بين باسيل وهوكشتاين ترسيم وعقوبات.. وحروب عون مفتوحة
اعتماد الخط 23
والاتفاق اعتمد الخطّ 23، وأسقط الخطّين 1 و29، ليكون الخط 23 متعرجاً هو خط الترسيم. ففي مكان يمكن الدخول إلى الجهة الشمالية في المياه اللبنانية، ومنحها لإسرائيل، وفي مكان آخر يكون الدخول إلى ما بعد الخطّ 23، في اتجاه الجنوب، لضم مساحة تحتوي حقولاً في المياه الإسرائيلية لصالح لبنان. ويتمسك لبنان بالمطالبة بمساحة 860 كلم مربع وفق الخطّ المتعرج، فيما تحاول إسرائيل تكريس المساحة التي اقترحها سابقاً للبنان السفير فريدريك هوف، أي مساحة 500 كلم مربع غنية بالحقول، مقابل 360 لصالح إسرائيل. ولا تزال هذه التفاصيل في حاجة إلى معالجة يتولاها آموس هوكشتاين.
ويصر رئيس الجمهورية على الإمساك بكامل هذا الملف. أما الرئيس نبيه برّي فأكد أنه يلتزم اتفاق الإطار، ولا يريد أن يتدخل بعملية الترسيم، إنما يجب أن تنجز وفق اتفاق الإطار. وقد قال برّي لهوكشتاين: “أنا وقعت الاتفاق معكم كأميركيين، وهو لا ينص على تبادل الحقول. لذا يجب أن ترسموا الحدود وفق هذا المبدأ. والمسألة لم تعد عندي، بل لدى رئيس الجمهورية والجيش اللبناني”.
حزب الله وعون
وسأل هوكشتاين عن موقف حزب الله، وما إذا كان موافقاً على ذلك. وهو طرح السؤال على الأمم المتحدة وبرّي واللواء عباس ابراهيم، وحصل على جواب واحد: الحزب يوافق على إنجاز الترسيم وفق ما يضمن حقوق لبنان، رغم عدم اعترافه بإسرائيل ولا بحدود معها. وموقفه واضح: تبني موقف الدولة اللبنانية في هذا المجال.
وتقدّر المصادر الأميركية أن الاتفاق التقني على الترسيم بعد موافقة عون على التنازل عن الخطّ 29، أصبح شبه جاهز، ويمكن خروج اللبنانيين بموقف موحد. لكن المسألة ترتبط بالسياق الإقليمي. وهناك تقدير أميركي يشير إلى أن إنجاز الترسيم يتزامن مع الوصول إلى اتفاق نووي مع إيران.
فتوقيع النووي يسهل الترسيم، المرتبط بتسوية كبرى تطال الانتخابات النيابية وإجراءها أو تأجيلها، للوصول إلى تسوية أشمل تتعلق بالانتخابات الرئاسية التي تحتاج إلى تسوية إقليمية.
معارك عون
ويحاول رئيس الجمهورية الإمساك بالأوراق كلها، من الترسيم إلى تمويل الانتخابات والميغاسنتر، وملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ومدير عام قوى الأمن الداخلي عماد عثمان.
ومعارك عون هذه هدفها الأول الضغط لإقرار التعيينات التي يطالب بها: مدير عام جديد لقوى الأمن، رئيس جديد لكل من جهاز أمن الدولة، مجلس القضاء الأعلى. وتليها تشكيلات قضائية وتعيينات ديبلوماسية وإدارية. وهدف عون الثاني رغبته في كسب معركة الرأي العام المسيحي قبل الانتخابات في حال حصولها. وذلك بتحميله مسؤولة الانهيار إلى سلامة والمنظومة التي تحميه. والهدف العوني الثالث توتير الأجواء مع الجميع، ليظل تأجيل النتخابات احتمالاً وارداً.
ويستند عون على موقف أوروبي يطابق موقفه في مسألة سلامة. ويحاول تقديم عروض للأميركيين واستدراجهم، بدءاً من بالترسيم، ليتمكن من عزل سلامة وإجراء التعيينات، أو البحث عن تسوية تتعلق بالانتخابات النيابية والرئاسية أو تأجيلها والتمديد.
لقاء باسيل وهوكشتاين
وفي هذا السياق كشفت معلومات عن لقاءين عقدا بين جبران باسيل والمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، وكان ثانيهما في مطار بيروت أثناء مغادرة هوكشتاين لبنان، وباسيل في زيارة خارجية.
ولا بد من الإشارة هنا إلى كلام باسيل في اطلالة تلفزيونية حول استعداده لاجراءات مسار قضائي لرفع اسمه عن لائحة العقوبات الأميركية. وهو بحث الأمر مع الإدارة الأميركية، بعدما أعلن رفضه رفع دعوى قضائية لأنها مكلفة جداً.