«مسيرة الأعلام» تحت الخطوط الحمر: الكلمة للمقاومة
الأخبار- رجب المدهون
نجحت المقاومة الفلسطينية في فرض خطوطها الحمر على العدو الإسرائيلي، بعدما أجبرته على تغيير مسار الفعالية الاستفزازية التي نظّمها المستوطنون أمس في القدس، من دون أن يمنعها ذلك في الوقت نفسه من تصعيد الضغط على حدود قطاع غزة. هكذا، ثَبُت أن معركة «سيف القدس» تمكّنت من كي وعي قادة العدو، الذي يجدون أنفسهم اليوم أمام تحدّيات كبرى، ستجبرهم، بشكل أو بآخر، على تغيير أولوياتهم
وأشارت القناة نفسها إلى أن دولة الاحتلال توعّدت حركة «حماس» بردّ قاسٍ على إطلاق البالونات، وأنها أبلغت الوسيط المصري أن الردّ سيكون بعد انتهاء «مسيرة الأعلام»، وأن الجيش يجري مشاورات في هذا الخصوص. في المقابل، علمت «الأخبار»، من مصادر «حمساوية»، أن الاتصالات بين الحركة والمصريين كانت على مدار الساعة، وأن الفصائل الفلسطينية أبلغت الجانب المصري أن أيّ ردّ إسرائيلي على إطلاق البالونات سيقابَل بردّ مكافئ من قِبَل المقاومة، وأن أدوات الضغط الشعبي لن تتوقّف طالما واصل العدو سياسته المشدّدة تجاه غزة. وكانت الاتصالات التي قادها الوسيط المصري أفضت إلى تراجع الاحتلال عن استفزازاته التي يمكن أن تؤدي إلى تفجّر الأوضاع، إذ سمح للمستوطنين الذي بلغ عددهم قرابة 3 آلاف (كانوا 20 ألفاً العام الماضي) بالوجود أمام باب العمود فقط، من دون السماح لهم باقتحام المسجد الأقصى من هناك، إضافة إلى تغيير مسار المسيرة لتَعبُر بعيداً عن الحيّ الإسلامي، وهو ما نزع فتيل الأزمة ودفع الفصائل إلى تجنُّب الردّ الناري، بحسب المصادر نفسها، التي أكدت أن المقاومة فرضت إرادتها على العدو من خلال المباحثات التي جرت أمس، وذلك بعد رسائل جدية نُقلت إلى الإسرائيليين بنيّتها الردّ على الاستفزاز. وأشارت إلى أن الفصائل وضعت خطوطاً حمراً لهذه المسيرة تتعلّق بدخول الحيّ الإسلامي واقتحام الأقصى عبر باب العمود، واصفةً ما حدث أمس بأنه انتصار لإرادة المقاومة التي نجحت في فرض معادلة «غزة – القدس».
بالتوازي مع ذلك، وفيما واصلت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحليقها المكثّف في أجواء غزة لرصد تحرّكات المقاومة، وتحسّباً لتصاعد الأحداث وإمكان إطلاق الصواريخ، خرج الآلاف من الفلسطينيين في مسيرات حاشدة وغاضبة في كلّ من جباليا شمال القطاع ومدينة غزة ومدينة خانيونس جنوبه، تنديداً بـ»مسيرة الأعلام». وأكدت القوى الوطنية والإسلامية، خلال المسيرات، أن المقاومة في غزة أفشلت مخطّطات الاحتلال في القدس، فيما أحرق المتظاهرون في محافظة خانيونس صور رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، نفتالي بينيت. وفي الضفة المحتلة، اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وجيش الاحتلال، بعدما قام الشبان برشق جنود العدو بالحجارة والزجاجات الفارغة وإشعال إطارات السيارات، ليردّ الجيش الإسرائيلي بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلّف بالمطاط، فيما لم يبلّغ عن وقوع أيّ إصابات، باستثناء عشرات الإصابات بالاختناق. وجنوب الضفة، قمع جيش الاحتلال مسيرة في بيت لحم، خرجت من منطقة باب الزقاق، مروراً بشارع القدس – الخليل، وصولاً إلى المدخل الشمالي لبيت لحم عند محيط مسجد بلال بن رباح. كما شهدت الخليل اندلاع مواجهات عند مدخل مخيم العروب شماليّ المدينة، أصيب خلالها العشرات بالاختناق من جرّاء استنشاقهم الغاز، فيما أغلق العدو مدخل المخيم بأسلاك شائكة، تحسّباً لاندلاع مواجهات تزامناً مع «مسيرة الأعلام»، بينما تعمّد جنوده إطلاق قنابل الغاز والصوت صوب نوافذ المنازل وباحاتها. وكانت الفصائل الفلسطينية، على اختلاف توجّهاتها، دعت الفلسطينيين في الداخل والقدس إلى النفير العام والاحتشاد في ساحات المسجد الأقصى والبلدة القديمة، للردّ على مسيرة المستوطنين التي تحميها شرطة الاحتلال.