ميقاتي: الخيارات محسومة
خاص “لبنان 24″
ما ان وصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى لندن في طريقه الى مؤتمر الامم المتحدة للمناخ في غلاسكو باسكتلندا حتى ضجت وسائل الاعلام بالبيان الصادر عن المملكة العربية السعودية بشأن لبنان، بعدما كان امضى النهار كله يجري اتصالات سياسية لمعالجة تداعيات تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي.
لكن الرجل، وبعد متابعته الاولية لخطوة البيان وملابساته وتداعياته وسبل التعاطي معه عبر اتصالات هاتفية برئيس الجمهورية وعدد من المسؤولين والمرجعيات، حسم خياره بالمضي في الذهاب الى المؤتمر، خصوصا وان غالبية اللقاءات والاجتماعات، التي عقدها خلال المؤتمر ، كانت مواعيدها محددة سلفا قبيل مغادرته بيروت.والقسم الاكبر ممن التقاهم تربطه بهم صلات وثيقة.
يدرك رئيس الحكومة جيدا اهمية هذا النوع من المؤتمرات الدولية التي توفر مساحة واسعة للتواصل في وقت قياسي مع اصدقاء لبنان في العالم، ولذلك فهو لم يهدأ طوال يومي المؤتمر عن عقد الاجتماعات واللقاءات المتتالية،التي اكدت دعم المجتمع الدولي استقرار لبنان والعمل الحكومي الهادف الى معالجة الازمات المتعددة التي يعاني منها.
وفي طريق العودة، تلقى رئيس الحكومة وفريق عمله كما هائلا من الاتصالات الهاتفية والرسائل النصيّة المستفسرة عن الحلول المتوقعة والخيارات المتاحة، فكان الجواب الواضح” ان الامور مرهونة بنتائج الاجتماعات والاتصالات التي سيجريها، انطلاقا من نقطة اساسية وهي معالجة السبب المباشر للازمة المستجدة مع المملكة العربية السعودية ومن ثم الانتقال الى اجراء معالجة جذرية لاصل المشكلة مع دول الخليج”.
وردا على الاستفسارات الاضافية عن الخيارات في حال لم تثمر مساعيه عن حل، يجيب ان “ما من مشكلة الا ولها حل، وهذا ما اعتدنا عليه في لبنان منذ وقت طويل”.
يسرح الرجل في تفكيره وهو ينظر من شباك الطائرة الى طواحين الهواء الضخمة المنصوبة على السواحل البريطانية لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح، وكأنه يقول في سرّه ان الارادة والعزم كفيلان بتحقيق المستحيل، وان اقتناع الجميع بضرورة التضحية من اجل الوطن والعمل بروح التعاون كفيلان بتحقيق ما حددته الحكومة من اهداف.
ولدى الالحاح عليه بالسؤال عما سيحصل يكتفي بالجواب المعهود لديه” أن الخيارات محسومة والامور مرهونة بخواتيمها”.ويرفق جوابه بابتسامة تخفي اكثر من معنى ورسالة…