كتب الأستاذ ابراهيم النجار: مهما فعلتم في سبيلها لكي تبقىَ.. إسرائيل إلى زوال.
كتب ابراهيم النجار
هذا كلامٌ نهائي لا مجال للنقاش فيه.. رسالة إلى كل مَن يعنيهم الأمر داخلياََ وخارجياََ على العقلاء تلقفها والعمل بها، لأن الشعب الذي كان ينتظر السابعة والنصف مساءََ، ليستمع إلى نشرة الأخبار اليتيمة من قناة يتيمة في وطن له الف أب بلا أم؟ كيف سيتفَقَه ويتثقف سياسياََ، وكيف سيعرف ويتعرَّف على الحقيقة، طالما مصدر التوجيه واحد؟
الشعب الذي كانَ يرتشفُ قهوته صباحاََ ويقرأ جريدته المفضلَة وكانت العناوين العريضة جُل ما يُقرَأ بها، وحل الكلمات المتقاطعه حلمه الأقصى منها، قبل أن تنتقل الى يد زوجته، لتلميع الزجاج، أصبحَ من الماضي.
اليوم العالم اختلفَ كلياََ وقبل الطفرَة الألكترونية والهواتف الخليوية ووسائل التواصل الِاجتماعي وغيرها، عندما أراد الله سبحانه وتعالى أن ينجي أهل مصر، مَهَّد الطريق ليوسف الذي كان الحلقة الأضعف بين إخوته، ولو على حساب نظر وحزن يعقوب النبي، وسَلَّطَ الله عليه زُلَيخَة، ليدخل السجن ويشتهر بتفسير الأحلام والتأويل، وليكون ذلك سبباََ لخروجه من ظلمات الزنازين إلى صالات السلاطين، وليُصبحَ عزيز مصر، وينشرَ العدل ودين التوحيد، أما عبدَة آمون الرب المصطنع، فذهبوا مع ربهم المزعوم الى غير رجعة.
إن الله، وبكل تأكيد، أراد لفلسطين أن تنتهي مأساتها فَمهدَ لها الطريق عبر احتلال الجيش الصهيوني للبنان، الحلقه الأضعف في المنطقة، الأمر الذي أحدثَ تغييراََ جذرياََ بطريقةِ نظرة الناس للواقع الذي فُرِضَ عليهم، بقوة النار والغطرسة، فانقسم القوم بين بعضهم البعض، فكان هناك يوسف، والبعض الآخر ارادوا عبادة آمون، دخل لبنان بمقاومته الوطنية والإسلامية ميدان المواجهة العسكرية مع المحتل، بدعمٍ إيراني وسوري فقط لا غير؛حيث بدأت بين الناس حملة التوعية الثورية والدينية الرفيعةالمستوى، والحقيقية التي لا غبار عليها في كل أرجاء الوطن، وتنادىَ الشرفاء الى كل أنواع المقاومة، فمنهم مَن مَدَّ بالسلاح، ومنهم مَن قَدَّمَ المال، ومنهم مَن قدّم المأوىَ وشكّل الباقون بيئة حاضنةً آمنةً وعيوناً ساهرةً للمقاومة.
انطلقت القافلة بالشهيد خالد عليوان، وسارت ببلال فحص وسناء محيدلي ومريم خير الدين والكثير مِمَن يتعذر ذكر أسمائهم، وصولاََ الى شيخ شهداء التحرير أحمد يحي رحمهم الله جميعاََ، كانت القناعات راسخة في رؤوس جميع الذين آمنوا بقضيتهم،وحملوا السلاح وقرروا الانطلاق في رحلة الجهاد،بين النصر والِاستشهاد، حيث خرجوا من جامعاتهم وثانوياتهم ومعاهدهم ودكاكينهم وحقولهم (إلخ)، رجال وشباب وشابَّات، لم يهتموا للحياة الدنيا واختاروا طريق ذات الشوكة، ليسَ عن يأس، بَل عن قناعة وإيمان بأنّ الحريات لا تشترَىَ بالعمالة، إنما بالدم.
استشهد السيد عباس، وأكمل السيد حسن نصرالله طريقه، وازدادت الأعداد البشرية نتيجة التوعية الدينية والثقافية التي نشرتها إمكانات قيادة المقاومة ووسائل التواصل الِاجتماعي الحديثة والمتطورة، وفي مقابلها ازدادت الكراهية في المحور المقابل، وازدادت الحرب خطورة.
أتباع يوسف والإمام الحسين كانوا على يقين من أن النصر حليفهم، وأتباعَ آمون يتخبطون لأنهم عاجزون، ؤ ويعرفون تمام المعرفة أن يوسف لن يهدأ له بال، حتى يقطع نسلهم ويجرِّدهم من سلطانهم الذي اكتسبوه على حساب الناس؛ آمون يمتلك المال والقوة والدعم الخارجي، ولا زال يضغط ويقاوم من أجل كسر عزيز الضاحية وكل لبنان، وعزيزنا بصبره وبصيرته وبحلمهِ ونعمة الله التي مَنَّ عليه بها، من بُعد النظر وشدة البأس والهيبة والوقار عَظُمَ إيمان الناس به، وكبرت ثقتهم حتى أصبحوا خلفه بنياناََ مرصوصا، أصوله متجذرة في كربلاء، القوا كل ما في الدنيا خلفهم، وخاطبوه بصوتهم أن: مُرْنا وسِر بنا، ولو طلبتنا لخضنا البحر معك.
آمون وأتباعه في لبنان مرتبكون وخائفون، وبدأوا بإخفاء الحنطة والدواء عن الفقراء علهم يفوزون.
ونحن نقول لهم: مهما فعلتم، لن لن تستطيعوا كسر عزيمة أتباع السيّد (ابو هادي) ولا كسر حتى، “شحفة”واحدة من هذه العزيمة، وسيبقى الجميع مع “عزيز لبنان”، لنكسر شوكة آمون وأتباعه من عبدَة الهيكل، وسنسحقهم جميعاََ، من بيروت الى فلسطين، ونُحِقَّ الحقَّ نُزهِق الباطلَ، بحول الله.
وتأكدوا أنكم، مهما فعلتم، لن تنجحوا في زعزعة إيماننا، لأننا لا نهدف في حياتنا إلى الطعام ولا إلى الشراب، انما هدفنا، فقط مرضاة الله وحده، وتحرير الإنسان وفلسطين.
المصدر: ابراهيم النجار