إيران رئيسي دور الكبار من الصين الى شنغهاي
د. شريف نورالدين
هو الاصل بعد الأصيل، والأول مع البداية، والامين على الولاية، والمؤتمن على القيادة، قائد غرفة عمليات السياسة الخارجية لإيران المرشد الأعلى، هو الحدث الابرز في ساحة الصراع الدولي، وفي كل حديث له مواجهة بين الطغاة والجبابرة، وهو الفصل في حدهم ومدهم ومجدد المجد ومتوعد، وواعد للوعد والعهد…
هو الذي سبق عصره وحدد الملامح المركزية للمرحلة المقبلة لموقع الجمهورية الإسلامية في النظام العالمي المتجدد، موجها رئيسي إلى حيث يجب أن يتجه…
– هو رئيسي رجل المرحلة وزمانه، ومشروع الولاية وامامه، هو المجتبى هو الحكاية لتحقيق الهدف والغاية…
هو مع تأكيد المؤكد من البداية، في مراحل من سبقه قبل النهاية…
من هنا وضع القائد استراتيجية عمل رئيسي، بالتخلي اولا واخيراعن خطة العمل الشاملة المشتركة باعتبارها نقطة محورية في السياسة الخارجية الإيرانية لحكومة ايران.
كما حدد مهمة رئيسي وفريقه، بالعمل على تعزيز العلاقات مع الدول غير الغربية، والتوجه شرقا نحو الصين وروسيا.
* علاقة إيران والصين تاريخيا وعصريا:
تاريخ العلاقة:لا يمكن اعتبار العلاقات بين إيران والصين وليدة الدولة الحديثة، بل هي في عمق التاريخ وكانت التجارة وتبادل الدعم السياسي والعسكري في بعض المراحل التاريخية علامات بارزة في هذه العلاقة.
ويعيد كتاب “تاريخ علاقات إيران والصين” لمؤلفه علاء الدين آذري العلاقة إلى قرن وأكثر قبل الميلاد؛ حيث جرى أول اتصال بين الحكومتين عام 140 أو 141 قبل الميلاد. في هذا الوقت، حكمت سلالة هان الصين وحكم البارثيون (الأشكانيون) إيران.
وقاد التنافس إلى وقوع مواجهة عسكرية بين الطرفين بعد عدة سنوات. في عام 115 قبل الميلاد، أرسل الإمبراطور الصيني “وو دي” سفيرًا إلى بلاط مهرداد الثاني حاملًا عروضًا تجارية، بعضها يتعلق بالبحث عن سلالات من الخيول.
* الاتفاقية الإيرانية،الصينية:
برنامج التعاون الإيراني الصيني لمدة 25 عامًا، أو الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية، هي لتعزيز العلاقات الإيرانية الصينية، وقعها في العاصمة الإيرانية طهران كل من وزيري خارجية إيران والصين في 27 مارس 2021، دون أن يُعلن عن تفاصيلها النهائية. من المقرر أن تستثمر الصين 400 مليار دولار أمريكي في الاقتصادالإيراني خلال الفترة الزمنية للاتفاقية مقابل أن تمد إيران الصين بإمدادات ثابتة وبأسعار منخفضة للغاية من النفط، وذلك وفقًا لمسودة الاتفاقية التي حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق، وهي المسودة التي وُقِع عليها في 24 يونيو 2020 في العاصمة الصينية بكين.
ذكرت مجلة بتروليوم إيكونوميست أن الاتفاقية تتضمن ما يصل إلى 280 مليار دولار أمريكي لتطوير قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات في إيران واستثمارات أخرى بقيمة 120 مليار دولار لتحديث البنية التحتية للنقل والتصنيع في إيران.
ووفقًا لوسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، فإن الاتفاقية تُدخل إيران ضمن مشروع مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وكانت الدولتان، اللتان تفرض عليهما واشنطن عقوبات اقتصادية…
وصفتها صحيفة “جوان” بأنها “ميثاق الأسد والتنين”…
– الاتفاقية وتأثيرهه على واشنطن تجاه طهران:
تعتبر افتتاحية صحيفة وال ستريت جورنال أن الاتفاق الاستراتيجي بين الصين وإيران “يعزز مصالحهما الخاصة على حساب المصالح الأميركية واستقرار الشرق الأوسط، ويُمكن إيران من الالتفاف على العقوبات الأميركية”.
كما يوفر الاتفاق لطهران موارد مالية لتخفيف الضغوط عن اقتصادها، ومواصلة تمويلها للميليشيات التي تعمل لصالحها بالوكالة في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
كما “يوسع الاتفاق من نفوذ الصين الاقتصادي في المنطقة”. وكانت صحيفة نيويورك تايمز اعتبرت أن الاتفاق ” قد يعمق النفوذ الصيني في الشرق الأوسط، ويقوض الجهود الأميركية لإبقاء إيران في عزلة”.
– طهران مع الكبار:
إن الخطوط العريضة للاتفاق بين الصين وإيران فتح باب الاجتهادات، في اعتبار الاتفاق “اختراقا” كبيرا لإيران في مواجهة الولايات المتحدة، و”خارطة طريق متكاملة” حسب وصف الخارجية الإيرانية.
تشكل إيران بالنسبة للصين جزءا من مشروع “الحزام والطريق” الصيني الضخم، والمتوقع أن يتم التعاون فيه مع حوالي 130 بلدا. وهو ما يعرف أيضا بطريق الحرير الجديد.
* معاهدة شنغهاي و إيران:
كتبتا ايلينا تشيرنينكو، في “كوميرسانت”، حول استعداد منظمة شنغهاي للتعاون لإطلاق عملية ضم إيران إلى عضويتها، وأهمية هذا الحدث بالنسبة للجميع.
في القمة المقبلة في دوشانبه، ينبغي على رؤساء الدول، بحسب مصادر كوميرسانت، الإعلان عن بدء ضم إيران إلى صفوفهم.
ولكن عملية انضمام طهران إلى منظمة شنغهاي للتعاون قد تستغرق بعض الوقت لتكتمل. فقد استغرق الأمر مع دلهي وإسلام أباد ما يقرب من عامين. لكن إطلاق العملية رسميا بحد ذاته يشكل اختراقا، فقد أمضت إيران أكثر من عشر سنوات في حالة انتظار في “مدخل” المنظمة.
تؤيد روسيا بشكل لا لبس فيه قبول إيران في منظمة شنغهاي للتعاون، على أمل أن يمنح ذلك المنظمة وزنا أكبر على الساحة الدولية. وفي الصدد، قال الباحث في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، عدلان مارغوييف، لـ”كوميرسانت”: “منظمة شنغهاي للتعاون منصة لمناقشة المشاكل الإقليمية. إيران، دولة في المنطقة، ومن المهم مناقشة هذه المشاكل والبحث عن حلول معها، من حيث السمعة والتنظيم، سوف يستفيد الجميع من التوسيع”.
* مجموعة شنغهاي الخماسية:
تأسست 26أبريل 1996 من خلال توقيع رؤساء
الدول الصين وكازخستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان على معاهدة تعميق الثقة العسكرية في المناطق الحدودية وكان ذلك في شانغهاي.
في 1997، وقعَت الدول نفسها “معاهدة خفض القوات العسكرية في المناطق الحدودية” خلال قمة موسكو. لكن، في سنتي 2001 و2002، تم توسيع أهداف ومبادئ وبنى المنظمة على نطاق واسع لتشمل المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، إضافة إلى بناء الثقة العسكرية. كما تم ضم الهند وباكستان ومنغوليا وإيران إليها بصفة مراقب…
والمبادئ التي رفعتها المنظمة منذ البداية هي مكافحة الشرور الثلاثة: “الإرهاب، والتطرف، والنزعةالانفصالية”. وهذه كلها قضايا داخلية في كل من الدول الأعضاء، وامكانية تحويل المنظمة من تكتل إقليمي إلى حلف عسكري في المستقبل.
* منظمة شانغهاي للتعاون:
هي منظمة دولية سياسية واقتصادية وأمنية أوراسية. تأسست في 15 يونيو 2001 في شانغهاي، على يد قادة ستة دول آسوية؛ هي الصين، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وروسيا، وطاجيكستان، وأوزبكستان. وقع ميثاق منظمة شانغهاي للتعاون في يونيو 2002، ودخل حيز التنفيذ في 19 سبتمبر 2003.
كانت هذه البلدان باستثناء أوزبكستان أعضاء في «مجموعة شانغهاي الخماسية» التي تأسست في 26 أبريل 1996 في شانغهاي.
انضمت كل من الهند وباكستان إلى المنظمة كعضوين كاملي العضوية في 9 يونيو 2017 في قمة أستانا.
* أهداف المنظمة:
تتمحور أهداف المنظمة حول تعزيز سياسات الثقة المتبادلة وحسن الجوار بين دول الأعضاء، ومحاربة الإرهاب وتدعيم الأمن ومكافحة الجريمة وتجارة المخدرات ومواجهة حركات الانفصال والتطرف الديني أو العرقي. والتعاون في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية وكذلك النقل والتعليم والطاقة والسياحة وحماية البيئة، وتوفير السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
* الجوانب الجيوسياسية للمنظمة:
– ماثيو برومر -من مجلة الشؤون الدولية- يتتبع الآثار المترتبة على توسع المنظمة في الخليج العربي. ووفقًا للعالم السياسي توماس أمبروسيو، كان أحد أهداف المنظمة هو ضمان عدم تمكن الديمقراطية الليبرالية من تحقيق مكاسب في هذه الدول.
– وفي هذا الصدد قال الكاتب الإيراني حامد
غولبيرا: «وفقًا لنظرية زبغنيو بريجينسكي فإن السيطرة على أوراسيا هو مفتاح الهيمنة على العالم، والسيطرة على آسيا الوسطى هو مفتاح السيطرة على أوراسيا. حيث أبدت كل من الصين وروسيا اهتمامهما بالنظرية منذ تأسيس المنظمة في عام 2001، ظاهريًا للحد من التطرف في المنطقة وتعزيز أمن الحدود، لكن على الأرجح فإن الهدف الحقيقي هو موازنة أنشطة الولايات المتحدة والناتو في آسيا الوسطى».
– أرييل كوهن، الباحث البارز في دائرة الدراسات الروسية والأوراسية في “هاريتيج فاونديشن”، الذي يقول إن “عودة الصين إلى حديقتها الخلفية في آسيا الوسطى بعد غياب دام ألف عام، وعودة روسيا إلى ممتلكاتها القديمة في الإتحاد السوفيتي السابق، يجب أن تدقا أجراس الإنذار في واشنطن، ليس فقط حيال وجودها في هذه المنطقة الغنية بالطاقة، بل أيضا إزاء مستقبل زعامتها العالمية”.
– “الغارديان” البريطانية التي أعادت إلى الأذهان أن منظمة شنغهاي حددت في وقت مبكر من عام 1999 هدفها بإقامة نظام عالمي تعددي جديد، حين شدد كل من الرئيسين (آنذاك)، الصيني زيانغ زمين والروسي بوريس يلتسين على “إيمانهما بضرورة إقامة نظام عالمي تعددي، يحل مكان النظام الحالي الأمريكي”. ثم أشارت الصحيفة إلى أن البيان المشترك لقمة بشكيك الأخيرة أعلن أن “التحديات الحديثة والتهديدات الأمنية لا يمكن مجابهتها بفعالية إلا عبر جهود موحَدة تقوم بها كل الأسرة الدولية”.
حسناً. منظمة شنغهاي تندفع بالفعل نحو هدف موازنة القوة الأمريكية، أولاً في وسط آسيا، لاحقاً في بقية مناطق العالم…
بيد أن هذا المشروع المستقبلي بات، برغم ذلك، يثير للمرة الأولى القلق في الغرب. وهذا ما عبَر عنه بوضوح مراسل الـ “بي. بي. سي” الذي كان يغطي قمة بيشكيك حين قال: “ثمة مؤشرات عدة برزت من قمة هذا العام بأن معاهدة شنغهاي بدأت تأخذ دورها بشكل جدي للغاية. والرسالة التي وجهتها هذه المرة هي أن “العالم أكبر من الغرب”…-
* دول شنغهاي تتحلل من علاقتها بالدولار الأميركي:
قادة وزعماء دول منظمة شنغهاي للتعاون خلال اجتماعات 2019 (أ.ف.ب)
اتخذت الدول الثماني الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، بما في ذلك الصين وروسيا والهند، قراراً باعتماد العملات المحلية والوطنية في التبادل التجاري والاستثمار الثنائي وإصدار سندات، بدلاً عن الدولار الأميركي، ما ينهي عقوداً طويلة من الهيمنة الأميركية على العالم في التجارة والذهب والتعاملات النفطية، بحسب ما أوردته شركة خدمات التحليل الاستراتيجي عبر أوراسيا “سيلك روود”.
وتقول التقارير إنه إذا بدأت التجارة والاستثمار بين الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون بالعملات الوطنية بدلاً عن الدولار والجنيه، فستزيد التجارة وتقوى العملات الوطنية للدول الأعضاء، بما يعزز الاستثمار المتبادل، عبر التجارة المقومة بالعملات الأخرى.
كما إن منظمة شنغهاي للتعاون هي أكبر منظمة إقليمية في العالم من حيث التغطية الجغرافية والسكانية، وتغطي ثلاثة أخماس القارة الأوراسية، وما يقرب من نصف سكان الأرض.
* قلق أوروبا:
يبدو ان الاتحاد الأوروبي يشعر هو الآخر بالقلق بشأن تعرضه للدولار الأميركي، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقد بشكل صريح الاعتماد الأوروبي على الدولار في 2018، حين قال إن الشركات والكيانات الأوروبية تعتمد بشكل كبير على العملة الأميركية، معلقاً بالقول “هذه مسألة سيادة بالنسبة إلي، ولهذا السبب أردنا أن نعمل عن كثب مع مؤسساتنا المالية، على المستويات الأوروبية ومع جميع الشركاء، من أجل بناء القدرة على أن نكون أقل اعتماداً على الدولار”.
بينما تواصل الولايات المتحدة الضغط من أجل فرض عقوبات على التجارة واستخدام قوة الدولار الأميركي لتعطيل الاقتصادات المحلية، فإن التأثير على المدى الطويل سيكون فك الارتباط التدريجي بين هذه العملات من تجارة الدولار الأميركي. هذا معترف به بالفعل من روسيا والصين، ويمكن توقع أن ينتقل إلى الاقتصادات الأخرى في جميع أنحاء أوراسيا أيضاً…
* إيران تنضم إلى معاهدة شنغهاي:
طاجيكستان انطلاق القمة الحادية والعشرين لمنظمة شنغهاي للتعاون في طاجيكستان.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين : نؤيد قرار بدء إجراءات قبول إيران في منظمة شنغهاي للتعاون.
انضمام إيران إلى منظمة شانغهاي للتعاون سيزيد من سلطة المنظمة.
طاجيكستان أصبحت إيران رسمياً العضو التاسع الدائم في منظمة شنغهاي للتعاون.
الرئيس الصيني : قبول إيران كعضو في منظمة شنغهاي .
يجب إزالة أي حواجز أمام التجارة والتكنولوجيا وإتاحة هذه الفرص للجميع .
يجب ألا يسمح الأعضاء للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون بمهاجمة دول أخرى .
* إيران ومعاهدة شنغهاي حدث تاريخي:
من اليسار إلى اليمين، أوزبكستان وروسيا وكازاخستان والصين وقرقيزستان والهند وباكستان وطاجيكستان وهي الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون.
اما الأجواء العامة للمعاهدة لا تشي بوجود توجهات درامية على الجبهة الإيرانية – الروسية – الصينية. لكن ثمة ما يشي بأن ما يجري فوق سطح منطقة آسيا الوسطى، يدلل على الشرق الأوسط الكبير، لا يكشف عن كل ما يحدث تحت هذا السطح.
وفي موازاة التطور الصاخب المتعلق بشد الحبال العنيف بين طهران والغرب حول الأسلحة النووية، هناك تطور هادئ يكاد لا يحظى باهتمام الإعلام، لكنه قد يثبت بعد حين أنه تاريخي بما في الكلمة من معنى.
كما هي الجهود الحثيثة والجدية لتوجه إيران شرقاً لحماية نفسها من الغرب عبر بوابة معاهدة شنغهاي أو ما بات يعرف بـ “إتفاقية شنغهاي للتعاون”، وأفاق نجاح هذه السياسة، يسلط الضوء على طبيعة هذه المعاهدة وأهدافها والدور الإيراني المحتمل فيها.
وبرغم أن إعلان تأسيس اتفاقية شنغهاي احتوى على بيان يشدّد على أن هذه الأخيرة “ليست تحالفاً موجهاً ضد دول أو مناطق أخرى، وأنه يلتزم بمبادئ الانفتاح”، إلا أن معظم المراقبين يعتقدون أن أحد أهم أهداف هذا التجمع، الذي يضم نصف البشرية، هو العمل كموازن للقوة الأمريكية، وتجنب النزاعات التي تسمح لواشنطن بالتدخل في مناطق قريبة من حدود الصين وروسيا.
كما يعتقد مراقبون آخرون أن الاتفاقية شهدت النور كردّ مباشر على التهديد الذي باتت تفرضه أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكي، بعد أن غيّرت الولايات المتحدة سياساتها النووية وبدأت تعزيز ما بات يُـعرف بـ “الدفاع الصاورخي القومي”، أو “حرب النجوم”.
حتى الآن، لا تثير المنظمة قلقا كبيرا في الغرب، إلا أن محللين يعتقدون أن ذلك قد يكون سوء حسابات كبير من قبل المخططين الجيو – إستراتيجيين الغربيين. وعلى أي حال، أكدت التطورات الأخيرة ضرورة هذا الشعور بالقلق.
* خلاصة:
أثار المعاهدة والقلق الغربي اتجاها، وتأثيرها العميق على البُـنى الحالية للنظام الدولي. وهو ضم إيران الى المنظمة سيكون تطوراً جيو – سياسياً ذو أبعاد ضخمة في المستقبل القريب.
إن لطهران ومنظمة شنغهاي خصم مشترك، هوالولايات المتحدة، وهذا يدفع إلى المزيد من الحوافز الجيوسياسية لزيادة الحضور الإيراني في المنظمة، و يتضمن أيضاً مضاعفات إستراتيجية كبيرة. فإضافة إلى تقليص النفوذ الأمريكي في وسط آسيا، وقبول إيران كعضو دائم في المنظمة، سيساعد على تسهيل مدّ نفوذ المنظمة إلى منطقة الخليج والدول المحيطة بها، وأيضاً إلى أوروبا.
أن انضمام إيران إلى هذا التحالف، هو ضربة قاصمة للجهود الدولية لمنع إيران من الحصول على الترسانة النووية، والسبب هو أن عضوية إيران ستؤدّي إلى المزيد من التعاون السياسي بين أطراف المنظمة في النزاعات الدولية، وبوصفهما عضوتين دائمتين في مجلس الأمن، سبق لروسيا والصين أن قدمتا دعماً قوياً لإيران في المفاوضات النووية…
وهذا الحدث الكبير، ما هو إلا اختراقا كبيراً، لأنه حينها ستواجه المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ووسط آسيا تهديدات دائمة، وأيضا عليها أيضاً أن تتعاطى مع إيران مدعومة بتحالف دولي كبير…
ان منظمة معاهدة شنغهاي التي تضم الآن تضم نصف البشرية، هي حجر الأساس في نظام عالمي تعددي جديد…
أما وظيفة حكومة رئيسي هو تحوّل إيران نحو الشرق في هذه المرحلة، وتطبيق سياسات القائد، بأبعادها الإستراتيجية، نحو تحقيق الأهداف، على المستوى العالمي، لتثبيت وتمركز إيران في ساحة الريادة وفي صناعة الحدث وشريك في القرار الدولي والاقليمي…
أربعون عاما من الصراع وفي ظل العقوبات والحصار، والحلم يتحقق من اكتفاء ذاتي في التكنولوجيا والطب والصناعة والزراعة والملاحة والتجارة، وفي المجال العسكري والامني والسيبراني والفضائي، وغيرها الكثير من الاختراعات والابتكار والابداعات المتقدمة عالميا، والتي تجاوزت الالاف على كافة العلوم…
أربعون عاما والامة من انتصار إلى انتصار، في تحرير لبنان وصمود سوريا وعزة غزة والقضاء على الارهاب والتطرف في العراق وفي مواجهة اهل اليمن لابالسة الأرض وطواغيها واحقق الحق وازهاق الباطل…
أربعون عاما والقطاف حان، بعد هزيمة المشروع الأميركي في الشرق الأوسط، مع بداية التحولات وتغيير المعادلات وتوازنات الردع، إلى التغيير الكامل والشامل نحو السيادة وكسر العقوبات وفك الحصار من الشرق الأوسط إلى الشرق الادنى والاقصى، مع طلائع سفن النفط إلى لبنان، وشروط إيران النووية في المفاوضات، ودورها في الحل السياسي والتسويات من لبنان الى اليمن…
هو زمن العظمة لحضارة عاشها التاريخ…
هو زمن المقاومة وسيدها قد غير التاريخ…
هو زمن امام وولي فقيه عنوان التاريخ…
هو زمن تغييب شيعته ولى من التاريخ…
هو زمن وحدة شيعته وتسطير التاريخ…
هو زمن شيعته والنصر ونهاية التاريخ…