الحدث

“العهد” ينتهج التصعيد.. ويعرقل بشكل فاقع!

تتفاقم الأزمة الحكومية وتتّسع دائرتها يوماً بعد يوم حتى بات من الممكن وصفها بالجبهة المفتوحة بين القوى السياسية التقليدية في لبنان وعهد الرئيس ميشال عون، وكاد التوتر السياسي أمس أن يصل الى ما يشبه الانفجار بعد بيان رئاسة الجمهورية الذي تناول الملف الحكومي.

تستغرب مصادر سياسية متابعة أسلوب تعاطي الرئيس ميشال عون مع الأزمة الحكومية، اذ انه عوضاً عن تقليص الجبهات السياسية بوجه “العهد” يعمل عن قصد او غير قصد على زيادة عددها عبر افتعال مشاكل سياسية واعلامية مع قوى رئيسية هو بغنى عن الاشتباك معها.

وفي قراءة لبيان رئاسة الجمهورية أمس، يُفهم وبشكل واضح أنه يستهدف طرفين أساسيين؛ الاول هو دار الافتاء والثاني رئيس مجلس النواب نبيه بري. الغريب في الأمر أن هجوم عون على بري بدا غير مبرّر لا سيما في المرحلة التي يلعب فيها الاخير دور الوسيط في الأزمة الراهنة، رغم موقفه السياسي الواضح، وبالتالي فإن الاصطدام السياسي معه من شأنه أن يؤدي الى مزيد من العراقيل التي قد تشلّ حركة المبادرة الحكومية وتحول دون تشكيلها.

كل الإشارات التي يرسلها التيار “الوطني الحر” عبر تصريحات قيادييه، والتي بدأت تشمل أيضاً مواقف تجاه “حزب الله” أطلقتها رئاسة الجمهورية وتحمّله مسؤولية وقوفه الى جانب خصوم “العهد”، تفتح باب التساؤلات حول الاهداف التي يسعى الى تحقيقها الرئيس ميشال عون من خلال رفع سقف المواجهة السياسية وتسخين المشهد الاعلامي والسياسي في لبنان.

لعلّ ثمة من اقنع عون ان الاشتباك مع الاحزاب التقليدية في لبنان قد يخدمه في شدّ عصب قاعدته الجماهيرية في محاولة لتكرار ما سُمي بتسونامي شعبي عام 2005 بعد الحلف الرباعي، اذ ان ليس من منطق يفسّر تصادم التيار “الوطني الحر” مع جميع قوى السلطة سواء تلك التي يخاصمها او يهادنها!

من هنا، يبدو ان محاولات العرقلة باتت تطفو على سطح الأزمة بشكل فاقع بالتزامن مع ظهور بعض الايجابيات التي طرأت مؤخرا على الملف الحكومي، اذ ان التيار انتهج التصعيد السياسي من خلال مضاعفة الشروط أمام أي تسوية حكومية مُرتقبة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى