حدود روسيا وأوكرانيا.. تحركات مقلقة وخشية من مواجهة “خطرة”
توصف الحالة على الحدود الروسية الأوكرانية بأنها “الحرب الساخنة الوحيدة” في أوروبا الشرقية، بعد سبع سنوات من المناوشات بين البلدين، انطلقت بعد غزو روسي لأراضي “إقليم القرم” وضم الإقليم الذي كان يحكم ذاتيا إليها، بعد استفتاء شكك فيه عدد من الأطراف بضمنهم أوكرانيا.
وتشعر أوروبا وحلف الناتو حاليا بالقلق بسبب تزايد المخاوف من “غزو روسي محتمل” لأوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الأوكراني، ديميتري كوليبا، الذي أنهى زيارة لواشنطن إن “الوضع مقلق، لكننا جيران روسيا وقد اعتدنا على الشعور بالقلق”.
وأضاف الوزير في لقاء لقناة ABC نيوز الأميركية قبل أيام أنه “يسعى للحصول على دعم الولايات المتحدة لدفع القوات الروسية بعيدا عن بلاده”.
وتقول القناة إن هناك ما يقرب من 90 ألفا من القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا، وإن موسكو مستمرة بزيادة عدد قواتها هناك “وخاصة خلال الليل”، معتمدة على عدد كبير من قوات النخبة.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو”، ينس ستولتنبرغ، إن “الحلف يجب أن يستعد للأسوأ مع تزايد القلق من أن روسيا قد تستعد لغزو أوكرانيا”.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قال الأسبوع الماضى إن جهاز المخابرات فى بلاده كشف خططا لانقلاب تدعمه روسيا، ونفت روسيا هذا الادعاء ورفضت المعلومات التي تشير إلى أنها تخطط لغزو أوكرانيا.
وحذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الثلاثاء، حلف الناتو، من أن نشر أسلحة أو جنود في أوكرانيا، يعني تجاوز “الخط الأحمر” بالنسبة لبلاده، معتبرا أن ذلك قد يؤدي إلى رد قوي، بما في ذلك نشر محتمل لصواريخ روسية.
وتعليقا على المخاوف الغربية بشأن نية روسيا لغزو أوكرانيا، قال إن موسكو قلقة أيضا بشأن مناورات الناتو بالقرب من حدودها.
وفي حديثه إلى المشاركين في منتدى الاستثمار عبر الإنترنت، قال الرئيس الروسي إن “توسع الناتو باتجاه الشرق يهدد المصالح الأمنية الأساسية لموسكو”، وأعرب عن قلقه من أن “الناتو قد يستخدم الأراضي الأوكرانية في نهاية المطاف لنشر صواريخ قادرة على الوصول إلى مراكز القيادة الروسية في غضون خمس دقائق فقط”.
وجاءت تعليقات بوتين، في وقت يجتمع فيه وزراء خارجية الحلف العسكري الغربي في لاتفيا، لمناقشة الاحتمالات الطارئة للتحالف العسكري، بمواجهة غزو روسي محتمل.
وتحشد روسيا، بالإضافة إلى الجنود، دبابات ومدفعية وصواريخ باليستية قصيرة المدى على مسافة قريبة من حدود أوكرانيا.
وقالت وكالة أسوشيتد برس إن الولايات المتحدة تبادلت المعلومات الاستخباراتية مع حلفائها الأوروبيين الذين حذروا من غزو محتمل.
وحذر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، من أن أي “عدوان” روسي جديد على أوكرانيا سيستدعي ردا “خطرا”.
وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أيضا إن “على روسيا أن تدفع ثمنا باهظا لأي شكل من أشكال العدوان”.
وقال ماس إن “خطوات خفض التصعيد الصادقة والمستدامة، والتي لا يمكن أن تمر إلا عبر طريق المحادثات، هي الأكثر أهمية الآن”.
كما قالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، إن بلادها “ستقف مع الزملاء من الديمقراطيات ضد النشاط الخبيث لروسيا”.
وأضافت أن “أي إجراء من جانب روسيا لتقويض الحرية والديمقراطية التي يتمتع بها شركاؤنا سيكون خطأ استراتيجيا”.
ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 بعد طرد الرئيس الأوكراني الصديق لموسكو من السلطة بسبب الاحتجاجات الجماهيرية، وبعد أسابيع، ألقت روسيا بثقلها وراء التمرد الانفصالي الذي اندلع في شرق أوكرانيا.
وتتهم أوكرانيا والغرب روسيا بإرسال قوات وأسلحة لدعم المتمردين، وتنفي موسكو ذلك قائلة إن الروس الذين انضموا إلى الانفصاليين كانوا متطوعين.
وقد لقى اكثر من 14 ألف شخص مصرعهم خلال أكثر من سبع سنوات من القتال الذى دمر ايضا قلب الصناعة شرقى أوكرانيا المعروف باسم دونباس.
وساعد اتفاق السلام لعام 2015 الذي توسطت فيه فرنسا وألمانيا في إنهاء المعارك الواسعة النطاق، لكن الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية فشلت واستمرت المناوشات المتفرقة على طول خط التماس المتوتر.
وقد رفضت روسيا المبادرات الأخيرة لإجراء محادثات.
ويتهم وزير الخارجية الروسى، سيرغي لافروف، الناتو بتهديد السلام فى المنطقة.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو مؤخرا إنه “يتم نشر وحدات هامة ومعدات عسكرية لدول الناتو، بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا، بالقرب من حدودنا “.
وادعى لافروف أن الغرب دفع أوكرانيا لفترة طويلة “للقيام بأعمال معادية لروسيا”.
وقال محللو وكالة أسوشيتد برس إن حلف شمالي الأطلسي لن يتمكن من تزويد أوكرانيا بأي دعم عسكري كبير في الوقت المناسب لإحداث فرق ضد القوات الروسية، وبالتالي فإن التدابير الاقتصادية مثل العقوبات الغربية من المرجح أن تستخدم لإلحاق عقوبات مالية بموسكو.
وتسعى أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، وقال وزير خارجيتها إن بلاده لو كانت جزء من الناتو عام 2014 (تاريخ الاجتياح الروسي للقرم) لما “تجرأت موسكو على الاجتياح”.
ولا يمكن لأوكرانيا الاستفادة من “ضمان الأمن” الذي يوفره حلف الناتو لأعضائه.
وتأتي هذه التطورات في وقت تستعد فيه بيلاروس المجاورة لإجراء تدريبات جماعية مع أوكرانيا، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء بيلتا البيلاروسية الرسمية.
وحذر الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، الذي يتهمه الغرب بالسعي لتقسيم الاتحاد الأوروبي عن طريق إرسال مهاجرين من الشرق الأوسط إلى حدود أعضاء الناتو، بولندا ولاتفيا وليتوانيا ، من أن مينسك لن تقف مكتوفة الأيدي في حالة الحرب.
وقال “من الواضح إلى أي جانب ستكون بيلاروسيا” ، في إشارة إلى موسكو، التي ساعده دعمها المالي والسياسي على مواجهة الاحتجاجات الجماهيرية الحاشدة العام الماضي.