الحدث

فخ «داعش» في طرابلس… إغراءات ووعود «بالمن والسلوى» جهود تبذل لاستعادة الفتيان ومنع خمسة من اللحاق بالتنظيم في سوريا والعراق سجون لبنان مُكتظة بـ «الدواعش»… والحلّ عند المرجعيات الدينيّة

جهاد نافع- الديار

 

يرى الخبير في شؤون الحركات الاسلامية الشيخ نبيل رحيم، ان الجهود متواصلة بالتعاون مع الاجهزة الامنية ودار الفتوى لاستعادة الشبان الذين غرر بهم والتحقوا بتتظيم «داعش» في سوريا والعراق، وان اهالي الشبان متعاونون جدا، ويناشدون الاجهزة الامنية لانقاذ اولادهم واستعادتهم…

ويوضح الشيخ رحيم ان عدد الشبان الذين غادروا طرابلس عبر معابر برية غير شرعية، وبمساعدة مهرّبين من الشمال ومن البقاع، لا يتجاوز الثلاثين شابا تتراوح اعمارهم بين ١٦ سنة و ٢٨ سنة، وان الاعداد التي ذكرت في بعض الاعلام مبالغ فيها، فيما تعتقد بعض الاجهزة ان رقم المغادرين يصل الى خمسين شابا، بينما الاحصاءات التي تمت وما كشفه الاهالي ان الرقم لا يتجاوز الثلاثين شابا معظمهم من القبة والتبانة ومحلة المنكوبين في البداوي…

ويكشف رحيم ان طريقة التواصل مع الشبان واقناعهم باللحاق بـ «داعش» تتم عبر ارقام هواتف اجنبية تستهدف اسماء محددة، وكأن هناك من يزوّد «داعش» بهذه الاسماء التي تحمل فكرا «داعشيا» او لها ميل اليها، ويغرّر بهم لقاء اغراءات مالية، او تخويفهم باحتمال توقيفهم، وانه يقتضي الاسراع بمغادرة لبنان قبل تعرضهم للتوقيف. ويشير الى تواصل احد الشبان من محلة القبة( أ. مرعب) بوالدته مناشدا اياها العمل لاعادته، معلنا الندامة، وتحدث اليها همسا من غرفة شبه مظلمة ثم انقطع الاتصال…

ويقول رحيم ان بعض الشبان اتصل باهله مطمئنا اياهم انه اصبح في العراق، وآخرون لم يتصلوا لغاية اليوم، ربما لانهم لا زالوا في الطريق ولم يصلوا بعد، وكشف ان كلفة تهريب الشخص الواحد تتراوح بين خمسة آلاف دولار وسبعة آلاف دولار، ويتولى المهرّب نقل الشبان وتأمين مرورهم من لبنان وصولا الى مقر «داعش» عابرين كل الحواجز الامنية وبلحاهم…

تعاون الاهل اثمر مؤخرا عن توقيف خمسة شبان من القبة كانوا يستعدون للمغادرة، حيث القت مخابرات الجيش القبض عليهم، وجرى تسليمهم لاحقا لدار الفتوى على ان تتولى مسؤولية اعادة تأهيلهم بمساعدة الاهل.

ويقول رحيم ان الاتصالات جارية مع الاجهزة الامنية والمراجع المختصة لتأمين عودة كافة الشبان الذين غادروا والتحقوا بـ «داعش»، والعمل جار لنيل ضمانات بعدم توقيف العائدين غير المتورطين باحداث امنية، والذين لم تتلطخ اياديهم بالدماء، فيتم التحقيق معهم وتركهم ضمن ضمانات.

وبرأي رحيم ان طرابلس مستهدفة للنيل منها، وان هناك من يستغل ازمة الفقر والجوع والبطالة عند الشباب، فيغرّر بهم لقاء اغراءات ووعود بالمن والسلوى، ونتيجة لهذا الفقر يقع الشبان ضحية فخ المخدرات التي تروجّها عصابات تستبيح المدينة كونها الاكثر فقرا بين المدن اللبنانية…

وفي هذا السياق، اشارت مرجعية دينية الى ان الخطر الاكبر الذي يحتاج الى استنفار استثنائي وجهود جبارة، يكمن في السجون اللبنانية التي تحولت الى بؤر «داعشية»، حيث ينمو التتظيم الارهابي بين السجناء الذين ينتظرون لحظة الافراج عنهم لينشطوا من جديد، وان «الدواعش» يتواصلون عبر الهواتف داخل السجون، ومع الخارج، وان القضية «عويصة» جدا بعد ان تشرّب سجناء كثر الفكر «الداعشي»، ولا يمكن حل هذه المعضلة بسهولة الا من خلال فقهاء وعلماء معتدلين صادقين، وعلى سعة اطلاع ديني، وتوفر لهم حماية امنية، لاعادة تأهيل هؤلاء السجناء الذين قيل عن بعضهم بانهم يديرون خلايا نائمة من خلف القبضان.

في المحصلة ، يمكن القول ان شباب طرابلس في ظل تهميش الدولة وتجاهلها للمدينة والشمال، وفي ظل انكفاء القيادات والقوى السياسية عن رعاية الشباب، فانهم امام خيارات ثلاثة، وكل خيار منهم يحمل في طياته مأساة:

-الخيار الاول: اللجوء الى المخدرات القاتلة بكل اشكالها.

– الخيار الثاني: اللجوء الى التطرف والتشدد والالتحاق بالمنظمات الارهابية التكفيرية التي تغدق اموالا تغري بها الشباب العاطلين عن العمل ويرون بهذه الاموال فرصة سانحة لانقاذ عائلاتهم من الجوع والفقر..

– الخيار الثالث: الهجرة غير الشرعية عبر قوارب الموت، وجرت محاولات عديدة بعضهم نجح بالوصول الى مبتغاه لاجئا هائما مهانا مذلولا، وبعضهم غرق في البحر وفقد اثره، والبعض الآخر اوقف وأعيد الى بلده، ورغم ذلك لا تزال محاولات الهجرة جارية على قدم وساق..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى