دعا الرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي، الجمعة، التونسيين إلى “التظاهر بكثافة” يوم الأحد المقبل، للدفاع عن الدستور والديمقراطية، ورفضا لقرارات الرئيس قيس سعيد.
جاء ذلك في كلمة مصورة توجه بها المرزوقي للتونسيين، عبر “فيسبوك”، في ظل الدعوة لتحركات احتجاجية يوم الأحد، من قبل حراك “مواطنون ضد الانقلاب”؛ احتجاجا على قرارات سعيد. و”مواطنون ضد الانقلاب” هو تجمع لناشطين مدنيين يرفضون قرارات سعيد الاستثنائية، ونظموا مظاهرتين احتجاجيتين في تونس العاصمة يومي 18 و26 سبتمبر/ أيلول الماضي. وقال المرزوقي، مخاطبا مواطني بلاده: “أدعوكم للتظاهر بكثافة، الأحد، دفاعا عن الدستور والديمقراطية والسيادة الوطنية ودفاعا عن كرامتكم وحريتكم”.
وأضاف: “أنا على أتم الثقة أن أرواح شهداء تونس الذين نادوا بالبرلمان التونسي الذي هو مؤسسة ضد الحكم الفردي، هذه الأرواح ستصاحبكم في المظاهرة لأنكم تواصلون نضالاتها”.
وتابع المرزوقي: “يجب أن يكون الحضور مكثفا في هذه المظاهرة بقطع النظر عن أي انتماء حزبي أو عقائدي أو شخصي”.
وشدد على “ضرورة ترك التونسيين كل الخصومات الشخصية والعقائدية جانبا”، وأوضح أن “الدولة بصدد الإفلاس والأزمة النفسية للشعب تتفاقم فضلا عن التدخل الخارجي”. واقترح المرزوقي “عودة البرلمان وتنحي رئيسه الحالي (راشد الغنوشي) لفائدة رئيس أو رئيسة بإجماع كل الأطراف السياسية، واستقالة قيس سعيد أو إقالته”. ومضى قائلا: “بعد ذلك نمر بمرحلة انتقالية بسيطة تدوم 45 يوما وعودة السيادة للشعب عبر إجراء انتخابات مبكرة حرة ونزيهة”. ومنذ 25 يوليو/ تموز الماضي، تعاني تونس أزمة سياسية حادة، حيث بدأ سعيد سلسلة قرارات منها: تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وترؤسه للنيابة العامة، وإقالة رئيس الحكومة، على أن يتولى هو السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة. وترفض غالبية القوى السياسية قرارات سعيد الاستثنائية، وتعتبرها “انقلابا على الدّستور”، بينما تؤيدها قوى أخرى ترى فيها “تصحيحا لمسار ثورة 2011″، في ظل أزمات سياسية واقتصادية وصحية (جائحة كورونا). وأطاحت هذه الثورة بنظام حكم الرئيس آنذاك زين العابدين بن علي (1987-2011).