تحقيقات - ملفات

الحزب يحتل ويهيمن على دولة تتأمر عليه !!!

دائماً تأتي خطوات الحزب متأخرة او عند فوات الأوان بمواجهة التأمر الداخلي عليه، وكل ما له صلة بمؤسسات الدولة التي تخضع بغالبيتها لارادة وإدارة واشنطن ..
ودائماً ما يتكرر استهداف الحزب بهذه الوسائل التي تحظى بمنظومة اعلامية ضخمة في لبنان تنفذ اجندة امريكا ايضاً..
لكن كيف يبدو المشهد بتعامل الحزب مع تفاصيل وحسابات الداخل اللبناني ! الحزب الذي يحتل ويسيطر ويهيمن على لبنان ودولته ويصادر القرار الوطني ويحدد السياسة الخارجية والسياسة الاقتصادية والأمنية والعسكرية ؟ حسب ما يروج خصومه ليلاً نهاراً؟
هذا الاحتلال القمعي القوي الحديدي الذي يتعرض يومياً للشتم والاتهام من احزاب وشخصيات سياسية ومن اعلام وإعلاميين !
ولشدة قبضته على الدولة فإن هذا الاحتلال مسيطر على القطاع المالي والعسكري والقضائي !!؟ لكنه أعطى استثناء للمصرف المركزي وحاكمه بتطبيق عقوبات عليه وعلى أنصاره واقفال حساباتهم ! ولقائد الجيش ان يتلقى حصراً الدعم العسكري واللوجستي من امريكا وان يلتقي بالسفيرة الامريكية اكثر اجتماعه بالمجلس العسكري وقادة الوحدات !وللقضاء ان يفبرك اتهامات ضده وان يقبع قاضي خلال ٢٤ ساعة من منصبه لانه اصدر حكم بمنع السفيرة الامريكية بالتدخل بالشؤون الداخلية ..
من البديهي ان يتعرض هذا الحزب المحتل القوي المهيمن للاتهام دائماً.. لان هذا الاحتلال يمارس أخلاقيات وأدبيات غير ناجعة وربما غير موجودة بالسياسة اللبنانية والسياسة بشكل عام ،فهل يعقل ان يواجه عهر وكذب وافتراء وتضليل ، بدليل وادب وصمت !
قامت الدنيا ولم تقعد لان مسؤول امني بالحزب زار العدلية والتقى بعض القضاة ! مع العلم ان هذا العدلية تستقبل يومياً مسؤولين حزبيين وإعلاميين ورجال اعمال وسفراء اجانب ابرزهم السفيرة الامريكية التي تعرف اروقة العدلية في بيروت اكثر من اروقة وزارة الخارجية في بلادها ..
مع العلم ان زيارة المسؤول الأمني بالحزب طبيعية جدا الا انها أخذت من قبل البعض انها تدخل وتهديد من قبل الحزب للقضاء ! لكن اذا اردنا رؤية المشهد بواقعية سنجد ان الحزب المحتل المهمين ضعيف جدا بالقضاء لا بل معدوم التأثير عليه رغم انه اكبرحزب في لبنان بكل المعايير ..
ولو كان هذا الحزب المحتل قوياً ومهمين لكان فعل مثل باقي الأحزاب وأصدر الأوامر عبر الهاتف كما فعل احمد الحريري مع احد القضاة عام ٢٠١٨ او استدعاهم الى مراكزه الحزبية كما هو الحال المتبع من سليم جريصاتي على سبيل المثال لا الحصر ..
صحيح ان الحزب تأخر كثيراً لمواجهة الاحتلال الامريكي للدولة اللبنانية ؟ لكن لعل ذلك يكون عبرة له باكتشاف ضعفه الى حد العدم بدولة عميقة متهم بالسيطرة عليها ..!
عباس المعلم/ كاتب سياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى