الحدث

الحكومة باقية والبيطار أيضاً؟؟

زياد العسل- الديار

تعيش الساحة اللبنانية لحظات ترقب لما ستؤول إليه الامور لناحية تداعيات المشهد الدموي الذي ارتسم في الطيونة، والذي ذكّر الناس بمشاهد الحرب الاهلية واعادة الاصطفاف الطائفي والمذهبي والمناطقي مرة أخرى. فهل ينقص البلاد مشهد دموي بالإضافة الى التفليسة الاجتماعية والاقتصاية والتي بدأت تتحوّل ايضاً وتتمظهر في البعد الأمني؟

عن هذه الاسئلة تؤكد مصادر متابعة لقضية الطيونة، أن ثمة من كان يريد تفجير الساحة الداخلية، وهذا ما لن تقبل به المقاومة على الاطلاق، خاصة أن تفجير المشهد السياسي الداخلي هو مطلب خارجي لاحراج المقاومة التي غيّرت مسار الاحداث في هذه الأمة، واكدت المصادر أنّ الرئيس ميشال عون مصرّ على تهدئة الشارع، فهو من ناحية لا يريد اقصاء البيطار لانه يدرك ان هذا الامر من شأنه أن يرخي بظلاله على المشهد برمته، وهذا ما يمكن ان يترك اثراً سلبياً لجهة تعامل الخارج مع الوضع اللبناني، وبالتالي تأثير الامر على عدم مساعدة لبنان، وقد يؤدي الامر لنسف قروض صندوق النقد الدولي التي باتت بمثابة الرئة للبنان المنهك، والذي يرزح تحت وضع اقتصادي خانق سببته السياسات الاقتصادية الفاشلة طوال عقود من الزمن.

وشددت المصادر على ان ثمة قرار صارم وواضح بدعم الحكومة التي يعول عليها الجميع في انتشال الواقع اللبناني، واجراء الاستحقاقات الدستورية المقبلة، فلا يمكن التضحية بالحكومة الحالية، بعد درب جلجلة طويل لوصولها، وقد لا يكون هناك امكانية في هذا العهد لتشكيل حكومة اخرى في الواقع الحالي، لذلك، فالرئيس اليوم يقف في موقع التشبث والحرص على ابقاء البيطار والحكومة في آن، مع حلول يمكن ان تكون وسطية ولا تدفع لبنان للانزلاق نحو المجهول والحرب الاهلية، الذي يعمل عليه منذ بدء عهد العماد ميشال عون، وخصوصا من خلال ما جرى في 17 تشرين وحتى اليوم، لضرب العهد والتيار.

واكدت المصادر أن لا مشكلة عند الرئيس عون من احالة القضية الى المجلس العدلي، وهذا ما يشفي غليل اهل الشهداء ومن يمثلهم، وفي الوقت عينه التلاقي على نقاط ما مع المحقق العدلي، شرط ان ترتسم في الافق آلية واضحة في الاستدعاءات تستطيع اقناع جميع اللبنانيين، ولا تشعر طرفاً أن ثمة ما يحاك لاخراج التفجير الاكبر في لبنان وكأنه من صنيعة طائفة وجهة دون أخرى…

وحتى ذلك الوقت يخلق الله ما لا تعلمون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى