غوتيريش في بيروت اليوم: استفيدوا من فترة السماح الدولية وبالقرار الجدّي بالمساعدة
يصل الأمين العام للأمم المُتحدة أنطونيو غوتيريش بعد ظهر اليوم الى بيروت في زيارة تستمر حتى نهار الأربعاء المُقبل وسيكون شعارها «التضامن مع الشعب اللبناني». وسيلتقي غوتيريش خلال زيارته كلا من الرئيس عون والرئيس برّي والرئيس ميقاتي بالإضافة إلى المرجعيات الروحية وممثلين عن المجتمع المدني. والمُلفت في هذه الزيارة، قيام غوتيريش بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء مرفأ بيروت بالإضافة إلى زيارة ميدانية إلى متضررين من هذا التفجير، كما وزيارة قوات الأمم المُتحدة في جنوب لبنان مع زيارة للخط الأزرق.
وكتبت” النهار”: ستُشكّل الأيام الأربعة المقبلة محوراً لتركيز الأنظار والاهتمامات على الزيارة التي سيقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة للبنان.
واعتبرت مصادر ديبلوماسية أنّ محطات زيارته هذه تشكّل في ذاتها، إشاراتٍ إلى الرسائل التي سينقلها إلى السلطات اللبنانية. فهو سيشدد على أنّ الشلل الوزاري لا يمكن أن يستمر، لأنّ أيّ اتفاق مع صندوق النقد الدولي والاصلاحات المطلوبة بإلحاح دوليّ، يحتاجان إلى حكومة فعّالة. كما سيؤكد أنّ تطيير الانتخابات ممنوع، وترهيب القضاء ممنوع أيضاً لا سيما في قضية انفجار مرفأ بيروت الذي سيزوره.
والأهم، كما تضيف هذه المصادر، أنّه سيُذكّر السلطات اللبنانية بأنّ القرارات الدولية وُجدت لتُطبّق، وأبرزها الـ1701 والـ1559.
ونقلت “الديار عن مصادر ديبلوماسية واسعة الإطلاع، أن الأمين العام للأمم المتحدة، لا يحمل طبعاً خارطة حلول للأزمات الإجتماعية والإقتصادية والمالية في لبنان، وخصوصاً، أنه استبق أي توقّعات بالتأكيد على أن إيجاد الحلول الدائمة للمشاكل والأزمات، لن يأتي من خارج الحدود، أي من المبادرات والمؤتمرات الخارجية، بل من الداخل اللبناني، ومن قبل المسؤولين اللبنانيين بالذات، والذين باتوا اليوم، أمام تحدي تقديم المصلحة العليا للبنان على أي مصالح أخرى، مهما كانت طبيعتها.
وتتوقّع المصادر الديبلوماسية نفسها، أن تكون رسالته المباشرة بعد رسالته السابقة، إلى اللبنانيين، بالإفادة من فترة السماح الدولية وبالقرار الجدّي بالمساعدة، وذلك، من أجل لجم الآثار الكارثية للإنهيار المتسارع في كل القطاعات المالية والإقتصادية، والذي سيؤدي، وبشكل حتمي، إلى مضاعفة الأخطار والمآسي للشعب اللبناني، كما للنازحين السوريين الذين تدعمهم الأمم المتحدة، وتؤمّن لهم المقوّمات الضرورية للحياة الكريمة على كافة الصعد الخدماتية من صحية وتربوية ومعيشية.
مصادر متابعة لزيارة الامين العام للامم المتحدة كشفت لـ “الأنباء” الالكترونية عن مجموعة عناصر ساهمت بتحقيق هذه الزيارة بهذا المستوى من الاهتمام الدولي بلبنان ومنعه من السقوط، وهو ما سبق لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن أكده استنادا الى الاتصالات التي يجريها باستمرار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع الرئيس الاميركي جو بايدن ورؤساء المجموعة الاوروبية، وأثناء جولته الخليجية ومحادثاته مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وجولة الأخير على عواصم دول مجلس التعاون الخليجي، والبيانات المشتركة التي صدرت في أعقابها، وكذلك الاتصالات التي يجريها ماكرون بشكل دائم مع البابا فرنسيس ولقاء البابا بالرئيس الأميركي.
المصادر المتابعة توقعت أن يبلغ غوتيريش المسؤولين اللبنانيين رسالة شديدة اللهجة بضرورة وضع خلافاتهم جانباً والعمل على إنقاذ بلدهم، عبر تفعيل عمل الحكومة ومتابعة التحقيق بانفجار المرفأ من دون أي تدخل سياسي والعمل على تطبيق القرارات الدولية وإبقاء مناطق تواجد قوات الطوارئ الدولية في الجنوب بعيدا عن التوترات الأمنية، خاصة بعد زيادة الحديث عن انتشار مسلحين في المخيمات الفلسطينية في الجنوب.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة اعتبر خلال لقاء صحافيّ عبر الفيديو قبل يرمين أنّه “ما من إمكانية لعودة لبنان إلى الطريق الصحيح ما لم يدرك القادة السياسيون اللبنانيون أنّ هذا هو الوقت المناسب، وربما الوقت الأخير الممكن، لتوحيد صفوفهم”، مشدّداً على أنّ “الأمر الأول الضروريّ هو أن يوحّد القادة السياسيون في لبنان صفوفهم”.
من ناحية أخرى، أكّد غوتيريس أنّ “الانقسامات بين القادة السياسيين في لبنان شلّت المؤسسات، وهذا ما جعل من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدوليّ، وإطلاق برامج اقتصادية فعالة وإحلال الظروف الملائمة ليباشر البلد تعافيه”.
وشدّد الأمين العامّ للمنظمة الحكومية الدولية على أنّه “لا يحقّ للقادة اللبنانيين أن يكونوا منقسمين في ظلّ أزمة خطيرة كهذه”، مضيفاً أنّ “اللبنانيين وحدهم يمكنهم بالطبع أن يقودوا هذه العملية”، معتبراً أنّه “على اللبنانيين أن يقوموا بحصتهم من العمل”.