تحقيقات - ملفات

لو كان في لبنان دولة ؟!

مواقف الدول من الأحداث الخارجية عادة تتخذ وفق اطار الدبلوماسية المتصلة بالعلاقات الدولية والمصالح المشتركة مع الدول الاخرى وفق ما يتناسب أولاً مع المصلحة القومية العليا لأي دولة تبني مواقف لها اتجاه الصراعات العسكرية والاقتصادية والسياسية بين دول على علاقة دبلوماسية معها ..
وفق ترتيب اولوية اتخاذ الموقف يجب مقارنة مصلحة الدولة العليا بين طرفين متنازعين عسكرياً وسياسياً؟ مثل ما هو الحال بين روسيا واوكرانيا !وموقف الخارجية اللبنانية المستهجن من هذا الامر ؟
أولاً لبنان الرسمي دولة ودستوراً وقضاء يعتبر الكيان الاسرائيلي عدواً وحيداً للدولة اللبنانية ، وهذا الامر يعتبر السلم الاول بالأمن القومي والسياسة العليا للدولة ،ثانياً حجم العلاقة السياسية والاقتصادية والشعبية بين لبنان وروسيا ولبنان واوكرانيا ..
بالسلم الاول روسيا متقدمة على أوكرانيا بإدانة كل الحروب الاسرائيلية على لبنان وانتهاكها لسيادته ، على عكس كييف التي تدعم تل ابيب بعدوانها على لبنان وتصفه بحق الدفاع عن النفس ..
السلم الثاني حجم العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتي تتصدر روسيا فيه العلاقة مع لبنان بكل محطاته منذ ١٩٢٠ مروراً بكل المحطات التي مر بها لبنان وليس اخرها مبادرات موسكو مع القوى اللبنانية لإيجاد حلول سياسية وتقديمها عروض اقتصادية بكل المجالات التي تحتاجها الدولة والشعب ، وعلى الصعيد الأمني حماية موسكو وفق اطار الامن الوقائي لبنان من الجماعات التكفيرية بسوريا بعد تدخلها المباشر مع الجيش السوري وإيران حز ب الله لمواجهة هذه الجماعات ، وهي الدولة الوحيدة التي ساعدت لبنان تقنياً بشكل كامل بتحقيق انفجار المرفأ ،
بينما كييف لا دور لها باي دعم للبنان كما انها كانت تدعم المعسكر الذي انشأ داعش والنصرة لضرب دول المنطقة ومنها لبنان ..
اذا كان موقف الخارجية اللبنانية مرتكز على المصلحة القومية العليا فيجب ان يدعم خيار روسيا العسكري بوجه أوكرانيا ،واذا كان مبني على رفض الاحتلال والغزو بالمطلق ، فيجب ان تصدر الخارجية بيان يطالب السعودية والامارات بالخروج فوراً من اليمن. وخروج امريكا وتركيا من شمال وشرق سوريا ، وشمال العراق ، ومطالبة القوات الامريكية بالخروج من دول الخليج وبحر العرب ..؟
اما اذا كان الموقف ينبع من سياسة ” النأي بالنفس” فكان بالإمكان إصدار بيان من سطرين يؤكد موقف لبنان من السلم العالمي وحقن الدماء والعمل لإيجاد حلول دبلوماسية تحفظ امن روسيا القومي وتحفظ سيادة أوكرانيا خصوصاً وان العلاقة بين البلدين تاريخية ومترابطة شعبياً واجتماعياً وحضارياً …

عباس المعلم /كاتب سياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى