في الناقورة؟

وتستغرب الاوساط العليمة، المدى الذي وصل اليه الانحطاط السياسي في البلد، وترويج المسؤولين الى قرب توقيع اتفاق الغاز بين لبنان والعدو الاسرائيلي، وبدء « التناتش» على كيفية استثماره من قبل شركة وطنية أم لا؟ وكيف سيتم تشكيل الصندوق السيادي وتوزيع الحصص على كبار القوم؟ مع معلومات عن رفض ميقاتي مدعوما من بري اقامة احتفال التوقيع عن الجانب اللبناني في القصر الجمهوري والتمسك بالتوقيع في الناقورة كيلا يوضع الانجاز في خانة العهد العوني، رغم ان نجاح الاتفاق ما زال أمامه مئات الالغام التي تمنع وصول المفاوضات الى خواتيمها السعيدة؟ مضافا اليها التطورات الكبيرة المتلاحقة في المنطقة، والمعلومات المتداولة عن قرب توقيع الاتفاق النووي في فيينا على النقاط المتفق عليها بين واشنطن وطهران وترك الخلافات الى الاتصالات المباشرة وغير المباشرة بينهما في موضوع العقوبات على الحرس الثوري او حصره بفيلق القدس او تنظيم « خاتم الانبياء» بالاضافة الى الصواريخ الدقيقة والباليستية، هذا التطور في حال نجاحه سيحكم المنطقة التي تنتظرها ساعات حاسمة، قد يستغلها الاسرائيلي الى القيام بمغامرات محدودة وتوجيه ضربات استباقية وتوسيع عمليات الاغتيال للقادة الفلسطينيين في غزة وصولا الى لبنان وسوريا وساحات عدة تعيد لابيد الى رئاسة الحكومة بدماء الفلسطينيين .

رد نصرالله على التهديدات الاسرائيلية بتوسيع رقعة الاغتيالات

هذه التهديدات رد عليها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في خطاب عاشوراء قائلاً: «سمعنا في الايام الماضية انهم يخططون لاغتيال قادة في الجهاد الاسلامي أو حماس أو في الفصائل الفلسطينية خارج فلسطين المحتلة ومنها لبنان. واقول للعدو في يوم عاشوراء نقول لهذا العدو إنّ أيّ اعتداء على أيّ انسان في لبنان لن يبقى بدون عقاب ولن يبقى بدون ردّ».

**وتابع نصر الله:* «في الأيام القليلة الماضية، وحتى في أجواء العدوان على غزّة، سمعنا العديد من التصريحات والتهديدات والإشارات تجاه لبنان، وبعضهم كان يقول إنّ فلاناً، يذكرني أنا بالاسم…

يذكرون ويقولون إنّ فلاناً يشاهد ما يجري اليوم قطعاً في هذه المعركة، ويتلقّى الرسائل المطلوبة، نعم، نحن تلقّينا الرسائل المطلوبة في لبنان، فحسابكم معنا وحسابنا معكم حساب آخر» .

«أنتم تعرفوننا وخبرتمونا على مدى أربعين عاماً، وما حرب تموز عنكم ببعيدة، واليوم هذه المقاومة كما نكرّر ونقول، في رجالها ونسائها، في إيمانها وتوكّلها وثقتها، في جمهورها وبيئتها، في احتضانها وصلابتها، في يقينها وآمالها، في سلاحها، هي أقوى من أيّ زمن مضى.»

نقول لهؤلاء: «لا تخطئوا مع لبنان، ولا مع شعب لبنان ولا مع المقاومة في لبنان، لا في موضوع النفط ولا في موضوع الغاز ولا في موضوع الحدود البحرية، وأيضاً لا تخطئوا في أيّ اعتداء».

ملف الغاز

اما على صعيد ملف الغاز، فباتت المعادلات معروفة ومرسومة بدقة في ظل معلومات نشرت في صحف العدو عن عودة المفاوض الاميركي الى تل ابيب قبل ١٨ اب لتلقي الرد النهائي على المطالب اللبنانية بالخط ٢٣ مستقيما وتمسكه في حقل قانا، والانتقال بعدها الى بيروت لابلاغ المسؤولين الموقف الرسمي للعدو، وفي ضوء ذلك ترسم المرحلة المقبلة حربا او سلما مع رجحان تأجيل الملف الى ما بعد انتخابات الكنيست.

لكن التطور البارز ما كشفته اذاعة العدو عن تحليق مسيرات للمقاومين فوق حقول الغاز في غزة خلال ذروة الغارات الاسرائيلية، مما شكل اكبر تهديد لهذه الابار في بحر غزة.

حزب الله والاشتراكي

اللقاء بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا تم تحديد موعده مساء الاربعاء أو الخميس، دون الكشف عن التوقيت النهائي من قبل الحزبين، وتم تحديد الموعد بعد التواصل بين صفا والوزير السابق غازي العريضي، مع رغبة الطرفين في فتح صفحة جديدة بينهما والحوار حول كل الملفات، علما ان التواصل بين الحزبين لم ينقطع مطلقا، ورفض الوزير السابق غازي العريضي الحديث عن اللقاء قبل حصوله، ولم يشأ الدخول في التفسيرات والتأويلات التي اعطيت فور الاعلان عنه.

العتمة الشاملة في اواخر اب؟

هل تقع العتمة الشاملة في اواخر اب مع نفاد مادة الفيول؟ وقد تكثفت الاتصالات مع الجانب العراقي من قبل مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم وتحديدا مع رئيس الحكومة العراقية الكاظمي لتجديد اتفاقية استيراد الفيول العراقي، وعلم ان وفدا عراقيا سيزور بيروت في ١٨ اب لبحث هذا الملف وامكان تجاوز بعض العراقيل وتزويد لبنان سريعا بالفيول قبل اواخر شهر اب لتجنب العتمة الشاملة، خصوصا ان مادة الفيول الموجودة والمقدرة بـ ١٧٦ الف طن تكفي لاخر الشهر، والامور مرهونة بالمفاوضات مع الجانب العراقي.

هذا عن الفيول العراقي، اما عن الهبة الايرانية، فان رئيس الحكومة ما زال يعرقل وصولها، ويحتج بالعقوبات على ايران ومواقف دول الخليج ورفض العديد من القوى الداخلية بالاضافة الى مواصفات الفيول الايراني غير المطابق للمعامل اللبنانية، وقد جدد السفير الايراني في بيروت امام ميقاتي استعداد بلاده لتقديم الهبة فورا، كما راسل وزير الطاقة وليد فياض السفارة الايرانية في بيروت بالمواصفات المطلوبة، وينتظر تفويضا من ميقاتي لزيارة ايران وقبول الهبة رسميا، علما انه يمكن مقايضــة الفــيول الايراني مع اي دولة كما يحصل مع الفيول العراقي.

خلافات عاصفة في ملف النازحين

تبلغ الرئيس ميشال عون استياء سوريا من تصريح وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب عن عدم قدرة سوريا على تأمين الحماية للنازحين السوريين في حال عودتهم الى بلادهم، ولهذه الغاية عقد الرئيس عون اجتماعا في القصر الجمهوري لمناقشة الملف من كل جوانبه، وعلم ان عون سيستقبل صباح اليوم الوزير عصام شرف الدين قبل توجهه الى سوريا اواخر الاسبوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى