لا حرب في الأفق.. وهذه الأسباب
ترجمة فاطمة معطي-لبنان24
بعد مرور 15 عاماً على الانتصار في عدوان تموز من العام 2006، يتوقع خبراء أن يواصل “حزب الله” وإسرائيل سياسة الردع، مستبعدين بذلك اندلاع حرب شاملة على الرغم من القوة العسكرية غير المسبوقة التي بات الحزب يتمتع بها والضغوط المحلية التي يرزح تحتها.
وفي تقرير نشرته قناة “الجزيرة”، يعترف الخبراء أنّ “حزب الله” بات يتمتع بقوة عسكرية وسياسية- بفضل تحالفه مع “التيار الوطني الحر”- غير مسبوقة، مؤكدين في الوقت نفسه أنّ الأزمة الاقتصادية كشفت عن نقاط ضعفه.
عن قوة “حزب الله” العسكرية، يلفت التقرير إلى أنّه بات يمتلك نحو 130 ألف صاروخ في العام 2008 مقارنة مع نحو 15 ألف في العام 2006. كذلك، يتحدّث التقرير عن ارتفاع عدد عناصر الحزب منذ توسع أنشطته العسكرية إقليمياً، مشيرين إلى أنّه ينوّع اليوم تكتيكاته وترسانته العسكرية، وذلك عبر تعاونه مع الجيشيْن الروسي والسوري بشكل أساسي.
”
الباحثة اللبنانية في “معهد الشرق الأوسط”، رندا سليم، تعتبر أنّ “حرب العام 2006 غيّرت طريقة تفكير “حزب الله”.
وترى سليم أنّ النصر العسكري (شجعهم) على أن يقفوا في وجه إسرائيل وعلى أن يصبحوا صناع القرار في ما يتعلق بالحرب والسلام في لبنان، مشيرةً إلى أنّ عدوان تموز مثّل المرة الأولى التي يُعبأ فيها “حزب الله” من دون موافقة الحكومة اللبنانية. وتعتبر سيلم أنّ طريقة تفكير “حزب الله” “الأكثر استقلالية” استمرت بعد الحرب، لا سيما عندما اتخذ القرار الأحادي بالتدخل عسكرياً دعماً للحكومة السورية في العام 2012.
وتقول سليم: “لو لم تندلع حرب تموز في العام 2006، لا أعتقد بصراحة أنّهم كانوا ليتخذوا قرار المشاركة في الحرب في سوريا. أعتقد أنّهم كانوا ليبدون تردداً كبيراً من دون الحصول على تأييد سياسي”.
وتضيف: “كانت تلك بداية فقدان “حزب الله” اهتمامه بالحصول على هذا الغطاء السياسي و(اعتقاده) أنّه اكتسب حقه باتخاذ هذه القرارات بمفرده، بصرف النظر عما تريده أو تقوله الحكومة”.
توازياً، يعلّق إبراهيم حلاوي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة “رويال هولوي” في لندن، على التطورات العسكرية الأخيرة غير المسبوقة، وتحديداً الغارات الإسرائيلية في 5 آب التي أثارت مخاوف من اندلاع حرب شاملة. ويقول حلاوي إنّ حرباً شاملة ليست في الأفق، معتبراً أنّ “حزب الله” في ردّه على التوترات الأخيرة تصرّف وتحدّث ضابطا نفسه بشكل أكبر بالمقارنة مع الماضي (..).
كذلك، تعتبر سليم أنّ “إسرائيل ليست مهتمة بالتصعيد في لبنان”، قائلةً: “تمثّل الصواريخ الدقيقة مشكلة إسرائيل الرئيسية مع “حزب الله”، وهي تعتبر أنّها تشكل تهديداً وجودياً”. وتستدرك: “إلاّ أنّه ما زال تهديداً سهل التدبير”.
وتضيف سليم: “تدرك إسرائيل الضغط الاقتصادي الذي يرزح تحته “حزب الله”، قائلةً: “في حال اندلعت حرب شاملة، عندها ستصل مساعدات للبنان. ولا يريدون إنقاذ “حزب الله” من هذه الفوضى الاقتصادية”.
بدوره، يرجح حلاوي أن تكون الأزمة الاقتصادية العنصر وراء خطاب “حزب الله” “الأقل استفزازية”، مشيراً إلى أنّه “يعتمد على قوته العسكرية لأنّ الواقع الاقتصادي والسياسي اليومي (في لبنان) بات يمثّل حلقته الأضعف”.