الحدث
قيادة القوات المسلحة الأمريكية تجتمع وتتناقش خفية عن ترامب.. ماذا لو أعلن الطواريء والأحكام العرفية قبل تنصيب بايدن؟؟
ثلاثة أسابيع تقريبا، وتنتهي فترة رئاسة دونالد ترامب، الرئيس الجمهوري الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويبدو أن كل محاولاته لإلغاء فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن، قد باءت بالفشل قضائيا، والمجمع الانتخابي قضى رسميا بفوز بايدن بعدد الأصوات المؤهلة رسميا لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
آخر تغريدات ترامب عبر “تويتر”، لم تعترف بفوز بايدن، وأكد بأن خسارته ناتجة عن أكبر عملية تزوير في التاريخ، هذا التزوير لم يفلح الرئيس الجمهوري الخاسر إثباته فعليا، فالقضاء الأمريكي رفض جميع طعونه، ولم يجد دليلا واحدا على التزوير المزعوم في أي ولاية.
هذا الإنكار المستمر للخسارة، لا يزال يطرح مخاوف، حول نوايا الرجل الأخيرة قبل مغادرته البيت الأبيض، سواء مغامرة خارجية في ضرب إيران، أو داخلية في خلط الأوراق، واللجوء إلى فرض القوانين العرفية في البلاد لتغيير نتائج الانتخابات.
ترامب المعروف بكذبه المتتالي خلال أيام حكمه، ووفقا لرصد إعلام أمريكي لعدد كذباته، نفى مغردا نيته استخدام القانون العرفي، وقال إن تلك أخبار مضللة، تغطية إعلامية سيئة، لكن لا أحد يستطيع أن يجزم بتصرف الرئيس الأخير، قبل مغادرته البيت الأبيض، بعض التقارير أساسا تحدثت عن رفضه مغادرة البيت الأبيض أيضا.
النفي الترامبي، لاستخدامه القانون العرفي، لم يبدد مخاوف حقيقية في المؤسسات الأمنية الأمريكية، والحديث جدي، وهنالك استعدادات، وسيناريوهات، في حال إقدام ترامب على إعلان ذلك القانون.
وسائل إعلام أمريكية، تحدثت بالفعل عن اجتماع أجراه الرئيس ترامب مع معاونيه، لمناقشة فرض أحكام عرفية، ونشر الجيش لإعادة الانتخابات، المستشار الأسبق للأمن القومي الجنرال مايكل فلين، صاحب فكرة فرض القانون العرفي كان حاضرا في ذلك الاجتماع، ويبدو أن فلين، يقوم بتزيين الفكرة لترامب، وحثه على تطبيقها، فالأخير كان قد انفعل على مساعدي ترامب في البيت الأبيض، وعلى رأسهم مارك ميدوز، واتهمهم بعدم فعل ما يلزم للدفاع عن ترامب.
ما يلزم، وفق الدستور الأمريكي، ليس تفكير ترامب في فرض الأحكام العرفية، بل المساهمة في تسهيل نقل السلطة السلمي إلى الإدارة الديمقراطية الفائزة، وتسليمها يوم التنصيب ظهر 20 يناير، في مشهد سلمي، اعتاد الجميع على فعله ممن حكموا الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا لا يحدث، فلا تعاون يذكر بين إدارة ترامب، وبايدن، في الفترة الانتقالية.
الرئيس ترامب، يؤمن بوجود نظرية التآمر على شخصه، ووجود دولة عميقة قامت بالإطاحة به، ووفقا لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، فإن نظرية المؤامرة تجعل من ترامب بطل قصة لا تصدق، ويقف وراء هذه النظرية جهة غامضة تدعى “كيو أنون”.
ونظرية “كيو أنون” التي يؤمن بها ترامب وفق الصحيفة، وعدد كبير من الجمهوريين، ومناصريه، تقوم على التعامل مع ترامب على أساس أنه زعيم وبطل لمجموعة من الوطنيين، والذين يقاتلون ضد مؤامرة دبرت داخل الدولة الأمريكية.
ترامب ذاته، كان قد علق على وجود هذه الحركة “كيو أنون”، وقال بأنه يعرف بأنه يحبونه، ولا يحبون رؤية ما يحدث في بلده، وكل هذا يصب بطبيعة الحال، في مصلحة النظرية التي تقوم على الإطاحة بترامب، من قبل الدولة العميقة التي زورت الانتخابات كما يزعم، وكما يؤمن ترامب، ويسعى لتحريض أنصاره على تبني هذه النظرية، التي قد تأخذ البلاد إلى الفوضى، والصدام في حال تبنيها، مع فرض قانون الأحكام العرفية، وتصادم الموالون والأنصار لترامب، مع رافضيه، من الجيش والشعب الأمريكي.
افتراض لجوء ترامب إلى القانون العرفي، ليس حديثا أكاديميا، وافتراضات تحليلية يجري تقديمها في الإعلام فحسب، بل إن “البنتاغون” ناقش بالفعل الإجراءات التي يمكن اتخاذها في حال فرض ترامب الأحكام العرفية، وقبل تنصيب بايدن.
وبحسب صحيفة “نيوزويك” الأمريكية، فقد ناقشت قيادة القوات المسلحة الأمريكية، والقوات المتمركزة بالقرب من واشنطن، سيناريو ما ستقوم به، في حال قرر ترامب فرض القانون العرفي، قبل تنصيب بايدن، واللافت، بأن ذلك السيناريو جرى مناقشته بخفية عن الرئيس الخاسر، وهو ما يشي بوجود مخاوف حقيقية من ردة فعله، وإفشاله لهذا المخطط، في حال معرفة أنصاره في الجيش بهذا السيناريو.
البنتاغون لا يستبعد أن يحشد الرئيس الحالي الكثير من مؤيديه لإعاقة انتقال السلطة، فهو أساسا رفض التواجد وحضور حفل تنصيب بايدن، وأعرب الأخير عن عدم اكتراثه بمجيء ترامب من عدمه.
ومما يسمح لترامب، بإعلان القانون العرفي، بأن البلاد في حالة استثنائية من جائحة كورونا، والرئيس في هذه الحالة يتمتع بصلاحيات إعلان الطوارئ، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة في البلاد، وهو ما يطرح تساؤلات عن مدى استجابة العسكريين لمثل تلك الأوامر، ومدى تأثير المناصرين لترامب داخل الجيش للتحرك، الذي قد يحدث انشقاقا.
الجيش الأمريكي غير السياسي، هذه تصريحات سابقة للجنرال مارك ميلي، قائد الأركان المشتركة، عبر فيها عن إيمانه، بأن جيش بلاده لن يتدخل في أي نزاع قد يحصل حول الانتخابات، ووسط المخاوف من عدم إخلاء ترامب للبيت الأبيض، طالب جنرالات متقاعدون قيادة الجيش، بالتدخل، وطرد ترامب.
بكل الأحوال، ستبقى أعين العالم مسلطة على الأيام الأخيرة من حكم ترامب، لمعرفة المشهد الأخير الذي سيكتبه الرجل لنهاية حكمه للولايات المتحدة، وتسليمه بالخسارة وسط كل هذه المخاوف، لا يزال غير مستبعدا، فالرجل ليس قائدا ثوريا أو مناضلا، وعبر عن خشيته من الموت بالفعل حين إصابته بكورونا، فهل سيحارب للبقاء في البيت الأبيض، مواجها جيش بلاده؟، أيام قليلة تفصلنا عن الإجابة.
المصدر: نيوزويك