الحدث

اسرائيل و”حزب الله” يفعّلان قواعد اشتباك..ما قبل حرب المسيرات

بمعزل عن الاحتفالات في الضاحية الجنوبية والسخرية من أصوات الطائرات الاسرائيلية، فعّلت التطورات الأمنية في الصراع مع اسرائيل قواعد اشتباك جديدة بين “حزب الله” والكيان، تلك التي كانت سارية قبل حرب المسيّرات بين الطرفين التي وصلت اليوم الى مرحلة متوازنة.

بدا الرد الاسرائيلي على مسيرات الحزب بالتحليق فوق بيروت والضاحية الجنوبية على ارتفاعات منخفضة جداً، رسالة أمنية واضحة مفادها ان تحييد المسيرات الاسرائيلية من الصراع، لن يكون نهاية للتحليق في الاجواء اللبنانية، وأن الرد على مسيرات حزب الله التي فشلت اسرائيل بإسقاطها، سيكون بتفعيل الطائرات الحربية التي كانت تُستخدم في السنوات الماضية.
تولت القناة 12 الاسرائيلية اليوم هذا الاعلان، في رسالة بُعثت عبر وسائل الاعلام، بدت أكثر وضوحاً من الرد العسكري الجوي على اختراق مسيرة للحزب الاجواء في شمال فلسطين، لمدة أربعين دقيقة، حسبما أعلن الحزب في بيان.

كانت قواعد الاشتباك قبل العام 2019، قائمة على معادلة “صواريخ الحزب” مقابل التفوق الجوي الاسرائيلي. مساحة التفوق العسكري الجوي تلك، استخدمت في مقابلها الصواريخ البرية (أرض – أرض) كوسيلة للردع، ونفذها الحزب في الصيف الماضي رداً على ضربات جوية استهدفت منطقة غير مأهولة في جنوب لبنان.

والحال ان معركة المسيّرات بدأت عملياً، في أغسطس/آب 2019، حين أسقط الحزب مسيرة اسرائيلية في منطقة معوض في ضاحية بيروت الجنوبية، وتوعد بملاحقة المسيرات الاسرائيلية حتى يمنعها من التحليق في لبنان.
وقعت حادثتا اعتراض بالصواريخ لمسيرات ضخمة، كانت اشبه برسالة لا تسعى لاسقاطها بقدر ما تسعى لإبعادها عن مناطق جغرافية يُمنع التحليق فوقها. تزامن ذلك مع اسقاط أكثر من مسيرة صغيرة في مناطق حدودية، حيّدت الى حدّ كبير المسيرات الاسرائيلية من الاجواء اللبنانية. أعلن نصر الله في خطاب تلفزيوني قبل أيام عن هذه الوقائع، قبل أن ينتقل الحزب من موقع الدفاع الى الهجوم رداً على الاستمرار بتحليق المقاتلات والقاذفات فوق الاراضي اللبنانية، وذلك بإرسال مسيرة يوم الخميس أسقطها جيش اسرائيل، وأخرى حلقت اليوم لأربعين دقيقة فوق شمال فلسطين وعادت أدراجها.
في سياسة الردع الاستراتيجية، بدا الحدث اختراقاً وتفوقاً لصالح الحزب على حساب اسرائيل. فبعد اعلان نصر الله، الدخول في مرحلة انتاج المسيرات، اختبر المسيرة بالتحليق من دون أن تكشفها اسرائيل، المعروفة بتطورها التقنية، واستطاعت الـ”درون” أن تتجنب اعتراض منظومات الدفاع الجوي، في ما بدا أنه محاولة اثبات لتفوق هذه الصناعة تقنياً، ما دفع بوزير العمل المحسوب على حزب الله مصطفى بيرم ليصفها بأنها “فخر الصناعة اللبنانية”.

وتم الردّ بتحليق مقاتلات على علو منخفض فوق الضاحية وبيروت، وشوهدت الطائرات بالعين المجردة، ونفذت غارات وهمية، ما أثار خوف الناس وهلع القاطنين في ضواحي بيروت الجنوبية والشرقية والشمالية.

بدا هذا التحليق على أنه تفعيل لقواعد الاشتباك السابقة. مرحلة حرب المسيرات تريد اسرائيل أن تضع حداً لها، وظهرت الغارات الوهمية على أنها تهديد للحزب الذي خرجت بيئته تحتفل بانجازه المعلن عنه بعد الظهر، ونشر صور للقيادي بالحزب حسان اللقيس الذي اغتالته اسرائيل في منزله في الضاحية قبل سنوات، وكُشف أنه كان قائد القوة الجوية (قوة المسيرات) في الحزب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى