ضبط “تهريبة” الاورانج المخدّر “يجنّب لبنان تأجيج التوتر مع الخليج”
خاص “لبنان 24″
لا نغالي اذا قلنا بإننا نَحارُ ماذا يجب علينا أن نفعل في جمهورية مطعّمة بنكهة الليمون والحامض والرمان، وقبلها البطاطا المحشوة بملايين حبوب الكبتاغون المخدّرة، هل نبكي أم نضحك؟
هل نبكي بلداً بات يحتل مرتبة متقدمة في زراعة وتصنيع وتهريب المخدرات في منطقة الشرق الأوسط متقدماً على أفغانستان وباكستان والمغرب؟
أم نضحك من شرّ بلية إنتشار نحو ٣٠ معملاً لصناعة الحبوب المخدّرة وتحديداً الكبتاغون، في مناطق بقاعية متاخمة للحدود مع سوريا وأحياناً متداخلة جغرافياً مع أراضيها؟
طبخ وتصنيع وتهريب، كلها عوامل سهلة و موجِبة أدت الى وضع لبنان في مصاف الدول المتقدّمة في صناعة المخدرات، وبالتالي على اللائحة السوداء عالمياً.
وتحت الأمر الواقع سياسياً وأمنياً، تشتغل معامل الكبتاغون بأحجامها الصغيرة والمتوسطة بدينامية كبيرة داخل الأراضي اللبنانية، فيما تنشط المعامل الكبيرة وعددها نحو ٧٠ داخل الأراضي السورية بشراكة ووحدة مصير ومسار” بين المصنّعين والمهرّبين في البلدين.
في الواقع، لا يحتاج إنشاء معمل لتصنيع الكبتاغون لتوافر عناصر نادرة الوجود وصعبة المنال، فالمعمل هو عبارة عن مختبر أدوية يديره إختصاصي في علم الكيمياء، ويعمل تحت بند ” صناعة دوائية” تنقصه الرخصة فقط.
ظاهرة تصنيع و تصدير الكبتاغون من لبنان الى الدول العربية، وتحديداً المملكة العربية السعودية، بدأت منذ العام ٢٠١١ من اندلاع الحرب السورية التي دفعت بالمصنّعين السوريين الى الهرب مع آلات التصنيع من المناطق المشتعلة في سوريا الى المناطق الحدودية النائية، وبدءاً من العام ٢٠١٨ سطع نجم هذه الحبوب نظراً لكلفة تصنيعها الزهيدة، مع إستيراد أجهزة تقنية متطورة للتصنيع من الصين، مقابل مردود مالي مرتفع، وعلى رغم توسيع مروحة التصدير الى دول عربية وخليجية عدة إلا أن السعودية بقيت السوق الأولى المستهدَفة من قبل المهرّبين.
الأجهزة اللبنانية المعنية بمكافحة آفة تهريب المخدرات لا تألو جهداً في هذا السياق، وهي تمكنت من تفكيك نحو ١٧ مصنعاً في شرق البلاد خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وضبط كميات كبيرة من الحبوب المخدرة موضبة بطرق إحترافية عالية داخل خضار أو مواد بناء أو الآت أو أخشاب، كان آخرها أمس مع ضبط الجمارك اللبنانية لشحنة “ليمون أفندي” كانت في طريقها الى الكويت.
مع تحوّل لبنان الى مصدّر، وفي كثير من الأحيان الى محطة عبور للحبوب المخدرة من سوريا الى الدول العربية، سيتذكر حتماً قارىء هذا المقال “نشيد الحشاشين” الذي إشتهر منذ ثمانينيات القرن الماضي والذي يقول مطلعه” دوّرها دوّر دوّر….وعطيني شحطة”.