مبادرة برّي لن ولم تتوقف.. والبحث عن مخرج للاعتذار يجعل الحريري منتصراً
كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
على الرغم من ان وجودها قد يحد من التدهور الحاصل، الا ان لا شيء في الافق يوحي بقرب ولادة الحكومة، لا بل فانه من المتوقع ان “تحتفل” حكومة الرئيس حسان دياب بـ”الذكرى الاولى لتصريف الاعمال” واكثر! فالمراوحة ما زالت سيدة الموقف، ومعركة بيانات زادت الطين بلّة”.
علّق مرجع نيابي في كتلة التحرير والتنمية لوكالة “اخبار اليوم”، قائلا: اراد البعض هذه البيانات لغايات واهداف غير واضحة النوايا، على الرغم من ان كل ما يجري اليوم يترك آثاره وتداعيات السلبية على مجمل الواقع السياسي، وعلى ازمة الحكومة التي تبقى مكانها.
ورغم هذه الصورة، يحاول المرجع ان يرسم بارقة امل، قائلا: التأليف في دائرة المراوحة الى ان يكتب لمبادرة الرئيس نبيه بري النجاح من خلال الاتصالات والمشاورات التي وسع دائرتها منذ فترة عله يستطيع ان يساهم في انقاذ البلد، خصوصا وان مبادرته لاقت تجاوبا داخليا وقبولا وتأييدا اقليميا وعربيا ودوليا لانقاذ البلد مما يتخبط به من خلال حكومة قادرة وفاعلة.
ألم تسقط هذه المبادرة نتيجة البيانات لا سيما بين بعبدا وعين التينة، اجاب المرجع: ننتظر ما ستؤول اليه بعض الاتصالات لاستكمال مسار المبادرة التي لم ولن تتوقف، مشددا على ان مصلحة لبنان واللبنانيين تكمن بوجود حكومة التي اصبح تأليفها اكثر من حاجة وضرورة وطنية في هذه المرحلة.
وختم المرجع: رهان اللبنانيين دائما على ما يقوم به الرئيس بري من دور انقاذي واطفائي وهو لن يخذلهم!
على صعيد آخر، اشار مصدر مطلع على الاتصالات الحاصلة لـ وكالة “اخبار اليوم”، الى ان اجتماع دار الفتوى كان مفصليا بالنسبة الى اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري، قائلا: الاجتماع كان ردا على محاولة جعل الاستحقاق الحكومي “مسيحيا”، بمعنى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومن خلال الشروط التي وضعها، دفع المجتمعين في دار الفتوى الى اعتبار ان الاعتذار لا يتعلق بشخص الحريري بل بالموقع الذي لا يجوز ان يكون مكسر عصا.
وبالتالي وفق المصدر: لو لم يقارب رئيس الجمهورية موضوع التكليف انطلاقا من البُعد المسيحي لكان الاعتذار قد حصل، خصوصا وان البديل عن الحريري هو اسم واحد هو الرئيس تمام سلام الذي كان الحريري يميل لتسميته لتأليف “حكومة انتخابات”.
وردا على سؤال، قال المصدر: اضافة الى العامل “السُني”، الرئيس بري وجد ان انكسار الحريري امام باسيل- وليس عون- سيترك تداعيات كبيرة، لذلك سعى بري الى تأجيل الاعتذار على الرغم من علمه ان هذا الاستئخار لن يؤدي الى اي نتيجة، ولن ينتج مبادارت او ايجابية. لذا لا بد من اخراج مناسب يظهر الحريري منتصرا، واضاف: ربما البحث في المرحلة المقبلة سيركز على هذا المخرج.
ماذا عن امكانية تدخل حزب الله لمساندة بري وبالتالي الحريري، اجاب المصدر: مخطئ من يعتقد ان الخلاف عميق بين الحزب والتيار الوطني الحرّ، اذ بغض النظر عن التباينات، فان العلاقة التي نتجت بين الفريقين تقوم على مصلحة مشتركة ما زالت موجودة حتى اليوم. كما ان الفريقين يحتاجان لبعضهما البعض ولا احد يستغني عن الآخر، لا حزب الله اليوم بوارد الاتجاه نحو انتكاسة في هذه العلاقة لانه لا يزال بحاجة الى هذا الغطاء المسيحي خصوصا وان التغييرات التي حصلت منذ 2006 لم تكن لصالح الحزب اطلاقا، خصوصا وان تصنيف الحزب او اقله جناحه العسكري ارهابيا يتوسع في الدول الاوروبية والعربية، وقد يصل الامر قريبا الى فرنسا.
وعن امكانية حصول تحركات واسعة في الشارع على غرار خريف العام 2019، قال المصدر: الازمة ما زالت في بدايتها ولم نصل بعد الى الحقيقة الموجعة، واضاف: تحريك الشارع، لا يكون فقط انطلاقا من عمل محلي بل هناك مجموعة عوامل تتداخل مع بعضها البعض تجعل الشارع اما يستعيد حيويته او ينكفئ. الجميع يعلم انه لو كان العامل الداخلي كاف لكانت التحركات التي انطلقت على خلفية ضريبة الواتسآب تجددت واستمرت دون ان تهدأ على وقع التصاعد المستمر لسعر صرف الدولار، لكن ما يحص هو عكس ذلك تماما اذ ان اللبنانيون يقفون في الطوابير لساعات طويلة ولا يحركون ساكنا.
وختم: عندما تنضج الظروف للتغيير الكبير فانه سيحصل في لبنان… لكن حكما وحتما الامر يرتبط باجندة الخارج وتوقيت الخارج وليس الاجندة المحلية.