9 اشهر من التعطيل خسّرت حارة حريك سياسياً وشعبياً مُقاربة جديدة لحزب الله.. ولا تفاصيل حكومية بين ميقاتي والخليل
علي ضاحي- الديار
9 اشهر كانت كفيلة بالتأكيد وبالدليل القاطع، ان مقاربة حزب الله عدم الضغط على حليفيه الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل في ملف الحكومة، خسّرت حارة حريك الكثير من رصيدها السياسي والشعبي، وفتحت الابواب اليوم امام اختراقات قد تكون محدودة او غير محدودة في الساحة الشيعية في انتخابات ربيع 2021 النيابية. هذا بالاضافة الى الكلفة الاقتصادية والمالية والمعيشية والاجتماعية، وسلوك لبنان درب الانهيار السريع، ومن دون كوابح، وعلى رؤوس الجميع، بينما الحليف جبران باسيل ليس همه الا تأمين مصالحه الذاتية والحفاظ على حضوره السياسي والانتخابي والحزبي.
هذه الاجواء تنقلها اوساط بارزة في 8 آذار ومطلعة على اجواء التواصل بين حزب الله وحلفائه في 8 آذار، وتنطلق الاوساط مما تقدم لتقول، ان لحزب الله مقاربة حكومية جديدة وهي انطلقت من لقاء المعاون السياسي لامين عام حزب الله حسين الخليل بالرئيس نجيب ميقاتي بعد عودته من بيروت، ووفق الاوساط فإن الخليل أكد لميقاتي قرار حزب الله بتسميته وبتعاونه معه الى الحد الاقصى لتشكيل الحكومة، وانه سيبلغ حلفاءه قراره بالتسمية والهم الاساسي لدى حزب الله هو تشكيل الحكومة للانقاذ.
وتشير الاوساط الى ان اللقاء لم يبحث في التفاصيل الحكومية واتفق على لقاءات اخرى بعد التكليف، كما لم يكن هناك اي لقاء ثان او تواصل بين حزب الله والرئيس المكلف بعد اللقاء المذكور، وتكشف ان الكثير من الاخبار والمعلومات الاعلامية والسياسية التي سرّبت في اليومين الماضيين، ليست دقيقة وفيها الكثير من الاجتهاد، وتؤكد ان حزب الله ابلغ قراره النهائي بالسير بتسمية ميقاتي الى حلفائه في 8 آذار صباح امس، وبعد انتهاء اجتماع كتلة «الوفاء للمقاومة».
وتشير الاوساط الى ان قرار حزب الله تأييد ترشيح ميقاتي والسعي لحصوله على اصوات وازنة، وانه لا يريد لتكليفه ان يكون هزيلاً وضعيفاً، ينطلق من مدى جدية حزب الله وتصميمه على تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، ولوقف النزيف الاقتصادي والمالي والاجتماعي، والذي بات يدفع هو فاتورته كما الجمهور الشيعي، وكما كل لبنان بكل طوائفه ومذاهبه ومناطقه، فالجوع والفقر والحرمان من الكهرباء ليس حكراً على طائفة او مذهب او منطقة، بل بات حالة عامة ويستدعي علاجات سريعة، ولم يعد من الجائز ترك الامور تنهار او ابقاء الوضع في «ستاتيكو» سياسي وجمود ومراوحة.
اضافت الاوساط ان الواقع كان يتأرجح بين حكومة عقيمة لا يريد رئيسها تصريف الاعمال، وبين حكومة لا افق لها ابداً بأن تبصر النور، طالما هناك خلافات جوهرية وجذرية بين رئيسها المكلف سعد الحريري وشريكه في التأليف رئيس الجمهورية ميشال عون، وبينهما رئيس اكبر كتلة مسيحية وهو جبران باسيل وله اهداف ابعد واكبر من الحكومة كما له حق الدفاع عن نفسه في وجه سعي الحريري الى الغائه سياسياً وربما رئاسياً انتخابياً. ما ادى الى اعتذار الحريري وخسارة البلد 9 اشهر من فرص الانقاذ!
وتؤكد الاوساط ان مقاربة حزب الله الجديدة، تكمن في الضغط حتى النهاية والسعي للوصول الى الحكومة في اقرب وقت ممكن، وبأي سبيل ممكن، وبأي طريقة تساهم في دفع التأليف قدماً.وتكشف الاوساط ان ميقاتي وفور وصوله الى بيروت مساء السبت الماضي، اجرى وحتى ساعات الاولى من صباح امس، وقبل وخلال الاستشارات النيابية، مروحة اتصالات بكل رؤساء الكتل النيابية التي شاركت في الاستشارات امس، وحتى النواب المستقلين تواصل معهم، وكان همه الاساسي تأمين التكليف وعدم ترشيح احد غيره، وتأكيد على النية بالتواصل والمرونة مع الجميع لتسهيل التأليف. وتضيف انه لم يناقش مع احد في التفاصيل ولم يخض في اي تفاصيل حكومية او حقائب او صيغ ولم يتطرق الى «فيتوات» او شروط.
وتشير الاوساط الى ان التواصل والذي سبق الاتصالات الهاتفية مع الكتل لميقاتي، كان بلقاء الرئيس نبيه بري والنائب جبران باسيل وممثل الرئيس عون وهو مستشاره الوزير السابق سليم جريصاتي والحاج حسين الخليل. وتؤكد الاوساط ان «الكلام الجدي» سيكون اليوم بين ميقاتي والكتل النيابية في مجلس النواب في الاستشارات غير الملزمة، والتي ستكون جوجلة لكل المطالب الحكومية والسياسية،وبناء عليها سيتم الحديث عن تركيبة وشكل الحكومة الجديدة ، على ان يكون هناك تصوراً حكومياً اولياً لميقاتي خلال نهاية الاسبوع الجاري.