آلية تحديد الحزب الأصلح
الكاتب : د. السيد محمد الغريفي
تكلمنا في مقالة سابقة عن آلية تحديد المرشح الأصلح، وقلنا بأن المراد من الأصلح عند جميع شعوب العالم هي صفة تفضيلية بمعنى: (الأفضل والأقدر على خدمة وطنه من غيره من المرشحين)، نفس المعنى في تحديد الحزب الأصلح مع بعض الفروقات بين صفات المرشح وصفات الحزب.
في هذه المقالة سنطرح فيها آلية معرفة الحزب الأصلح، طبعا بشكل عام من دون ذكر الأسماء لتكون هذه الآلية صالحة للتطبيق من قبل القارئ في كل الدول الديمقراطية في الحاضر والمستقبل.
تختلف الأحزاب بعضها عن بعض في الأركان التالية: (الفكر، الأهداف، القيادة، الوسائل، النزاهة والمنجزات)، ونحن سنتكلم عن كل ركن باختصار لبيان دور الناخب منها لانتخاب الحزب الأصلح للوطن، وهي على ما يلي:
١- الفكر: كل حزب يحمل أفكار مؤسسيه وقيادته في رأس الهرم، وكلما كان الحزب يحمل رؤية فكرية كبيرة وشاملة ونابعة من تراث الأمة الديني وثقافته أستطاع أن يوحد الأمة ويقود البلد الى الأفضل، بخلاف الأحزاب المخادعة التي لا تحمل عمق فكري كبير أو تحمل أفكار طائفية وقومية فليس لها القدرة على إدارة الدولة ومصيرها الفشل.
٢- الأهداف والمشاريع: كل حزب يحمل أهداف محددة على المدى القريب والبعيد، فكلما كانت أهداف الحزب تحمل أبعاد مختلفة (سياسية، أمنية، اقتصادية، ثقافية، ودولية) كان الحزب أقدر وأفضل على قيادة الوطن والأمة، بخلاف الأحزاب التي تحمل أهداف جزئية فهي لا تملك رؤية متكاملة للوطن.
٣- القيادة: هي رأس الحزب وواجهته الظاهرية، كلما كانت قيادة الحزب تتمتع بصفات الإخلاص والحكمة والفكر والشجاعة كان أتجاه الحزب في صعود دائم الى الأعلى، بخلاف القيادة الفاشلة يكون أمرها الى التسافل والهبوط المتتالي.
٤- المنجزات: بعض الأحزاب لها شهرة وشعبية كبيرة بسبب تاريخها الطويل لعقود من الزمن، ولكن بعض الأحزاب اكتسبت شهرتها بسبب الإنجازات الكبيرة التي حققتها للوطن على الأصعدة (السياسية، الأمنية، الاقتصادية، الثقافية، والدولية)، ولذا الحزب الأفضل هو من يمتلك إنجازات كبيرة في فترة قصيرة.
5- الوسائل والآليات: توجد كثير من الأحزاب لديها أهداف مقدسة للوطن ولكن الوسائل والآليات التي تتبعها لتحقيقها غير صحيحة وتثمر نتائج فاشلة ومعاكسة لأهدافها، فكلما كانت الوسائل المستخدمة صحيحة ومبتنية على ثقافة الأمة أثمرت نتائج صحيحة.
6- النزاهة: الفساد هو السرطان الذي ينخر هيكل المنظمات، فإذا كان الحزب لا يحاسب أعضائه الفاسدة أو يقوم بالتستر عليهم، فأمر هذا الحزب الزوال والموت، بل سيحرق معه الشعب والوطن. فعلى الأمة لا تتهاون في انتخاب الأحزاب الفاسدة لأنها سرطان هذه الأمة.
الخلاصة: هذه الأركان الستة لابد أن تكون في توجه الناخب دائما، ويختار من الأحزاب أفضلها في هذه الأركان، بما يتناسب مع حاجة الوطن، فمثلا إذا كان الوطن يمر بأزمة أمنية فعليه أن يختار أحزاب المقاومة ذات الأهداف الأمنية، بخلاف لو كان الوطن يمر بأزمات ثقافية أو اقتصادية أو ….الخ. فيختار الشعب لها ما يناسبها من الأحزاب المتخصصة بحل هذه الأزمات. وعليه فالأحزاب تكون كالدواء لجروحنا لو عرفنا انتخابها، وتكون سم قاتل إذا أخطأنا في انتخابها.
للموضوع صلة …
سلسلة كيف ننتخب؟ كتابات مستقلة (ثقافية، سياسية واستراتيجية)، تهدف الى تثقيف الشعب العراقي على الانتخاب الصحيح. فساهموا بنشرها ليكون لكم دور في بناء الوطن.