الحدث

المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط لمندوبين عن فلسطينيي الداخل: نتنياهو مخرب المسيرة السلمية

 التقى المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط هادي عمرو (من أصل لبناني متزوج من سيدة فلسطينية أصلها من الناصرة داخل أراضي 48) الليلة الماضية بعض قادة الجمعيات الأهلية العربية داخل أراضي 48 منهم دكتور ثابت أبو راس، الناشطة النسوية مديرة جمعية “نعم” سماح سلايمة، ومدير مركز “مساواة” جعفر فرح، في محاولة لفهم أسباب المواجهات بين العرب واليهود داخل المدن الساحلية التاريخية المعروفة اليوم بـ”المختلطة” وبقية البلدات العربية وإلى أين تتجه هذه المواجهات.

وأوضح أحد المشاركين العرب في الاجتماع لـ”القدس العربي” أن المبعوث الأمريكي هو من توجه لقادة المجتمع الأهلي وأن الهدف من اللقاء بهم تضمين تقديراتهم ضمن تقرير سيرفعه لوزير الخارجية الأمريكي عشية زيارة محتملة له للمنطقة.

وأكد بعض المشاركين في الاجتماع أن المبعوث الأمريكي وصف نتنياهو خلال اللقاء بـ”المخرب، مخرب المسيرة السلمية” وذلك في نطاق تعليقه على مداخلة أحد المشاركين العرب في اللقاء النادر من نوعه مع مسؤولين فلسطينيين في أراضي 48.

وشارك في الاجتماع وفد عن السفارة الأمريكية في القدس المحتلة منهم مستشار السفير السياسي، علما أن الولايات المتحدة تستعد لتعيين سفير جديد لها في القدس المحتلة بعدما أنهى السفير المنحاز للمستوطنين دافيد فريدمان مهامه.

وتساءل أحد المشاركين العرب في الاجتماع هل تعدل أمريكا موقفها وتطالب إسرائيل بوقف الحرب على غزة أم تبقى تثرثر وتبدي مواقف خجولة ومتناقضة، لافتا إلى أنهم أكدوا على مسامع المبعوث الأمريكي خطورة الأوضاع الراهنة واحتمال وقوع انفجار أخطر بين المواطنين اليهود والعرب في إسرائيل خاصة أن جماعات فاشية من اليمين والمستوطنين تواصل اعتداءاتها على العرب في كثير من المواقع.

مواجهات خطيرة جدا

وكانت المواجهات والاشتباكات بين شباب في بلدات عربية كثيرة داخل أراضي 48 وبين قوات الشرطة الإسرائيلية قد استمرت وتصاعدت في بعض المواقع الساخنة أخطرها في بلدة كفر كنا ليلة السبت، حيث اندلعت مواجهات واسعة وخطيرة أصيب خلالها 50 من شباب البلدة برصاص مطاطي وحي وما زال 15 منهم يمكثون في أربعة مستشفيات ثلاثة منهم بحالة خطيرة جراء إصابتهم برصاص حي في الصدر والرأس.

وكانت قوات معززة من الشرطة الإسرائيلية قد وصلت لقلب البلدة واعتقلت الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية التي حظرتها إسرائيل عام 2015 ومددت محكمة الصلح في حيفا السبت اعتقاله خمسة أيام بشبهة التحريض ومواصلة النشاط ضمن تنظيم محظور.

ومع انتشار نبأ دخول الشرطة الإسرائيلية لمركز كفركنا تدفق العشرات من الشباب واشتبكوا معها حيث رموها بالحجارة وردت بالرصاص المطاطي والحي قبل أن تستخدم وسائل تفريق سلمية والقنابل الغازية والصوتية. ورغم محاولات متكررة من قبل رئيس بلدية كفركنا دكتور يوسف عواودة إقناع قوات الشرطة الإسرائيلية بالانسحاب طالما اعتقلت الشيخ كمال وتم نقله لخارج البلدة، لكنها رفضت بدعوى أن المهمة لم تنته بعد.

ويؤكد يوسف عواودة لـ”القدس العربي” أن الشرطة قامت في الماضي عدة مرات باستدعاء الشيخ كمال خطيب لمكاتبها للتحقيق معه متسائلا لماذا هذه المرة جاءوا بقوات معززة وبشكل استعراضي لاعتقاله رغم الأجواء المشحونة والمتوترة، كما تساءل لماذا لم تنسحب بعد اعتقال الشيخ كمال خطيب؟ ويؤكد أن الشرطة الإسرائيلية وبدلا من التعاون معه أشهر جنديان منها مرتين بندقية “إم 16” في وجهه وهدداه بالقتل.

وتابع “واضح جدا أن الشرطة الإسرائيلية جاءت بهدف ترهيب أهالي كفركنا بالحديد والنار عشية المظاهرة الشعبية في سخنين عصر السبت لمنعهم من المشاركة في الاحتجاجات وإطفاء جذوة الاحتجاجات بالقوة كي لا تشكل عبئا على صناع القرار في حكومة إسرائيل في حساباتهم حيال الاستمرار بالحرب على قطاع غزة.

وطالب رئيس بلدية كفركنا يوسف عواودة وزير الشرطة الإسرائيلية بالاستقالة مشددا على أن الشرطة كادت ترتكب مجزرة في بلدته دون مبرر وبسبب مواقف استفزازية حمقاء ترتبط بمكان وزمان وملابسات عملية اعتقال الشيخ كمال خطيب وهذا ما تبناه رئيس لجنة المتابعة العليا داخل أراضي 48 محمد بركة.

وقال محمد بركة، في كلمته المركزية التي ختمت مظاهرة عشرات الآلاف في مدينة سخنين، ليلة السبت إن احتجاجات فلسطينيي الداخل لن تتوقف إلا بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة متطابقا بذلك مع موقف رئيس بلدية سخنين دكتور صفوت أبو ريا في كلمته خلال المهرجان الختامي في نهاية مسيرة سخنين.

كما قال إن عشرات الألوف الحاضرة هنا، جاءت لتطلق صرخة الغضب ضد جرائم الاحتلال وعصابات المستوطنين ضد شعبنا وجماهيرنا، معلنا أن وجهة لجنة المتابعة هي الإعلان عن الإضراب العام، أمام استفحال الجرائم الإسرائيلية، وهو تصريح استقبلته الحشود بالتصفيق والهتافات.

وأوضح بركة أن هذه عشرات الألوف جاءت إلى سخنين لتقول كلمتها، وأقول للقدس والأقصى اطمئني واطمئن، هذا شعبك ولن يهون بك، ولن يفرط في دفاعه عن القدس والأقصى. وتوقف بركة عند جرائم الاحتلال في قطاع غزة، ومشهد المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل فجر السبت في القطاع، وأودت بثمانية أطفال وسيدتين شهداء. وتابع “اليوم الخامس عشر من أيار 2021، اليوم 73 عاما على نكبة شعبنا، حينما شردوا غالبية شعبنا وتحولوا الى لاجئين، وهدموا 530 قرية من قرانا وبلداتنا، ونحن نقول لهم، إن العودة آجلة أم عاجلة، وتعمير القرى المهجرة قادم، مهما طال الزمن أو قصر.

لا وطن لنا سواه

وتساءل ما هذا القمع المستمر، إن كان من القوات العسكرية الإسرائيلية، أو من قطعان المتطرفين؟ وهل تعتقد إسرائيل أنها تريد أن تتسبب لنا بنكبة ثانية؟ وعن ذلك قال “نحن نقول لهم باسم مليون و600 ألف فلسطيني في الداخل، لن نسمح بنكبة ثانية. نحن هنا باقون متجذّرون صامدون، وهذا وطننا ولا وطن لنا سواه.

وشدد بركة على أن العدوان المنظم على عكا وحيفا ويافا واللد والرملة وعلى جماهيرنا، لأنهم يعتقدون أنهم يريدون استكمال ما لم يستكملوه في النكبة من ملامح فلسطين. ولكن في اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا شعب يحميها. وتابع أنه حتى الآن بلغ عدد المعتقلين 800 معتقل، ووجه لهم التحيات الكفاحية، وخاطبهم بالقول “أنتم أبناؤنا”، ودعا للوقوف الى جانبهم. وتوقف عند ما جرى في كفركنا مساء الجمعة، حينما أقدموا على اعتقال الشيخ كمال خطيب، موجها له التحية باسم الجماهير.

وقال إن ما جرى في كفر كنا كان استفزازا منظما، لأن الشيخ أبو معاذ تم استدعاؤه مرارا للتحقيقات، وكان يذهب ويتلقى أوامر كهذه أو تلك، مثل عدم دخول الضفة أو القدس. ولكن في الأمس هدفهم كان أكبر، واعترفت الشرطة بأنها استخدمت الرصاص الحي. هم جاءوا لشن عدوان مبيت لـ كفركنا، ووجه بركة التحية لهذه البلدة الشجاعة على وقفة أهلها. وأضاف بركة أن “فلسطينيي الداخل ليسوا وقودا لاستمرار نتنياهو على رأس السلطة، وسفك دم شعبنا ليس من أجل تملص نتنياهو من المحاكمة وسفك دماء شعبنا، ليس لـ إبراز بطولات يائير لبيد ونفتالي بينيت، وأشكالهما، فالطيور على أشكالها تقع. نحن أصحاب البلاد، ولا وطن لنا غير هذا الوطن، لنا حقوق قومية وحقوق مدنية، ومن سن قانون القومية ليلغي حقوقنا القومية والمدنية، “يبلوا ويشرب ميّته”.

شيطنة نضالنا العادل

وشدد على أن نضال الشعب الفلسطيني نضال عادل، وأن نضال فلسطينيي الداخل بالذات الذي يتعرض للشيطنة والتحريض يمارسونه بوسائل عادلة، فالموقف السياسي والوطني الصحيح إذا افتقد للقيم الإنسانية والأخلاقية، فهو ناقص. وتابع “السلطة الإسرائيلية الحاكمة تتحمل المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي تقع. وواجبنا كقيادات، رؤساء سلطات محلية وقادة أحزاب ومنظمات وحراكات وجمعيات، واجبنا أن نحمي أبناءنا، وأن نطمئن الأمهات بأننا نحرص على حياة أولادهن، فهذه مسؤوليتنا وعلينا القيام بهذه المسؤولية، مع كامل الاحتضان والمحبة والافتخار والاعتزاز بشبابنا الرائعين، الذين يملؤون الشوارع الغضاب بالمظاهرات”.

احتمال الإضراب العام

وحذّر بركة من “مخططات السلطة لتفتيتنا، وهذه مخططات لا تتوقف، ولكن في العقدين الأخيرين، تعاظمت هذه المخططات، إن كان بمحاولات التجنيد على أشكالها، ودس العنف، والتحريض على الأحزاب العربية ولجنة المتابعة، لنكون شعبا من دون رأس، ونحن نريد لأحزابنا أن تكون أقوى وهيئاتنا الشعبية أن تكون أقوى، فكلما كانت أطرنا أقوى، شعر شعبنا بظهر يحميه”. وختم بركة قائلا، اليوم لا ننهي مسيرتنا، فيوم غد الأحد ستقوم المتابعة بجولة في مدن الساحل من اللد ويافا الى عكا، ثم قريتي الجديدة وكفركنا، وهناك ستجتمع المتابعة، لتبحث في الإضراب الشامل، فقوبل تصرحه بعاصفة من التصفيق والهتافات، وقال نريد لكل شعبنا أن يلتزموا به.

يشار إلى أن المخابرات العامة (الشاباك) قد أعلنت السبت عن بدء اعتبارها المساس بالمواطنين اليهود جناية على خلفية قومية وعملا إرهابيا وهذا يعني توفير تبريرات لفتح النار من أجل القتل.

وكان آلاف من فلسطينيي الداخل قد شاركوا في مسيرة سخنين معظمهم من الشباب ممن هتفوا الهتافات الوطنية والدينية كـ”من سخنين إلى جنين شعب واحد ما بلين” و”بالروح والدم نفديك يا أقصى” و”يا غزة لا تهتزي كلك كرامة وعزة”، فيما رفعت الرايات والكوفيات الفلسطينية ولوحظت مشاركة واسعة من النساء والعائلات وهناك من يتساءل إذا كانت الأحزاب العربية في الداخل مستعدة لالتقاط هذه اللحظة وتؤسس عليها وبناء مشاريع وطنية لتثبيت الهوية الوطنية الفلسطينية مقابل مشاريع الأسرلة وطمس الرواية الفلسطينية لدى فلسطينيي الداخل ممن يشكلّون 18% من السكان في إسرائيل.

بمبادرة حراك نقف معًا: الآلاف تظاهروا في أنحاء البلاد ضد التصعيد والحرب

في المقابل وفي أعقاب التصعيد الذي تشهده البلاد بالأيام الأخيرة، دعا حراك نقف معًا أمس لوقفات احتجاجية في عشرات المواقع بالبلاد، منها الناصرة، تل أبيب، القدس، كفر مندا، حيفا، بئر السبع والكثير غيرها.

وحسب بيان حراك “معا” في الوقفات شارك آلاف العرب واليهود الذين أعربوا عن استيائهم من الأوضاع الراهنة وحمّلوا حكومة نتنياهو المسؤولية على إشعال نار الحرب والتحريض والكراهية وعنف الشوارع. أما الرسالة المركزية التي أطلقها حراك نقف معًا فكانت – لا نريد العودة للروتين السابق؛ نريد إنهاء الاحتلال والاستيطان وتحقيق سلام عادل وحقيقي يضمن مستقبل أفضل وأكثر أمانًا للجميع، فلسطينيين وإسرائيليين.

وشارك نحو ألف شخص بالمظاهرة التي أقيمت ليلة السبت في تل أبيب، بحضور كل من رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، النائبة عن حزب العمل ابتسام مراعنة والنائب موسي راز عن حزب ميرتس.

وتابع “معا”: “نحن هنا نثبت أن الحرب ليست بين شعب وآخر، ولا بين دين وآخر. هذه حرب سياسية بين من يريد ترسيخ الاحتلال والفوقية اليهودية وبين من يسعى لتحقيق السلام والمساواة. نحن نتواجد في الجانب الجيد من التاريخ”، قال في خطابه النائب أيمن عودة.

حرب بدون أفق

أما النائبة ابتسام مراعنة (حزب العمل) فخاطبت المتظاهرين قائلةً: “هذه حرب يديرها رجال توّاقون للسيطرة والتسلط على حياتنا. المزيد من الدمار، المزيد من النساء الأرامل. نحن نرفض استمرار هذا النهج العدواني. بعد أسبوعين ستنتهي حرب نتنياهو وسيجلس على كرسيه مجددًا. دعونا لا نفقد الأمل”.

وفي خطابه، أشار النائب موسي راز إلى أننا “نعلم من التصعيدات الأخيرة أنه لا يمكن حل شيء بالقوة. هناك فقط حل سياسي. طريق واحد فقط: طريق السلام. وهذا الطريق يمر بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل. هذا الطريق يمر كذلك بنبذ ووقف العنف. هذه الحرب الدموية لن تفضي إلى أي حل، ولذا وجب وقفها على الفور وإطفاء النيران التي تركتها خلفها”.

المصدر: القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى