الحدث

الإستحقاق الرئاسي “حام” داخلياً و”بارد” خارجياً.. وترقب لموقف حزب الله

علي ضاحي

كتّاب الديار

قبل نحو 40 يوماً قبل بداية الاستحقاق الرئاسي على “الورقة والقلم” نيابياً وفق المادة 73 من الدستور، دخل الاستحقاق الرئاسي “مراحل التحمية” الاولى داخلياً، مع بدء طرح عدد من الاسماء، واثارت جدلاً لكونها هي “اسماء للمناورة”، وليست مرشحة جدياً ويمكنها “الصمود” حتى الامتار الاخيرة، قبل “الفلترة” النهائية للوصول الى بعبدا بإجماع داخلي ومظلة دولية عريضة، كما بات معهوداً في الاستحقاقات اللبنانية الكبرى.

وتؤكد اوساط معنية بالاستحقاق الرئاسي، ان موقف بكركي “التوجيهي”، ابعد عملياً “المرشح الرئاسي المفضل” لها، عن المرشحين الافتراضيين والدائمين المطروحين في السباق الى بعبدا. اي انه “حيّد” ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية والنائب جبران باسيل، وكذلك النائبة ستريدا جعجع والدكتور سمير جعجع، لكون كل من ذكروا هم من الاحزاب المسيحية التي هي طرف في الازمة السياسية، رغم ان “القوات” تؤيد طروحات بكركي تجاه الحياد وسلاح حزب الله.

وتؤكد الاوساط نفسها، انه حتى الساعة اعلن كل من رئيس حزب “القوات” سمير جعجع ترشحه رسمياً، كما سرب اعلامياً ترشيح زوجته النائبة ستريدا جعجع، فيما لا يزال ترشح النائب جبران باسيل غير رسمي وفي سياق “الترشح” الطبيعي، وهو ما يردده نواب كتلته اعلامياً وفي مجالسهم الخاصة.

وتشير الاوساط الى ان الترشح “الاوضح والاكثر جدية” هو للنائب السابق سليمان فرنجية، وعلى ما يبدو بدأ فرنجية سلسلة تحركات ولقاءات علنية وخلف الاضواء واستهلها من بكركي.

بينما يترك ترشح قائد الجيش العماد جوزاف عون كورقة اخيرة او “جوكر تسوية”، في اللحظات الاخيرة والحاسمة، عندما تحين الساعة الرئاسية بغطاء دولي وداخلي. وتقول الاوساط ان قائد الجيش لم يرشح نفسه، كما لا يرغب بأن يرشحوه او “يحرقوه”، ولا يبدو انه “ساع” لهذا الامر، وفق ما ينقل زواره عن المحيطين به!

وتشير الاوساط الى ان اسباب “جدية” ترشيح فرنجية تعود لمستوى التأييد الداخلي والخارجي له، وهو مرشح اكثر منه “صانع رؤساء”، اذ تبدو حظوظ سمير جعجع وستريدا جعجع وباسيل قليلة، وربما “شبه معدومة”، لوجود “فيتوات داخلية” على جعجع وزوجته، وكذلك لوجود “فيتوات” داخلية وخارجية على باسيل، وبذلك يتحول “القوات” و”التيار” الى صانعَي الرئيس الماروني او الناخبين الاولين.

وتشير الاوساط ايضاً، الى ان موقف بكركي الرئاسي “معنوي” للمرشح الاوفر حظاً، وكذلك الموقف الماروني ، لا سيما “القوات” و”التيار” وحتى “المردة” و”الكتائب”، مهم في ترجيح كفة المرشح، وصولاً الى موقف “الثنائي الشيعي” وخصوصاً حزب الله.

وتقول الاوساط ان الكل يترقب داخلياً موقف حزب الله وحقيقة موقفه، ومن هو المرشح الاوفر حظاً لديه، وكيف سيتعامل مع حليفيه فرنجية وباسيل؟

في المقابل يكشف سياسي كبير، عاد اخيراً من جولة اوروبية “غير رسمية”، عن موقف “غامض” لفرنسا تجاه الاستحقاق الرئاسي، ولا يبدو ان هناك اي مرشح مفضل لباريس. كما لم يطرح الاستحقاق الرئاسي اللبناني بعد على طاولة البحث الفرنسية الرسمية في الاليزيه. ويشير السياسي المذكور الى ان الموقف الرسمي لباريس حالياً لا يزال يركز على ضرورة تأليف الحكومة والقيام بالاصلاحات المطلوبة والاستقرار الامني والنقدي.

ويؤكد السياسي المذكور ان لبنان ليس اولوية خارجية، واميركا منشغلة بمشاكلها الداخلية وبالحرب الروسية الاوكرانية، واوروبا ليست في احسن حالاتها وتتهيب لحظة توقف الغاز اليها من روسيا، والقوى الداخلية عندنا غير مكترثة وعابئة بتدهور الوضع بشكل كارثي وسريع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى