الحدث

بايدن يعين قياديا ديمقراطيا بارزا كبيرا لموظفي البيت الأبيض مسؤول في ولاية جورجيا “لم يتم حتى الآن رصد أي مؤشر إلى حدوث تلاعب واسع النطاق في إحصاء الأصوات”

في ظل احتدام الخلاف حول الانتخابات الرئاسية الأميركية بين الرئيس الحالي دونالد ترمب والرئيس المنتخب جو بايدن، ورفض الأول إطلاق المرحلة الانتقالية بدعوى وجود حركة تزوير شابت عملية الانتخابات الرئاسية التي جرت في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، عيّن بايدن، المسؤول الديمقراطي البارز رون كلين كبيراً لموظفي البيت الأبيض ومساعداً للرئيس حين يتسلم منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

وقال بايدن في بيان إن كلين، الديموقراطي المحنّك البالغ من العمر 59 سنة والذي كان يشغل منصب كبير موظفيه حين كان نائباً للرئيس باراك أوباما، “كان بالنسبة لي لا يُقدّر بثمن على مدى السنوات العديدة التي عملنا فيها معاً”. وأضاف أن “خبرته العميقة والمتنوّعة وقدرته على العمل مع الناس من جميع الأطياف السياسية هي بالضبط ما أحتاج إليه في كبير موظفي البيت الأبيض في هذا الوقت الذي نواجه فيه أزمة ونعيد فيه توحيد بلادنا”.

ويُعد كلين أحد المقربين من بايدن وعمل معه للمرة الأولى في عام 1989 عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ. كما وجّه كلين انتقادات حادة لتعامل ترمب مع جائحة فيروس كورونا المستجد. ويُتوقَع أن يكون شخصيةً رئيسية في تصدي بايدن للأزمة الصحية.

معه أو بدونه

في غضون ذلك، ما زال الرئيس الأميركي يدرس الخيارات القانونية التي تتيح له تغيير النتيجة المعلنة للانتخابات الرئاسية، أما بايدن فاعتبر أن تمسّك ترمب برفضه للنتيجة، يمثل “إحراجاً” له. وأضاف أن عملية الانتقال الرئاسي ستستمرّ سواء بتعاون ترمب أو بدونه مؤكداً، “لقد بدأنا بالفعل الانتقال. نحن نتقدّم على قدم وساق”.

مسؤول جمهوري في جورجيا

وفي حين يُتوقّع أن يجتمع ترمب قريباً مع فريقه القانوني لإقرار الخطوات القانونية التي ينبغي اتخاذها، نُقل عن براد رافنسبرغر، أكبر مسؤول انتخابي في ولاية جورجيا الأميركية، وهو وزير خارجية الولاية وينتمي إلى الحزب الجمهوري، قوله الأربعاء، إنه “لم يتم رصد أي مؤشر حتى الآن إلى حدوث تلاعب واسع النطاق في إحصاء الأصوات بالولاية، حيث يتقدم بايدن حالياً بفارق 14 ألف صوت على ترامب.

وقال رافنسبرغر في مقابلة مع محطة “سي.أن.أن” التلفزيونية، إنه أمر بإعادة فرز الأصوات يدوياً لأن الفارق متقارب جداً، مبدياً اعتقاده أن الأصوات أُحصيت حتى الآن بدقة.

ورداً على سؤال عن مزاعم التلاعب بالأصوات، قال رافنسبرغر “لدينا تحقيقات جارية لكننا لم نلحظ شيئاً واسع النطاق”. وأضاف أنه “لا يوجد حتى الآن دليل على أي فوارق كبيرة بما يكفي لقلب تقدم بايدن”.ظهور ترمب

وكان ترمب ظهر علناً للمرة الأولى بعد الانتخابات يوم الأربعاء (11 نوفمبر)، في مراسم أُقيمت في مقبرة أرلينغتون الوطنية في ولاية فيرجينا لمناسبة يوم المحاربين القدامى، بينما شارك بايدن باحتفال بالمناسبة ذاتها في حديقة النصب التذكاري للحرب الكورية في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.

في ظل هذه الأجواء، عزّز الديمقراطيون سيطرتهم على مجلس النواب، بالفوز بالمقعد الرقم 218، الذي يضمن لهم الأغلبية فيما لا تزال مقاعد أخرى غير محسومة حتى الساعة.

أمّا مجلس الشيوخ، فيتّجه الجمهوريون إلى السيطرة عليه، بعدما منحهم فوز السناتور الجمهوري عن ولاية ألاسكا دان سوليفان بمدة جديدة، 50 صوتاً من أصل 100. وفيما حاز الديمقراطيون على 48 صوتاً حتى الآن، تأجّل حسم الأغلبية في مجلس الشيوخ إلى الخامس من يناير (كانون الثاني) المقبل، موعد إجراء جولة الإعادة على مقعدين في ولاية جورجيا.

وأظهرت نتائج جديدة، نقلتها وسائل إعلام أميركية، أن الرئيس المنتخب جو بايدن عزز تقدمه في حصيلة التصويت الشعبي بفارق 5 ملايين صوت عن خصمه الجمهوري.

وكان ترمب أضاف يوم الإثنين الماضي، سلاحاً جديداً محتملاً إلى حملته، بعدما وافق وزير العدل الأميركي بيل بار على إجراء تحقيقات حول احتمال حصول مخالفات في الانتخابات. مع ذلك، قرن بار قراره بتحذير مفاده أن “الادعاءات الخادعة أو التخمينية أو الخيالية أو بعيدة الاحتمال يجب ألا تشكل أساساً للشروع في تحقيقات فدرالية”.

وأثار تدخّل بار غير المعتاد مخاوف من أن ترمب قد يذهب أبعد من ذلك في جهوده، ما دفع بالمدعي العام لجرائم الانتخابات في وزارة العدل ريتشارد بيلغر إلى تقديم استقالته احتجاجاً.

من جانبه، أكد الرئيس الأميركي المنتخب، خلال مؤتمر صحافي من مدينته ويلمنغتون في ولاية ديلاوير الثلاثاء، أنه يتطلّع إلى التحدّث مع ترمب. ورداً على سؤال لصحافية عما يمكن أن يقوله لترمب في حال كون الأخير يتابع مؤتمره الصحافي، قال بايدن مبتسماً ومركزاً على الكاميرا “سيدي الرئيس، أتطلع إلى التحادث معك”، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

ولم يمتنع ترمب عن دعوة بايدن إلى المكتب البيضاوي فحسب، بل حتى منعه من الحصول على حزمة التمويل والخبرات والمرافق المخصصة لمساعدة الرئيس المنتخب على التحضير لتولي السلطة. وتتحكم بهذه الحزمة رئيسة إدارة الخدمات العامة إميلي مورفي، التي عيّنها ترمب، وهي المسؤولة عن الإفراج عنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى