بسام ابو شريف-رأي اليوم
السيد كان واضحاً صريحاً مباشراً وهجومياً، في دفاعه عن لبنان واللبنانيين ووحدة أرض لبنان، وشعب لبنان، وعن استقلال لبنان، وحرية لبنان، وسعي لبنان للسيطرة على أجوائه وأرضه ومياهه وثرواته، وتحويلة الى دولة لشعب يعتمد على مصادره الكثيرة والتي طال نهبها من قبل الاستعماريين والصهاينة وعملائهما في لبنان.
لم يخف السيد أهداف حزب الله أبداً بل فسرها تفسيراً حتى لمن لا يتقن العربية من أبناء لبنان ويتقن العبرية والفرنسية أكثر مما يتقن العربية .
ماذا قال السيد ؟
حدد أهداف تلك المغامرة غير المحسوبة التي أمر بتنفيذها العميل التقليدي لإسرائيل والعميل الجديد للرجعية العربية المطبعة مع اسرائيل سمير جعجع.
قال ان هدفها جر لبنان لفتنة ولحرب أهلية وشاهد الجميع إبتسامة ساخرة على طرف وجه السيد.
لماذا سخر السيد وهو يتحدث عن موضوع خطير ؟.
سخر لأنه يعلم ان كل لبناني سواء اكان في الشرفية او الغربية حسب التعابير القديمة او في الكناتون المسيحي او الاسلامي حسب التعابير القديمة ، لا يريد حرب أهلية ولا يريد فتنة مسيحية بل يريد حياة كريمة تتساوى فيها كل المواطنين اللبنانيين بالحقوق والواجبات.
لقد مل اللبنانيون صراعات قياصرة السياسة وقياصرة المال ، مل اللبنانيون صراع من يحتمي بقوى خارجية ويستند الى دعمها ليشن هجوماً على مصالح الشعب اللبناني العليا ، ويعيشه اما في براميل الزبالة لا تجمع او في بيوت لا تصلها الكهرباء او مستشفيات تخلو من الأدوية المخزنة لدى المحتكرين او مستشفيات لا تعالج من لا يدفع بالدولار أو ، أو ، أو،.
السيد يعلم ان كل اللبنانيون ملوا هذه الحالة ووصلوا الى حافة الثورة ، رغم ان بعضهم لم يسيس ذلك ولم ينحاز الى هذا الجانب او ذاك بل انحاز الى مصلحة الجانب اللبناني المواطن البسيط الذي يريد ان يطعم اولاده ويعلمهم وان يكون لهم رعاية صحية و ان يكون لديهم كهرباء و ماء وان يكون لديهم وقود يدفئهم في الشتاء ويمكنهم من الانتقال من مكان الى آخر.
استند السيد بقوة الى هذا الشعب العظيم الذي صبر كثيراً وضحى كثيراً وقاتل كثيراً ، قاتل أعداء لبنان ومن يريدون تحويل لبنان الى قاعدة اما للصهاينة او الامريكان او لمن لا يريد للبنان مصلحة ولا يريد للشعب اللبناني خيراً.
وقام السيد بطريقة ذكية جداً ومباشرة غير مسبوقة بمخاطبة المسيحيين والقول لهم ان من حمى المسيحين ليس سمير جعجع وليس حزب القوات اللبنانية بل حزب الله رغم انه أدخل الى تلك المعركة ، معركة حماية المسيحين ، الجيش العربي السوري وله دور لا شك كبير انما نحن نعلم ان الدور الأكبر في حماية المسيحين وبلداتهم وقراهم في سوريا ولبنان هو حزب الله.
ولا نريد هنا ان نسوق أحداث محددة يمكن ان نسوقها بسهولة وان نستخرج فيديوهات تصورها وان ننشر مقالات تصفها، ولكن، السيد قالها بكل بساطة من هو الذي هزم داعش ومشروع داعش ؟.
ان أكبر حماية للمسيحيين والمسلمين في لبنان وسوريا كانت تلك الحرب التي شنها حزب الله على داعش وكسر شوكتهم ورحلهم عن أرض لبنان رغم ما لديهم من دعم رجعي عربي وأمريكي وصهيوني وأيضاً في لبنان فئات باعت ضمائرها لقاء حفنات من الدولارات دفعتها اسرائيل وأمريكا.
وكان السيد كريماً جداً، اذ اشرك بكل وضوح ، في كلامه الجيش اللبناني في تلك المعركة التي طهر فيها حزب الله أرض لبنان من داعش ومخططات داعش ، سمير جعجع دعم داعش ولم يقاتلها ولم يحمي بذلك أي مسيحي في لبنان او أي مسيحي في سوريا.
لا بل كان يتآمر على المسيحيين ويستخدمهم اداة لربح شخصي وعمالة للمعسكر الذي لا يريد للبنان مصلحة وخيراً، بل يريد له تدميراً أي معسكر أمريكا ومعسكر اسرائيل ومعسكر الرجعية العربية المطبعة والخانعة لاملاءات تل ابيب وواشنطن.
قالها بكل بساطة وصراحة ووضوح وحقيقة ،قال للمسيحيين ان من حماكم هو حزب الله وليس حزب القوات اللبنانية وقال لهم كما قلت أكثر من ذلك ، قال لهم ان حزب القوات اللبنانية كان يتآمر على مسيحيي لبنان وليس فقط على مسلميه بل على مسيحييه ، كان يتآمر على كل لبنان ، ليس هذا فقط ، كان يتآمر على كل اللبنانيون والفلسطينيين والسوريين كأي أدة من ادوات العدو الاسرائيلي الامريكي .
من هذه الحقيقة، انطلق السيد ليقول حقيقة اخرى ، ان حزب الله لن يسمح اطلاقاً بتقسيم لبنان ولن يسمح بالتآمر على المسيحيين في لبنان ولن يسمح بالتآمر على المسلمين في لبنان ولن يسمح بالتآمر على كل اللبنانيين، شعب موحد، بغض النظر عن انتمائه الطائفي.
رسالة السيد هي أيضاً لواشنطن ، التي سارعت اليوم لإرسال مندوب لها ليبحث في لبنان ، (تصوروا) موضوع الطاقة وحاجة لبنان للطافة وموضوع تخطيط الحدود ، الامرين الذين سببت فيهما مشكلة كبيرة ، واشنطن ذاتها ، فهي التي سمحت لإسرائيل بالتنقيب في مياه لبنان الاقليمية عن النفط والغاز ، وهي التي احدثت أزمة الوقود وهي التي احدثت أزمة النقد وهي التي حاصرت لبنان وهي التي تمنع لبنان من الاستفادة من العروض الدولية المقدمة للشعب اللبناني لحل مشكلة الكهرباء جذرياً ومشكلة الطاقة جذرياً ومشكلة القمامة جذرياً لتولد من هذه القمامة طاقة ومواد اخرى نافعة للشعب اللبناني.
لا يمكن لأي عاقل يرى كل هذه العروض الاتية من الشرق والغرب لمساعدة لبنان ، لا يمكن له ان يفهم كيف يمكن لقادة اللبنانيين ان يرفضوا تلك العروض التي لا تجلب للبنانيين الخير وينتظرون ذلك الانكل سام ليقطر عليهم المساعدات لقاء ثمن باهظ من استقلالهم وكرامتهم وحريتهم .
البعض يتحدث عن ايران… لم تكن ايران الدولة الوحيدة التي عرضت ان تساعد لبنان ، بل كانت الصين أيضاً التي جائت بعروض لإعادة بناء ميناء بيروت وتوسيعه وتحديثه واقامة مصانع الكهرباء التي لا تنطفىء ولا تنقطع وتحويل القامة الى منتجات مفيدة للشعب اللبناني وتخلق له فرص عمل كثيرة ، كلها رفضت ، لماذا،؟، لأن هذه القيادات السياسية باختصار مستفيدة من قمامة لبنان ونقلها حسب المناطق لأنها تقبض مالاً من وراء ذلك ومستفيدة من تقطيع الكهرباء وانتاجها بالمفرق هنا وهناك لتجني أرباح من المواطن اللبناني ، وايضاً احتكار الدواء وخزنه وتخبئته ليباع بأسعار عالية وكذلك الوقود مواد الوقود..الى اخره.
السيد نصر الله افهم الجميع وهذه رسائل لواشنطن وتل ابيب اي العاصمتين اللتين تصدران تعليمات مع عواصم رديفة عربية لسمير جعجع وقوات حزبه القوات اللبنانية.
حزب القوات اللبنانية أضعف من ان يهدد ، لذلك اراد جر حزب الله لمعركة يتم خلالها تدخل قوى أجنبية وعدت جعجع بجعجعة واسناد عسكري وهذا شيء مفهوم لدى السيد ولدى كل الشعب ، مفهوم انه مستند الى ذلك، لقد استخدم مجموعة من المجرمين لتطلق النار على المدنيين العزل ، وقتل عدد واستشهد عدد وجرح عدد ، ودمائهم لن تذهب سدى ، لذا اراد السيد ان يفهم جعجع دون ان يذكره بالاسم ، اراد ان يفهم رئيس القوات اللبنانية ان الدماء التي سالت على الطريق في الطيونة لن تبقى على الطريق بل سوف تجد من يحميها ويدافع عنها ويدفع من ارتكب الجريمة ثمن جريمته وهنا أيضاً كان السيد واضح كل الوضوح انه كان ينتظر كلام القضاء وهنا ادخل السيد القضاء في المعركة مباشرة …
وفي ظل هذا الخضم الخطير والمتلون والذي كادت الألوان فيه بتداخلها ان تضيع ، سمعنا ما قاله وليد جنبلاط ، وأُجبر على ذلك، وسمعنا ما قاله بعض القادة وأُجبروا على ذلك ، وسمعنا بعض الذين رهنوا موقفهم للمفسدين ، سمعنا، ونحن نعلم ونقيم ونحاكم وسوف نحاسب ، لأن الأمور اذا ظن البعض انها ستنسى وتدفن فهو مخطىء ، الأمور لن تنسى ولن تدفن وسيبقى كل من خان في خانة الخيانة وسيبقى كل من جاهد في خانة جهاده وكل من ضحى من أجل الشعب والأمة في خانة المجاهدين والشعب والأمة.
كاتب وسياسي فلسطيني