الدور الروسي يعود الى لبنان من هذه العناوين…
دخلت أكثر من جهة عربية ودولية على خط المساعي الهادفة لمساعدة لبنان بغية خروجه من أزماته، التي باتت تنذر بعواقب وخيمة نظراً لخطورتها، وعلى هذه الخلفية، فإن الأيام المقبلة ستشهد حراكاً ديبلوماسياً يحمل في طياته أكثر من عنوان واستحقاق، وثمة معلومات بأن موسكو الغائبة عن الملف اللبناني بفعل التطورات مع أوكرانيا ودخول الولايات المتحدة الأميركية على خط هذه الأزمة، ولكن وفق بعض الأجواء والمعطيات التي ينقلها المقربون من القيادة الروسية، فإن موسكو تتعاطى مع الشأن اللبناني وفق عناوين تعتبرها أساسية ومن المسلّمات في هذه الظروف التي يجتازها لبنان والمنطقة.
بدايةً، تشير المصادر السياسية المقرّبة من روسيا، إلى أن المسؤولين في الكرملين والخارجية الروسية، ولدى استقبالهم أي زائر لبناني أو عربي أو دولي، يتحدّثون عما يجري من حشد عسكري مع أوكرانيا والصواريخ التي أدخلتها واشنطن على الحدود مع روسيا، وإلى ما يحدث في كازاخستان، لذلك، يظهر جلياً أن هناك اهتماماً روسياً بالغ الدقة حيال هذه التطورات، ويمكن القول أن ثمة أجواء حرب واستنفارات على كل المستويات، إنما ذلك لم يمنع موسكو من مقاربة الملف اللبناني في إطار ما لديها من معطيات وعلاقات وصداقات، وحتى نفوذ مع بعض الدول المعنية بالشأن اللبناني، ولكن ليس لديها أي دور في هذه المرحلة والظروف التي تمر بها، ربطاً بما يحصل مع كييف.
وبالتالي، تقول المصادر ان دخولها على خط ما يحصل على الساحة المحلية، جاء بعد اتصال أحد مسؤولي الخارجية الكويتية بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، بحيث وضعه في أجواء مؤتمر وزراء الخارجية العرب، وجرى عرض لما آلت إليه العلاقة اللبنانية – الخليجية، وإضافة الى الرّد اللبناني على الورقة الكويتية الخليجية الدولية، ومن الطبيعي تمّ التداول في السبل الآيلة لمساعدة موسكو في حلحلة الأزمة القائمة مع لبنان، وهذا ما أصرّ عليه المسؤول الكويتي، باعتبار أن الروس منهمكين بأزمتهم مع أوكرانيا، وهذا ما نتفهّمه، إلا أن هذا الإتصال جرى على أكثر من خلفية، أولاً: لأن روسيا دولة كبرى وذات نفوذ كبير، وثانيا: وهنا بيت القصيد، ثمة علاقات وصداقات تربطها بدول معنية مباشرة بالشأن اللبناني، وقادرة على المساعدة والمساهمة في حلحلة الخلافات القائمة بين لبنان والخليج، وصولاً إلى الأطراف المتحالفة معها، ما يساعدها على فعل الكثير في هذا الإطار.
في السياق، تضيف المصادر، أن نائب وزير الخارجية بوغدانوف، وعد المسؤول الكويتي بمتابعة هذا الموضوع، خصوصاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سبق وأن التقى منذ أيام الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، ومن الممكن أن تحصل متابعة للوضع اللبناني من خلال هذه الصداقة والعلاقات بين طهران وموسكو، والأمر عينه مع دول أخرى على تماس مع الوضع اللبناني من جوانبه كافة.
وتختم المصادر نفسها كاشفة، أن بوغدانوف، أبدى قلقه ومخاوفه من الوضع في لبنان، وإمكانية حصول انفجار اجتماعي واقتصادي، في حين أن أمن واستقرار لبنان هو من النقاط الأساسية والمركزية بالنسبة لموسكو، وعلى هذه الخلفية، فإن دورها في هذه المرحلة يكمن في بذل جهودها من أجل ترسيخ الإستقرار وعدم حصول أي حرب في هذا البلد، ولذلك، سيكون لها اتصالات ومشاورات مع بعض العواصم العربية والغربية من أجل هذا الغرض، والمساعدة في أكثر من ملف سياسي واقتصادي، إضافة إلى العلاقة المتأزّمة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي.