حشد جويّ أميركيّ في جزيرة غوام في موسم الهجرة إلى الصين
محمد صادق الحسيني-البناء
لا تزال التقارير تتوالى عن انسحاب وخروج القوات الأميركية من دون ضجيج وتحت جنح الظلام، من غرب آسيا الى الصين ومحيطها البحريّ، ضمن سياسة الحشد الاستراتيجي المستمر غرب الصين وجنوب روسيا.
وفي هذا الإطار فقد نشر الموقع الإلكتروني، لصحيفة «ذي وور زون « / the Warzone /، الأميركي المختص بالشؤون العسكرية، موضوعاً بقلم الكاتب جوزيف تريڤيثيك Joseph Trevithick بتاريخ 16/7/2021، أهم ما جاء فيه:
١) إن الولايات المتحدة الأميركية ستقوم بنقل خمس أسطولها، من مقاتلات F 22 الشبحيّة التابعة لسلاح الجو الأميركي، الى جزيرة غوام، في غرب المحيط الهادئ، قبل نهاية شهر تموز الحالي. وهذه النسبة تساوي ٢٥ مقاتلة من هذا النوع، لكون إجمالي ما يملكه سلاح الجو الأميركي، من هذا الطراز، هو 186 طائرة.
٢) ويقول الكاتب إن الهدف من هذه العملية، حسب ما يقوله سلاح الجو، هو إظهار المرونة الاستراتيجية والقدره على نشر عدد مهم (بمعنى كبير) من الطائرات في تلك المنطقة، لتكون قادرة على تنفيذ مهمات قتالية، من مواقع متقدمة، في منطقة عملياتها (هناك في الهادئ).
وهذا يعني أن الولايات المتحدة ستنفذ حشداً مشابهاً لهذه العملية، في حال حصول أي أزمة مع الصين مستقبلاً.
تعليق: هذا يؤكد أن الولايات المتحدة تستعدّ لسحب مقاتلاتها، من منطقة الشرق الأوسط وحشدها في قواعد جوية أميركية، قريبة من مسرح العمليات الجوية المستقبلية، أي قريبةً من الصين الشعبية وجنوب شرق روسيا.
٣) حسب ما أعلنته قيادة المحيط الهندي والهادئ في الجيش الأميركي Indo / Pacific Command، بتاريخ 13/7/2021، فإن عشر مقاتلات من طراز F 15 E وطائرتي نقل من طراز C 130، بالإضافة الى 800 عسكري من سلاح الجو الأميركي، ستشارك في هذه التدريبات، التي أطلق عليها اسم: باسيفيك آيرون / Pacific Iron /، على ان تستخدم ثلاث قواعد جوية أميركية في هذه المناورات، وهي جميعها مقامة على جزر تخضع للسيادة الأميركية.
٤) ويختم الكاتب باقتباس تصريح لقائد القوات الجوية الأميركية، في المحيط الهادئ / الهندي، الجنرال ڤيلسباخ Wilsbach، أدلى به لمحطة CNN الأميركية، وقال فيه إن هذا الحشد هو من أعقد عمليات الحشد التي نفذناها على وجه الإطلاق.
أما المحلل العسكري الاسترالي، لايتون Layton، فقال لموقع وور زون، إن هذه التدريبات تشكل رسالة ردع واضحة للصين، خاصة أن عملية الحشد الجويّ هذه توضح للمخططين الاستراتيجيين الصينيين أن عمليات حشد مماثلة، في حال الأزمة، ممكنة ليس فقط في غوام وإنما في اليابان وكوريا الجنوبية وكل المناطق القريبة من الصين / والمحيطة بالصين.
تعليق: وفي هذا الكلام تأكيد جديد، من قبل القادة العسكريين الأميركيين، أن هذه التدريبات هي حزء من عمليات الحشد الاستراتيجي، الذي تنفذه الولايات المتحدة، ضد الصين وروسيا، من سنوات. وهو الأمر الذي لطالما أكدنا عليه منذ سنوات أيضاً.
هي الهزيمة والتقهقر عن بلادنا والجلاء الذي لا بد منه طال الزمن او قصر، بعد أن تهشمت صورتها على بوابات الشام وبغداد وصنعاء ومضائق العرب والعجم في غرب آسيا.
ومن جديد هو موسم الهجرة الاستراتيجية الى الصين وجوارها خوفاً من هزائم أكبر وأكثر عمقاً واتساعاً.
بعدنا طيبين قولوا الله…