تحقيقات - ملفات

الأميركيون يتسلّقون جدران الكرملين

نبيه البرجي- الديار

لا مجال للمقارنة بين الديموقراطية الغربية، بدينامياتها الحضارية والفلسفية، وديموقراطية أفلاطون. أحياناً كثيرة ديموقراطية أكلة لحوم البشر. ليس فقط في انتاج رجال مثل أدولف هتلر، أو بنيتو موسوليني، وحتى جورج دبليو بوش ودونالد ترامب. ايضاً في استنزاف دماء، وثروات، وأزمنة، الأمم الأخرى .

أين كانت، في هذه الحال، الماكناكارتا (الأنكليزية)، وقيم الثورة الفرنسية، والبنية الملائكية للدستور الأميركي  والتي جعلت توماس جيفرسون يستشعر وقع قدمي السيد المسيح بين النصوص؟

ليس ثمة أمبراطورية في التاريخ، بما في ذلك الأمبراطوريات التي اتخذت الكتب المقدسة خارطة طريق لها، لم تقم على الدم. لن ننسى قول الجنرال دوغلاس ماك آرثر، بطل الباسيفيك، ان حقبة «ما بعد التاريخ بدأت مع الليلة النووية في هيروشيما»!

حتى وان رأى الفرنسي ألكسي دو توكفيل، في كتابه «الديمقراطية في أميركا (1834) أن النموذج الأميركي ان بهيكلية السلطة، أو بآليات الأداء، يمثل أرقى تجليات ديمقراطية الجبابرة…

وصولاً الى مقاربة الوضع في كازاخستان، بثرواتها الطبيعية المترامية. هي الثانية، عالمياً، في احتياطي اليورانيوم، الحادية عشرة في انتاج النفط، وبمخزون من الغاز يناهز الـ80 مليار متر مكعب، اضافة الى الغابات، والأراضي الزراعية، والثروة السمكية.

لماذا، اذاً، التعثر الاقتصادي الذي استدعى رفع أسعار الوقود، وأدى الى اندلاع الاضطرابات على ذلك النحو المدوي، اذا ما أخذنا بالاعتبار أن العدوى الصينية، بالايقاعي الصناعي المذهل، لم تصل اليها بالرغم من طول الحدود (1550 كيلومتراً) بمساحة تبلغ 2.717. 30 كيلومتراً مربعاً، بينها 47.5 من البحيرات والأنهار، كما أنها تشاطئ بحر قزوين بنحو 864 كيلومتراً مربعاً، وبعدد سكان لا يتعدى الـ 20  مليون نسمة.

قد تكون أزمة كازاخستان في كونها دولة اسلامية. هيلين كارير ـ دانكوس، الباحثة الشهيرة في الشؤون السوفياتية، لا حظت أنه، لدى انهيار الأمبراطورية الشيوعية، اتجهت الجمهوريات المسيحية التسع الىالنموذج الغربي.

الجمهوريات الاسلامية الست تحولت الى مسرح مثالي للفساد وللزبائنية.

هيلين التي عاتبها فلاديمير بوتين لأنها نصحت القادة الروس بالتخلي عن الشيشان، تساءلت ما اذا كانت توجد في الفقه الاسلامي رؤية للنظام السياسي أو للدولة.

لا تنفي أن للسياسات الأميركية دورها في عملية «وقف الزمن» في العديد من تلك الدول لتكريس سيطرتها ان على المواقع ذات الحساسية الجيوستراتيجية، أو لاستثمار الثروات بتسويق «مفاهيم براقة» للتخلف، أو للتصدع، الديني أو الاتني أو التاريخي.

عالم الاجتماع بيار بورديو رأى في المجتمعات التي تحترف تعليب المرأة، أو «الاطباق على المرأة»، «المجتمعات الميتة»، وحيث يسقط «مفهوم العبقرية» كما «مفهوم الحياة».

حين تقطع حكومة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»رؤوس الدمى البلاستيكية التي توضع في واجهات محلات الألبسة النسائية لأنهن لسن محجبات، كما تمنع النساء من التنقل بمفردهن لمسافة تزيد عن 72 كيلومتراً(؟؟؟).

الوضع مختلف في كازاخستان، حيث الروس يشكلون 23.7 % من عدد السكان، كما يشكل المسيحيون الأرثوذكس 26.2 %. المشكلة تبقى في عبادة الفرد. نور سلطان نازارباييف الذي كان يعد نفسه للرئاسة الأبدية أبدل اسم العاصمة من أستانا الى نور سلطان.

أصابع من وراء الأحداث الدموية بعدما بدا أن المسلحين  تحت قيادة منظمة؟ أنقرة التي تحاول اختراق آسيا الوسطى والقوقاز من البوابة اللغوية، أعلنت (أمام استغراب موسكو) وقوفها الى جانب قاسم ـ جومارت تكاييف.

بعد بيلاروسيا وكازخستان، وبينهما أوكرانيا، قال ديبلوماسي روسي «يا لسذاجة الأميركيين حين يحاولون تسلق جدران الكرملين».هناك الرؤوس البشرية هي… رؤوس نووية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى