هكذا نزول… وهكذا تبقى «اسرائيل»
كراقصة بساقي غولدا مئير (وكانت أقبح امرأة في التاريخ)، ظهر بني غانتس على الشاشة ليقول «ان اسرائيل تطور قدراتها لتوجيه ضربة عسكرية لايران تستهدف برنامجها النووي».
اذ أظهرت عمليات الاختراق التي قام بها «الموساد» داخل بعض المنشآت النووية وجود ثغرات بنيوية في المنظومة الأمنية الايرانية، فان ضرب تلك الأهداف البعيدة، والحصينة، يحتاج الى امكانات عملانية، ولوجيستية، لا تمتلكها سوى القوى الكبرى…
ماذا يمكن «لاسرائيل» أن تفعله لزيادة قدراتها العسكرية؟ قاذفات هي الأكثر تطوراً في العالم. غواصات تحمل رؤوساً نوية، الا اذا كانت ستستجلب كائنات فضائية بعدما كسرت المقاومة اللبنانية اسطورة الجيش الذي لا يقهر.
وراء الضوء حكي عن تصوّر لمشروع، ولكن بتكلفة باهظة، جرى التداول بشأنه مع احدى الحكومات العربية الثرية لتمويله، لكنها رفضت خشية التداعيات الكارثية لأي خطوة من هذا القبيل.
المشروع يلحظ اقامة شبكة من الأقمار الصناعية المزودة باشعة لايزر، وبمدافع للجزيئيات الالكترونية، التي لا يقتصر دورها على اصابة المحطات الرادارية بالعمى، وانما تدمير الأهداف، كاستنساخ محدود لبرنامج «حرب النجوم» الأميركي الذي يقضي باقامة منصات فضائية باستطاعتها تدمير أي صاروخ عابر للقارات في غضون 7 أو 8 ثوان من اطلاقه.
وحين فكر رونالد ريغان في تنفيذ ذلك البرنامج، حط مديره التنفيذي الجنرال جيمس أبرامستون في «تل أبيب» (صيف 1981 )، ليوقع مع حكومة مناحيم بيغن اتفاقاً يعهد الى «اسرائيل» تصنيع معدات الالكترونية للبرنامج.
كلام غانتس فقاعة اعلامية . لويد أوستن الذي زار «تل أبيب» في نيسان الفائت أبلغ زميله «الاسرائيلي» بأن أي حرب كبرى في الشرق الأوسط «لن تكون لمصلحتكم ولا لمصلحتنا». وهذا ما كشفه، لاحقاً، الديبلوماسي المخضرم، والخبير في شؤون المنطقة، آرون ميلر.
ميلر اعتبر أن «بعض الذين ينفخون في الأبواق في طهران، ويهددون بازالة اسرائيل من الوجود، انما يقلدون صياح الديكة، فقط للتعبئة الايديولوجية، فضلاً عن الاثارة السياسية، لتغطية الطموحات الجيوسياسية من ضفاف قزوين الى ضفاف المتوسط».
لنتذكر ما قاله آرييل شارون لأوريانا فالاتشي (مجلة «لونوفيل أوبسرفاتور» الفرنسية) أثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان (1982) ان «جنرالاتنا يدركون أن تقهقرنا، ولو للحظة واحدة، ولو لمتر واحد، يعني تقهقرنا الى الأبد».
ألم يحمل الأداء البطولي للمقاومين اللبنانيين، ابان حرب 2006، جيريمي بن عامي الى القول «لقد سقط معطف داود عن كتفي الجنرلات في اسرائيل»!
على كل، وزير الدفاع الاسرائيلي، وفي خطوة دراماتيكية الى الوراء، استدرك، قائلاً، في التصريح نفسه،»موازاة مع الخيار العسكري، نواصل جهود تحسين شروط اتفاق نووي بين الغرب وايران». معلّقون «اسرائيليون» رأوا أن أي حرب ضد ايران، دون المشاركة الأميركية هي بمثابة الهولوكوست الآخر والأخير…
المعلّقون اياهم رأوا في الكلام الأخير لقائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال كينيث ماكنزي، حول الصواريخ الايرانية المتطورة، رسالة موجهة الى «اسرائيل» تحديداً. لا حرب دون أميركا التي لا تريد الحرب.
الايرانيون يذهبون الى فيينا وفي رأسهم القنبلة النووية التي لا بديل عنها ان للردع الاستراتيجي، أو للدور الاستراتيجي. أصحاب الأدمغة الباردة يعتقدون أن اقترابنا من القنبلة أفضل كثيراً، تكتيكياً واستراتيجياً، من صناعتها «لأننا في اليوم التالي لحيازتنا لها ستكون حتماً بين أيدي السعوديين والأتراك».
الأميركيون لاحظوا أن الحرب لاقتصادية أكثر جدوى، وأكثر فاعلية. لا نقطة دم واحدة. هكذا أقنعوا حكومة نفتالي بينيت بأن تحويلنا الى حطام اقتصادي السبيل المثالي لزوالنا ولبقاء «اسرائيل»؟ كيف تردّ البطون الخاوية؟!