جنبلاط يختصر هواجس الطبقة السياسية.. ويرفض التخلي الخليجي!..
سفير الشمال- غسان ريفي
اختصر وليد جنبلاط هواجس ومخاوف واسئلة كل الطبقة السياسية حول القادم من الايام وكيفية المواجهة والاستمرار والصمود، لاسيما بعد تعليق الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل العمل في الحياة السياسية، وفي ظل انسداد الآفاق امام الحلول، وتنامي الضغط الخليجي على لبنان والذي تمثل مؤخرا بالورقة التي حملها وزير خارجية الكويت الى المسؤولين والتي قد تشكل ذريعة للتخلي الكامل عن لبنان في محاولة لمزيد من التأليب الداخلي على حزب الله، رافضا ان يكون لبنان ضحية لأزمات المنطقة ولهجوم الحزب على دول الخليج..
بالرغم من خروج حليفه الاول وشريكه السياسي سعد الحريري من السباق الانتخابي، اعلن جنبلاط انه سيكمل الطريق بمن تبقى من حلفاء “لاننا لا نستطيع ان ننكفئ ولا بد من اكمال المسيرة ولو بمن حضر”، وهذا يعني ان كل التكهنات التي تحدثت عن انسحابات وعزوف لقيادات سياسية ستلي خروج الحريري لم تكن واقعية.
واللافت في هذا الاطار ان جنبلاط طالب مرشحي التغيير بخوض الانتخابات والدخول الى المجلس وإحداث صدمة ايجابية..
في اطلالته التلفزيونية امس على شاشة MTV ضمن برنامج “صار الوقت” مع الزميل مرسال غانم، بدا واضحا ان جنبلاط يعول كثيرا على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كونه يتمتع بغطاء عربي – دولي لا بد من الاستفادة منه لمصلحة لبنان، داعيا ميقاتي الى الاستمرار بالجهود التي يبذلها في عمله الحكومي وتدوير الزوايا، والى الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، رافضا انسحابه او اعتكافه عن خوض هذا الاستحقاق.
وفي الوقت نفسه حرص جنبلاط على عدم اعطاء اية اهمية للنواب والمرشحين الطامحين لاعادة التجربة النيابية في العاصمة بيروت وتقديم انفسهم كبدائل عن الحريري وخصوصا فؤاد مخزومي، وذلك وفاء لصديقه سعد، رافضا الدخول في اسباب ومسببات عزوفه احتراما لرغبته ولأمانة المجالس، لكنه اكد ان “غياب الحريري سيحدث شرذمة في المناطق السنية”.
لم يخف جنبلاط ان الكيل قد طفح من العهد الذي “حرق دين البلد” مطالبا الرئيس ميشال عون بأن يغادر بكرامته مع صهره جبران باسيل، معتبرا انه لا يوجد عهد قوي بل المؤسسات هي التي يجب ان تكون قوية.
ولم يستثن زعيم المختارة حزب الله داعيا اياه الى ان “يطول باله علينا شوي لان هناك منطقا مفقودا”، متسائلا: هل يستطيع حزب الله ان يتحمل مسؤولية كل لبنان؟. وهل تحترم ايران لبنان وتعدديته؟..
اما العتب الجنبلاطي الاكبر، فكان على دول الخليج العربي بفعل التخلي عن لبنان، وفرض شروط تعجيزية عليه، وقد قالها جنبلاط بالفم الملآن ان “لا قدرة للبنان على تطبيق بند الورقة الخليجية المتعلق بالقرار 1559 وبحصر السلاح بيد الدولة”، مؤكدا ان هذا البند من شأنه ان يتسبب بحرب اهلية، لافتا انتباه العرب الى غيابهم شبه الكامل عن دعم المؤسسات الاجتماعية السنية العريقة التي عمرها مئات السنوات لكي يكون هناك على الاقل بعضا من التوازن الاجتماعي.
وخلص جنبلاط في هذا المجال الى ان اللبنانيين ليسوا كلهم ايرانيين، وان التخلي الخليجي عن لبنان بهذا الشكل وفرض الشروط التعجيزية عليه ومحاصرته وعدم الالتفات الى واقعه الكارثي ومعاناة شعبه، لأن استمرار هذا التخلي سيعطي نفوذا اكبر لايران وهذا الكلام سبق وتوافق عليه مع المسؤولين الروس خلال زيارته الاخيرة الى روسيا.