صهاريج النفط الإيرانية
– زيد عمر نابلسي
تخيلوا في اليوم التالي لكارثة قنبلة هيروشيما الذرية أن تصل
قافلة مساعدات وإغاثة للشعب الياباني، فيخرج عليك شخص معوّق أخلاقياً يهاجم إدخال هذه المعونات للمناطق المنكوبةلأنها لم تكمل معاملة الجمارك بالطرق السليمة!!
لذلك يعجز العقل البشري أن يفهم أو يستوعب طينة اللبنانيين
الذين يستنكرون وصول شاحنات تحمل وقود الحياة الذي سيمنع عذاب الموت البطيء والمؤكد عن أهلهم وأبنائهم وأقربائهم وينقذ
لبنان من أكبر كارثة اقتصادية حلّت بأي دولة في العالم منذ عام 1850…
موضوع 1850 مش جايبه من دار أبوي، فصحيفة النيويورك تايمز أمس نشرت خبراً ومقالاً على لسان رئيس مكتبها في بيروت يقول
أن البنك الدولي هو الذي صنف ما يمر به لبنان بأنه من أسوأ
الانهيارات الاقتصادية في التاريخ وتحديداً منذ منتصف القرن
التاسع عشر…
لبنان اليوم أيها السادة اقتصاده منكوب بدمار نووي شامل
ومحطم ومتهالك لدرجة أن مستشفى الجامعة الأمريكية كان
قد أعلن أن المرضى من الشيوخ والأطفال سيموتون في غرفهم
إذا لم يتوفر وقود المازوت (الديزل) بشكل فوري…
وعندما تتحقق معجزة إيرانية سورية ويصل هذا الوقود المخصص “للمستشفيات والمخابز ومؤسسات رعاية المسنين ودور الأيتام
وجهات توزيع المياه” حسب مقال النيويورك تايمز، يخرج عليك
فاقدي القيم وعديمي الشرف ليتباكوا على “انتهاك السيادة اللبنانية”، بينما لا نسمع لهم حرفاً على الخروقات الإسرائيلية اليومية لسماء
لبنان وعربدة طائراتها فوق الأراضي اللبنانية لتقصف أهدافاً داخل سوريا!!!
ما يمكن أن يفسر موقف عاشقي العبودية والذل في “تيار ١٤ سحسوح في الريتز” هو ما جاء في مقال النيويورك تايمز نفسه، فالكاتب يقول أن رجال حz ب الله قد “سجّلوا انتصاراً” على
الولايات المتحدة – في هذه الأيام على الأقل، حسب تعبير
الصحيفة – عندما أثبتوا أنهم أول من يبادر إلى إسعاف الشعب اللبناني والتقاطه من الهاوية بإرغامهم أمريكا على الوقوف متفرجة وعدم إعاقة خرق الحصار الذي فرضته على النفط الإيراني…
هذا الانتصار هو الذي جعل هذه المخلوقات العجيبة تمتعض من رؤية وقود الحياة وهو يكسر حصار قيصر، فهم لا يهمهم معاناة وعذابات الشعب اللبناني، لأنهم ذات اللصوص الذين أوصلوا لبنان إلى ما هو
عليه من إفلاس وانهيار ودمار شامل…
أعان الله الشعب اللبناني على أسفل وأنذل طبقة سياسية عرفها التاريخ البشري منذ بدء الخليقة…