الإعتذار سيُرفق بتصعيد سياسي…
فادي عيد- الديار
والإستدعاءات ستفاقم التوتّر
تكشف مصادر مواكبة، بأن البلد أمام أيام حاسمة بعدما أعدّ الرئيس المكلّف سعد الحريري كلمته التي ستلي الإعتذار عن تشكيل الحكومة، وقد نشهد، كما يقول أحد المقرّبين من «بيت الوسط»، مؤتمراً صحافياً، بحيث ستكون له إضاءة على كل ما واكب مرحلة التأليف، ولا يُستبعد بأن يطاول ويركّز الحريري في كلمته بعد الإعتذار، على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، وسيتجنّب أي دخول أو أي تلميح الى حزب الله، وبمعنى آخر، يؤكد أحد المحيطين بالحريري، بأن عملية ربط النزاع مستمرة مع الحزب، وإن كان لديه بعض العتب، لأن الأخير لم يضغط بما فيه الكفاية على رئيس الجمهورية وصهره، في ضوء التفهم لظروف ومعطيات الحزب، وعلى هذه الخلفية فإن الحريري سيستمر بالتهدئة وبربط النزاع بين «بيت الوسط» وحارة حريك.
وتكشف المصادر، بأن الإعتذار سيمرّ ببعض المحطات الضرورية، وذلك، من خلال اتصالات، وربما زيارة للقاهرة وللإمارات العربية المتحدة، وهاتين الدولتين وقفتا معه منذ التكليف وكانتا الى جانبه، وهما من أصرّا عليه كي يستمر في الإتصالات والمساعي لتشكيل حكومة، وتابعا كل المراحل والمحطات التي مرّ بها منذ التكليف وصولاً الى المرحلة الراهنة، وعلى هذه الخلفية، فإنهما لم يعد بوسعهما إلا تفهّم موقفه من خلال كل ما يتعلّق ببيئته الحاضنة وبمستقبله السياسي، وما يجتازه من مطبّات منذ التسوية الرئاسية وحتى اليوم.
تالياً فإن الحريري سيكون في هذه المرحلة الى جانب رئيس المجلس النيابي نبيه بري تضيف المصادر، ولن يتخلّى عنه بعدما تلقى منه جرعات دعم لا حدود لها. وقد عُلم في هذا الإطار، بأن بري يسعى في هذه المرحلة، وبعيداً عن الأضواء، لإعادة لمّ الشمل بين الحريري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، الذي تجاوب مع بري، ولا يستبعد أن يحصل لقاء بينه وبين الحريري في وقت ليس ببعيد، وخصوصاً في هذه المرحلة، حيث ثمة نقاط تجمعهما، وإن كانت هناك تباينات أيضاً لا يُستهان بها، قد حكمت مسار علاقاتهما منذ الإنتخابات النيابية الأخيرة.
وفي غضون ذلك، وحيال ما يتوقّعه اللبنانيون من اعتذار بات قريباً للرئيس المكلّف، السؤال المطروح ماذا بعد هذا الإعتذار؟ هنا، تلفت المصادر نفسها، الى أن تصعيداً سياسياً متوقعاً قد يكون أحد عناوين هذه المرحلة، ولا سيما بين «الوطني الحر» و «المستقبل»، في حين لوحظ في الساعات الماضية أن جنبلاط بدأ، ولو بهدوء، يغمز من قناة النائب جبران باسيل، منتقداً إياه على خلفية مواقف وسياسة الأخير، ولا زال يحيّد رئيس الجمهورية لأسباب تتعلق بالإستقرار الداخلي وتجنّب أي تصعيد قد يؤدي الى اهتزازات أمنية في الجبل. ومن هنا، قام بترتيب البيت الدرزي مع كل القيادات الدرزية وتحديداً النائب طلال إرسلان والوزير السابق وئام وهاب، إذ يدرك، أن هناك استحالة لتنحية عون بناء لمعطيات داخلية وإقليمية وعدم إقدام الزعامات المسيحية، حتى المناهضة له، على أي خطوات جدّية لاستقالته، لذا سيستمر التواصل والهدوء بين بعبدا والمختارة في هذه المرحلة لمقتضيات الظروف السياسية الإستثنائية، وتحديداً الإنهيار الإقتصادي، ما يحتّم أن تكون المعالجات منصبّة على هذه الأزمات.
ويبقى أخيراً، أن بعض المعلومات تؤكد بأن الإستدعاءات القضائية، وما صدر عن القاضي طارق بيطار، تناولت بعض الوزراء والنواب السابقين والحاليين، فذلك، ووفق ما يتسرّب، قد يؤدي الى تداعيات من شأنها أن تؤثر وترفع من منسوب الإحتقان السياسي والإنقسامات السائدة في البلد، وربما أن تأخذ أبعاداً سياسية وطائفية ومذهبية تبقي المراوحة على تشكيل الحكومة والحلول لمعالجة الأوضاع الإقتصادية في مهبّ الريح.