الحدث

الحكومة في “عين العاصفة” والعزلة الدولية رهان على المظلّة الإقليمية والوساطة القطرية

ابتسام شديد-الديار

 

تنشط الإتصالات السياسية من اجل تطويق عاصفة التصريح الذي أدلى به به وزير الاعلام جورج قرداحي، على الرغم من اقتناع كل الأطراف في الداخل كما في الخارج، ان الأزمة الراهنة ليس سببها تصريح أدلى به وزير قبل تشكيل الحكومة، بل نتيجة مسار سياسي طويل من الأزمات والاشتباك السياسي بين أطراف في الداخل والمملكة السعودية .

ومع عدم اتضاح الصورة ومصير الإتصالات التي قد لا تنجح في تحقيق إختراق في الجدار المأزوم، فان الأمور تبدو متجهة الى المزيد من التخبط في الأزمة وانسداد الأفق، حيث ان التعويل الوحيد هو على الوساطة القطرية راهنا .

الأزمة الجديدة أصابت بصورة مباشرة الحكومة المترنحة أصلا تحت وطأة الأزمات، تقول مصادر سياسية، كما العهد وفريقه السياسي المثقل بأزمات الانهيار وانفجار الرابع من آب ويواجه اليوم التهديد بالعزلة العربية والدولية، ومع ان الغضب السعودي موجّه ضد حزب الله بدرجة أولى، فانه سبّب أضرارا لقوى سياسية تحتار في التعامل مع الأزمة، ووضع رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ليس أفضل حالا من غيره، على اعتباره المرجعية السياسية لقرداحي مما جعله في وضع لا يحسد عليه، وعلى الرغم من ان فرنجية حسم موقفه عدم تحميل الوزير المسؤولية، فانه بدا محرجا في موقفه، فلا هو قادر على الذهاب بعيدا في التصعيد ضد دول الخليج تجنبا لمخاطر العزلة، كما هو مدرك من جهة أخرى ان المواجهة سترتب مخاطر أساسية، لبنان بغنى عنها في هذا الوقت بالذات.

التصدع الأكبر أصاب حكومة ميقاتي التي تعرضت لانتكاسة تضاف الى مسلسل انتاكاساتها، على الرغم من محاولة رئيس الحكومة إبراز التعاطي الهادىء وطلبه من وزير الاعلام تقديم استقالته كمخرج أولي لترتيب الوضع مع علم ميقاتي كما كل الأطراف السياسية ان الأزمة أبعد من تصريح .

الأزمة مع دول الخليج واحدة من الأزمات التي ضربت حكومة ميقاتي التي تسير في حقل ألغام انفجرت بها في موضوع تحقيق المرفأ ومن بعده أحداث الطيونة التي كادت تذهب الى حرب أهلية، ومع ذلك تقول المصادر السياسية ان رئيس الحكومة لن يقدم استقالته، فعام ٢٠١١ مرت حكومته بظروف أخطر من اليوم ولم يفعل، وتقول المصادر ان رئيس الحكومة يعوّل على عدة نقاط أحدها الوساطة القطرية لحل المشكلة الخطيرة الراهنة وكسر حدة التصعيد الخليجي ضد لبنان، كما يعول على الغطاء الأميركي – الفرنسي والإيراني المانع لسقوط الحكومة وعدم تركها تواجه المصير المجهول، كما تبلّغ في اجتماعات غلاسكو بدعم جهود الحكومة من اجل تثبيت الإستقرار والتعافي الاقتصادي والتفاوض مع صندوق النقل وإجراء الإنتخابات النيابية.

وعليه تضيف المصادر ان العمل جار على محاصرة التصعيد ولجم الإجراءات التي تنوي السعودية إتخاذها وتتعلق بوقف الرحلات الجوية والتحويلات المالية.

لا احد يعلم الى أين سيصل تصعيد المملكة العربية السعودية حيث لم تصدر إشارات ايجابية بعد، فالسعودية تعتبر ان الخلاف مع لبنان سياسي عميق، ويقول المطلعون على الموقف السعودي ان استقالة قرداحي لن توقف التصعيد كما لا شيء بعد يوحي بانفراج، فالأزمة قد تزيد حدتها وتستتبع بسلسة إجراءات تتجاوز سحب وطرد سفراء، كل ذلك يضع حكومة ميقاتي مجددا في “عين العاصفة” التي ستزيد حدتها مع انسداد أفق الحلول والضغوط الخارجية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى