“بواخر البنزين”… نصرالله يتحدّى الدولة!؟
كتبت الصحافية جوني فخري مقالا تحت عنوان: “بتورط حزب الله.. بنزين إيران من مرفأ بانياس إلى لبنان”, قالت فيه: “منذ أكثر من شهر، دخل أمين عام حزب الله حسن نصرالله، على خط أزمة المحروقات التي يشهدها البلد، ملوحا باستعداد إيران لإرسال المواد وبالعملة اللبنانية، ومهدداً بأنه “إذا بقيت الدولة ساكنة في هذا المجال فسيذهب حزبه إلى طهران ويفاوض على شراء بواخر بنزين ومازوت”.
وعلى الرغم من أن “عرض الحزب يضع لبنان في عين عاصفة العقوبات نتيحة التعامل مع إيران”، إلا أنه “على ما يبدو سيُترجم على أرض الواقع ابتداءً من منتصف الأسبوع القادم، وذلك وفق معلومات تردد في أوساطه”.
ومع أن نصرالله تحدّى الدولة اللبنانية بإشارته إلى أن “بواخر البنزين الإيراني ستُبحر في اتجاه مرفأ بيروت، لترسو فيه قبل أن تُفرغ حمولتها، إلا أن الرياح لم تجرِ بما تشتهي سفنه، فميناء بيروت المنكوب منذ الرابع من آب الماضي نتيجة الانفجار الذي ضربه لن يكون ممراً آمناً للبنزين الايراني”.
فبحسب أوساط مطّلعة تحدّثت لـ “العربية.نت”، أن “نصرالله الذي أصرّ على إدخال البواخر الإيرانية إلى لبنان عبر مرفأ بيروت، عدل عن الفكرة بناءً على نصيحة أحد حلفاءه بأن لبنان لا يحتمل مزيداً من العقوبات عليه، فاتفق مع القيادة الإيرانية لأن يكون مرفأ بانياس في سوريا وجهة بواخر النفط الإيرانية”.
وأشارت الأوساط إلى أن “بواخر البنزين الإيراني والمرجّح أن يكون عددها 4 باتت اليوم في مرفأ بانياس، وسيتم تفريغها بدءاً من الأسبوع المقبل كما يتردّد، وذلك عبر صهاريج لتُنقل مباشرةً إلى لبنان”.
كما أوضحت الأوساط أن “حزب الله جهّز البنية التحتية لإيصال المحروقات التي سيستفيد منها بشكل أساسي أبناء بيئته في كل من البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية، كما أنهى تجهيز عدد من المنشأت لتخزين البنزين”.
في سياق متصل، رجّحت الأوساط المطّلعة أن “تأخذ محطات “الأمانة” للمحروقات التي تنتشر على مختلف الأراضي اللبنانية والتي اُدرجت على لائحة العقوبات العام الماضي بسبب ارتباطها بـ”حزب الله” كما أشار بيان وزارة الخزانة الأميركية، الحصّة الأكبر من البنزين الإيراني”.
وأوضحت أن “الهدف من خطوة حزب الله تعويم السوق اللبنانية بمادتي البنزين والمازوت، لاسيما في المناطق المحسوبة عليه، زذلك لتخفيف النقمة التي تصاعدت عليه خلال الفترة الأخيرة محمّلةُ إياه مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلد”.
أما عن سعر صفيحة البنزين الإيراني، فأشارت الأوساط إلى أنها “لن تختلف عن السعر المُعتمد في السوق اللبنانية”.
من جهة أخرى، رجّح مدير عام الاستثمار السابق في وزارة الطاقة والمياه غسان بيضون لـ”العربية.نت”، أن “البنزين الإيراني إلى لبنان سيصل من البرّ عبر صهاريج، وسيوزّع فوراً على المحطات التي ستُخزّنه بدورها لأيام عدة قبل صرفها”.
كما اعتبر أن “حزب الله بخطوته هذه سيردّ جزءاً من البنزين الذي هُرّب برعايته أو بحمايته من لبنان إلى سوريا في الفترة الأخيرة”.
فيما استبعد مدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية سامي نادر لـ”العربية.نت”، أن “يدخل البنزني الإيراني إلى لبنان عبر معابر رسمية، لأن من شأن ذلك تعريض البلد إلى مزيد من العقوبات”.
ويشار إلى أن “لبنان يعاني منذ أسابيع من أزمة محروقات حادة، حيث ينتظر المواطنون في طوابير طويلة أمام محطات الوقود التي اعتمدت سياسة التقنين في توزيع البنزين والمازوت”.