بايدن والاستراتيجية المزدوجة.. منافسة الصين واحتواء روسيا
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تحليلاً لخطاب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأخير أمام الكونغرس، معتبرة أنّه يمثّل جزءاً من جهوده وخططه الرامية لإعادة البناء لمستوى أعلى وحزبية أقلّ.
واشارت الصحيفة الأميركية في تحليلها الذين نشره موقع “الحرة”، إلى أن لغة الرئيس حملت ميزة أيديولوجية، حيث حذر بايدن من أن الاستقطاب الأميركي العميق والهجوم على مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني يؤثران على الولايات المتحدة خارجيا من خلال استغلال الدول المستبدة التي تعتقد “بأن الشمس تغرب على الديمقراطية الأميركية”.
وبحسب الصحيفة فإنّ حجة بايدن مقنّعة بربط أجندته الداخلية الطموحة بخطته لاستعادة النفوذ الأميركي في الخارج، لكن تنفيذ هذه الاستراتيجية المزدوجة للمنافسة مع الصين واحتواء روسيا سيكون بمثابة التحدي المحدد للسياسة الخارجية لرئاسة بايدن.
وبرّر بايدن رؤيته الواسعة لإعادة تشكيل الاقتصاد الأميركي كخطوة ضرورية للنجاة من المنافسة طويلة المدى مع الصين. ومع ذلك، فإن تاريخ الجهود الأخيرة التي بذلها الرؤساء الاميركيون لإحياء تلك المشاعر الوطنية الموحدة مختلطة في أحسن الأحوال.
وأوضح بايدن في خطابه أمام الكونغرس، يوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة تواجه منافسا تكنولوجيا يملك قدرة أكثر من أي وقت مضى، إضافة إلى مواجهة عسكرية أكثر تعقيدا وصراع أيديولوجي أقوى من أي وقت مضى منذ سقوط جدار برلين.
وقال بايدن خلال خطابه بمناسبة 100 يوم من دخوله البيت الأبيض: “نحن في نقطة تحول كبيرة في التاريخ”.
ويشير تحليل الصحيفة إلى أنّ الرئيس يواجه أسوأ العلاقات منذ عقدين مع قوتين مختلفين للغاية يسعون لاستغلال الانقسامات الواضحة في الولايات المتحدة.
ويقول كوري شاك، الذي خدم في وزارة الدفاع ويدير الآن دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد “أميركان إنتربرايز” إنها “حجة ذكية يجب أن تحظى ببعض أصوات الجمهوريين”.
وأضاف: “من المحتمل أن يكون لها تأثير أكبر من تأثير الرئيس أوباما؛ لأن سلوك الصين أصبح قمعيا بشكل متزايد في الداخل وعدوانيا على المستوى الدولي”.
من جانبه، قال عالم السياسة بجامعة “ستانفورد” الذي شغل منصب الولايات المتحدة لدى روسيا في عهد أوباما، مايكل إيه ماكفول،”آمل، كما قال بايدن، أن تظل منافستنا مع الصين خالية من الصراع وأن تظل ردود أفعالنا على أفعال بوتين العدوانية متناسبة، مع الاستمرار في محاولة التواصل مع بكين وموسكو بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
وأضاف: “أخشى أن التحديات من كلا النظامين الاستبداديين ستتطلب أيضًا استراتيجيات أكبر للاحتواء”، وأردف: “بعد كل شيء، نحن نتنافس مع الصين ليس فقط في الأسواق، ولكن أيضا فيما يتعلق بالقضايا الأمنية والأيديولوجية، والتي تميل نحو المزيد من النتائج المتضاربة”.
المصدر: الحرة