هل تنهي صور الأقمار الصناعية الروسية فرضية الاعتداء العسكري على مرفأ بيروت؟!…
غسان ريفي-سفير الشمال
من المنتظر أن تقوم روسيا بتزويد لبنان بالصور الملتقطة بواسطة الاقمار الصناعية قبل وخلال وبعد إنفجار مرفأ بيروت، وذلك بناء على رغبة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي طلب من السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف إمكانية أن تتجاوب بلاده مع لبنان في هذا الأمر، وقد وعد السفير روداكوف عون بنقل هذا الطلب الى وزارة الخارجية الروسية وعبرها الى الرئيس فلاديمير بوتين لدراسة الأمر.
وبالفعل، فقد نقل روداكوف الطلب الى الخارجية الروسية وتمت الموافقة على تسليم الصور الى الجانب اللبناني حيث من المفترض أن تُضم الى ملف التحقيقات، وذلك لقطع الشك باليقين حول فرضية أن يكون الانفجار ناتجا عن إعتداء عسكري، أو بفعل إهمال مقصود أو غير مقصود، أو بفعل فاعل، الأمر الذي قد ينعكس على مجرى التحقيقات الجارية والمختلف عليها سياسيا.
في هذا الاطار، تستبعد مصادر متابعة فرضية أي إعتداء عسكري على مرفأ بيروت، خصوصا أن الرئيس بوتين الذي من المفترض أن يكون قد إطلع على الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية والمهتم بلبنان، عبر قبل نحو شهر خلال مشاركته في الجلسة العامة لمنتدى “فالداي” عن حزنه لما أصاب بيروت، ولسقوط عدد كبير من الضحايا ووقوع أضرار هائلة، لافتا الى أن بقاء شحنة الأمونيوم في ميناء بيروت كان ناتجا عن عدم تعامل السلطة معها بالاهتمام الذي يفرضه خطورتها، بل تعاملت إنطلاقا من رغباتها في بيع الشحنة بشكل مريح لتحقيق أرباح غير مشروعة ما أدى الى هذه الكارثة.
وعبّر بوتين عن إستغرابه حينها، من الطلب اللبناني بالحصول على صور الأقمار الصناعية، وقال: لا أفهم صراحة كيف يمكن أن تساعد أي صور ملتقطة بالأقمار الصناعية في حال وجودها لدينا، لكنني أعد بالمساعدة التي لن أتوانى عنها.
في غضون ذلك، ترك إصرار الجانب اللبناني في الحصول على تلك الصور تساؤلات مشروعة لجهة: ماذا ستنفع هذه الصور طالما أن الرئيس بوتين عبر بأنها لن تساعد في شيء؟، وهل ستستخدم في إنهاء فرضية أي إعتداء عسكري؟، أم سيكون لها وظيفة ما قد تؤدي الى تغيير مجرى التحقيقات خصوصا في ظل الأزمة السياسية التي يتسبب بها المحقق العدلي طارق البيطار؟، أم أنها ستؤكد جرم الاهمال المقصود الذي يعتبر الحجر الأساس في تحقيقات البيطار بما يدعم موقفه؟، في الوقت الذي تتكثف فيه الجهود لنقل ملف الرؤساء والوزراء الى اللجنة العليا لمحاكمة الرؤساء والوزراء في مجلس النواب، والابقاء على الموظفين العاديين في عهدة المحقق العدلي..
تشير المصادر الى أن تجاوب روسيا مع لبنان بإعطائه هذه الصور، يؤكد الاهتمام والدعم الكاملين له، خصوصا أن الخارجية الروسية لطالما عبرت عن رغبتها في الاسراع بتشكيل الحكومة والبدء بمسيرة الانقاذ، وهي ما تزال تتطلع الى تحقيق هذا الأمر الذي عبّر عنه السفير روداكوف أمس الى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي خلال لقائه معه في السراي الحكومي، مؤكدا دعم روسيا لجهود الحكومة في تثبيت الأمن والاستقرار ومواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية.
وترجمة لهذا الدعم، تشير المعلومات الى زيارة مرتقبة سيقوم بها وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب الى موسكو في 22 الشهر الجاري يلتقي خلالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، للبحث في عدد من المشاريع المشتركة لا سيما تلك المتعلقة بملف النازحين السوريين، وترسيم الحدود، والمساعدات الاقتصادية للبنان، ودعم جهود الحكومة في الحفاظ على الاستقرار، على أن يلي ذلك مزيدا من التواصل اللبناني ـ الروسي الهادف الى دفع المسيرة الانقاذية..