محلل عسكري يجيب “وطن”: هل تشنّ المقاومة الفلسطينية هجوما لخطف جنود أو اقتحام حصون؟
توقع المحلل العسكري والأمني رامي أبو هربيد أن تبادر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بتنفيذ هجوم على الاحتلال الإسرائيلي من خلال خطف جنود أو اقتحام حصون، وأنها لن تنتظر ردة فعل إسرائيلية. وإنما ستبادر هي بفعل عسكري.
وقال أبو هربيد لـ “وطن”، إنه من قراءة الأحداث على الأرض وتعنت الاحتلال بالاستجابة لزحزحة ملف إعمار غزة، وكسر الحصار. فإن المقاومة لن تعطي مزيدا من الوقت للوسطاء من أجل حلحلة واقع الفلسطينيين في قطاع غزة.
ابتزاز إسرائيلي للمقاومة الفلسطينية
ورأى أبو هربيد أن المرحلة الحالية حرجة للغاية؛ بسبب ابتزاز الاحتلال للمقاومة بربط الإعمار بحلحلة ملف الأسرى، وهو ما كان واضحا من المقاومة بعد معركة سيف القدس في أيار/مايو الماضي، بأن كل ملف منفصل عن الآخر. ورغم أن المقاومة أعطت الوقت الكافي للوسطاء بمحاولة التوصل إلى تنفيذ للتفاهمات. إلا أن الاحتلال ما يزال يتعنت في التنفيذ وهو ما قد يدفع المقاومة إلى التصعيد.
ويعتقد أبو هربيد أن التدريبات العسكرية الأخيرة، سواء لكتائب القسام أو غرفة المقاومة المشتركة. كان واضحا فيها التدريبات التي تحاكي خطف جنود أو عمليات اقتحام لحصون. وهي رسائل واضحة أن المقاومة الفلسطنيية ستبادر بالهجوم، ولن تبقى في موقع الدفاع. وأنها وصلت لمرحلة من القوة التي تؤهلها لذلك.
تصعيد متدحرج
وفي سؤالنا حول توقعات أبو هربيد عن كيفية التصعيد المحتمل، أجاب لـ وطن: إن الأمور قد تأخذ منحنى التعصيد المتحرج؛ من خلال الفعل الشعبي الخشن على الحدود. والذي بدأ مساء الجمعة بإطلاق بالونات حارقة، وتفعيل الإرباك الليلي. وإذا كانت ردة الفعل الإسرائيلية خشنة فإن المقاومة ستتجه نحو الفعل العسكري.
وقال أبو هربيد إنه رغم كل هذه التوقعات بالتصعيد إلا أن الطرفين؛ المقاومة والاحتلال، لا يريدان التصعيد العسكري، ولا يسعيان له. لعدة أسباب؛ منها الداخلي الفلسطيني، بأن الناس في غزة لم تلملم بعد جراح المعركة الأخيرة، وما زالت تسعى لإعادة إعمار منازلها المهدمة. ومنها أن الاحتلال ينشغل بملفات داخلية لديه مثل كورونا، وخارجية مثل التصعيد المحتمل على الجبهة الشمالية أو الملف الإيراني.
رسائل ردع
ورأى أن هذه الأسباب دفعت إلى التحرك المصري الأخير، وزيارة الوفد الأمني المصري لقطاع غزة. لمحاولة فتح معبر رفح بترتيبات جديدة، أو الحديث عن المنحة المصرية لإعادة الإعمار. وكأنها رسائل بأن المفات العالقة من الممكن أن لا تبقى جامدة.
ولكن، وفق أبو هربيد، فإن الرسائل العسكرية للمقاومة واضحة بأنها للردع، ولعدم الوصول إلى حالة انفجار كبيرة. ولمحاولة تنفيذ التفاهمات بإعادة الاعمار وبرفع الحصار عن قطاع غزة. وأنه في حال بقيت الامور على حالها بعد كل هذا الوقت فإن التصعيد العسكري سيكون مسألة وقت فقط.
(المصدر: وطن)