استراتيجية أمريكية جديدة: عينٌ على حزب الله خدمةً لـ “اسرائيل”
المصدر: مركز دراسات غرب آسيا
تصدر عن وزارة الخارجية الأمريكية كل أربع سنوات، الاستراتيجية المدمجة لكافة بلدان العالم. في العام 2021 وبعد وصول الرئيس “جو بايدن” إلى سدة الرئاسة أصدرت الوزارة استراتيجيتها المدمجة الجديدة المتعلقة بلبنان والتي أضيف إليها بعض التعديلات زيادةً عن سابقتها التي صدرت سنة 2018. وفيما يلي الإختلافات بين الاستراتيجييتين المدمجتين لعامي 2018 و2021 للإضاءة على المتغيرات التي أضيفت أو عدلت عليها بناءً على المستجدات التي حصلت على الساحة اللبنانية.
أولويات البعثة الرئيسية:
يختلف نص أولويات البعثة الرئيسية بشكل كبير وواضح بين التوجيهين، إذ إن نص عام 2018 اقتصر على:
– أهمية موقع لبنان الاستراتيجي نتيجة قربه من الكيان الإسرائيلي.
– توجه المجتمع اللبناني إلى الغرب بسبب الروابط المشتركة معه، والشتات اللبناني في الدول الغربية.
– لبنان طليعة الجهود الأمريكية في مواجهة داعش ومواجهة نفوذ إيران.
– الإقتصاد اللبناني مستقر لكنه راكد بسبب نقاط الضعف في الهيكلية الإقتصادية للنظام اللبناني.
– المشاكل التي يعاني منها لبنان جراء تدفق اللاجئين السوريين إليه ما يشكل عبئاً مضافاً عليه.
– الالتزام بأمن لبنان، وأولوية قصوى بضمان أمن السفارة الأمريكية وموظفيها.
– بناء قدرات مؤسسات الدولة اللبنانية الضعيفة تاريخياً.
– تقويض الدعم لحزب الله.
يختلف نص 2021 عن نص عام 2018 اختلافاً كبيراً، إذ تحت عنوان أولويات البعثة الرئيسية حافظت الوزارة على الأساسيات المذكورة في نص عام 2018 لكن مع توسع أكبر في كل نقطة، إضافةً إلى عبارات جديدة غير مسبوقة:
– حماية المصالح الإسرائيلية التي يشكل لها حزب الله تهديداً خطراً.
– لا يزال تأثير حزب الله، وهو منظمة إرهابية أجنبية مصنفة من قبل الولايات المتحدة، “خبيثًا”.
– وصف مساعدة إيران لحزب الله بالـ”خبيث”.
– إقامة ما يقارب ال 165000 أمريكي على الأراضي اللبنانية، بحاجة لأمن وحماية وهو ما أثبتته الإدارة بعد إجلاء 15000 مواطن أثناء حرب تموز 2006.
– تقاعس وفشل القادة اللبنانيين في تأمين حياة كريمة للشعب اللبناني.
– سوء الإدارة الذي أدى إلى انهيار النموذج الإقتصادي الذي يعتمد فيه لبنان على القطاعين المصرفي والمالي.
– يتعين على لبنان الدخول في مفاوضات رسمية مع صندوق النقد الدولي أو إجراء إصلاحات اقتصادية أو هيكلية ذات مغزى يمكن أن تساعد في إخراج البلاد من أزماتها الحالية.
– نسعى إلى تحسين أداء الدولة في توفير الاستقرار والأمن في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك من خلال تحسين قدرات قوات الأمن اللبنانية وتمكين الحكومة اللبنانية من أن تكون مستقلة عن التدخل الأجنبي الخبيث.
– نهدف إلى تقوية الدولة اللبنانية من خلال تعزيز التنفيذ الفعال للحكومة للإصلاحات الاقتصادية والسياسية، بدعم من وسائل الإعلام المستقلة، وتمكين المجتمع المدني الذي يحاسب القادة ويعطي صوتًا لاحتياجات الناس وهمومهم.
– نسعى إلى الاستفادة من مجموعة أدوات سياساتنا التنموية والإنسانية والاقتصادية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي؛ خدمات حكومية شفافة وفعالة؛ وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك للاجئين.
– نطمح إلى تعزيز التوجه الغربي للبنان- سواء من خلال التواصل أو السفر أو التبادل- وترسيخ الولايات المتحدة كشريك مفضل للبنان بين المنافسين الإقليميين والقوى العظمى.
– نلتزم بتعزيز الأمن والإنتاجية والمرونة لموظفينا مع تعظيم الخدمة والعمل كمشرفين جيدين على الموارد الموكلة إلينا.
في الإطار الاستراتيجي للبعثة:
القواسم المشتركة بين السياسات العامة الموضوعة لعامي 2018 و2021 هي:
– تقوية مؤسسات الدولة لممارسة السلطة السيادية وتعزيز الأمن.
– تعزيز الاستقرار عن طريق تثبيط التدخل الخارجي، وتقوية المؤسسات والعمليات الحكومية، ودعم مجتمع مدني ملتزم.
– زيادة النمو الاقتصادي الشامل، والتجارة الثنائية، وخدمات الجودة الشفافة، وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية.
يكمن الإختلاف بين الاستراتيجييتن في إضافة بند واحد على الهدف الثاني، المتعلق بـ”تقوية الدولة اللبنانية من خلال تعزيز التنفيذ الفعال للحكومة للإصلاحات الاقتصادية والسياسية، بدعم من مجتمع مدني متمكن يعبر بشكل كامل عن احتياجات الناس واهتماماتهم”. البند المضاف هو: بالتعاون مع شركاء دوليين ولبنانيين متشابهين في التفكير، الضغط على القادة اللبنانيين لتنفيذ إصلاحات سياسية وإقتصادية هادفة تستجيب للتطلعات والاحتياجات المشروعة للشعب اللبناني.
الإختلاف الأبرز في هذا الإطار هو إضافة هدف جديد وهو “تعزيز التوجه الغربي للبنان وترسيخ الولايات المتحدة كشريك مفضل بين المنافسين الإقليميين والقوى العظمى”. والهدف منه بحسب النصّ:
– إيصال الدور الإيجابي الذي لا مثيل له للولايات المتحدة في لبنان إلى مختلف الجماهير اللبنانية.
– تعزيز السفر المشروع إلى الولايات المتحدة من خلال خدمات التأشيرات الفعالة والتواصل الإيجابي حول الولايات المتحدة وسياساتها وقيمها.
في أهداف وغايات البعثة:
إضافة هدف رابع على الإطار الاستراتيجي للبعثة هو الذي شكّل فارقاً في أهداف وغايات البعثة، إذ إن تحت هذا العنوان تحدد الوزارة أهداف ما تسعى تحقيقه ضمن الإطار الاستراتيجي للبعثة، لذا فإن الأهداف المشتركة ظلت على حالها، لكن ما يجب ذكره هو أهداف الإطار الرابع والذي لكل هدف فيه مبرر له، وهي على الشكل التالي:
– إيصال الدور الإيجابي الذي لا مثيل له للولايات المتحدة في لبنان إلى مختلف الجماهير اللبنانية.
المبرر:
يجب إيصال النطاق المتنوع من مساعدات الولايات المتحدة إلى لبنان من خلال الشركاء المشتركين بين الوكالات وتضخيمه إلى عامة الناس من أجل نقل رسالتنا عن أمريكا كقوة للخير بشكل فعال. ستؤدي هذه الجهود إلى تضخيم نفوذ الولايات المتحدة من خلال ضمان أن يكون دعم حكومة الولايات المتحدة معروفًا على نطاق واسع ومعالجة حملات التضليل والمعلومات المضللة التي يشنها منافسونا.
– تعزيز السفر المشروع إلى الولايات المتحدة من خلال خدمات التأشيرات الفعالة والتواصل الإيجابي حول الولايات المتحدة وسياساتها وقيمها.
المبرر:
تمكين سفر المواطنين اللبنانيين إلى الولايات المتحدة يحافظ وينمو الروابط الاجتماعية والعائلية والاقتصادية الهامة بين بلدينا والتي تعزز توافق لبنان مع المصالح الأمريكية. من خلال إجراءات تدقيق مستدامة ومنصفة متوازنة مع معايير خدمة العملاء العالية، سنوفر عملية شفافة وعادلة للمسافرين الشرعيين للسياحة والأعمال والدراسة في الولايات المتحدة من خلال تثقيف المتقدمين حول الإجراءات والسياسات، سوف نعزز فهمنا بشكل أفضل نظام قائم على القواعد وردع التطبيقات الاحتيالية.
– توسيع العلاقات بين الأفراد التي تعزز التوافق اللبناني مع سياسات الولايات المتحدة وقيمها.
المبرر:
إن المشاركات المباشرة بين الناس هي أساس الاتصالات الناجحة والدائمة والقوية بين لبنان والولايات المتحدة. برامج التبادل وأنشطة المنح تنقل قيم الولايات المتحدة ومُثُلها وتكشف للجمهور عن شعوب الولايات المتحدة وأنظمتها وعملياتها. يُظهر المشاركون والمستفيدون في هذه البرامج روابط عميقة مع الولايات المتحدة ويصبحون رُسُلًا وأنصار سياسات ومبادئ الولايات المتحدة.
في أهداف الإدارة:
تتعلق أهداف الإدارة بالأمور التي يجب تطويرها وتنفيذها والعمل على تحسينها داخل السفارة الأمريكية، أي الأمور الإدارية، المتعلقة بشؤون الموظفين والهيكل الإداري ونفس مبنى السفارة والأمور المتعلقة به.
المتغير بين النصين هو ما أتت الوزارة على ذكره في استراتيجية عام 2021 والذي ذكرت فيه العمل على بناء “مجمع سفارة” جديد ذو مساحة وتكلفة محددتين، تحت عنوان جديد وهو “الوصف والروابط” وجاء النص على الشكل التالي:
السفارة في بيروت هي مركز شديد الخطورة حيث يتعين على الموظفين وأفراد الأسرة البالغين المؤهلين الإقامة في المجمع. يمثل المركب المتهالك الذي تبلغ مساحته 18 فدانًا تحديات نباتية فيزيائية غير متوقعة يوميًا. يجري العمل على بناء مجمع السفارة الجديد في بيروت بتكلفة 1.2 مليار دولار، مع تاريخ الانتهاء المتوقع في عام 2025. في حين أن هناك حاجة إلى موارد إضافية من الموظفين لتحقيق الأهداف الرئيسية للبعثة والاستجابة للأزمات الإقليمية، فإن المساكن والمكاتب التابعة لسفارة بيروت هي بكامل طاقتها مع 120 موظفًا من وزارة الصحة الأمريكية والعديد من موظفيTDY . يتم النظر بعناية في جميع طلبات NSDD-38 لضمان دعم الزيادة على الصعيدين التشغيلي والإداري، بما في ذلك تقسيم الوحدات السكنية وإعادة تخصيص المساحات المكتبية لتلبية متطلبات التوظيف المتزايدة. نقص المساحة في المجمع يعني أن الموظفين غالبًا ما يتشاركون في السكن مع موظفي TDY المعينين في مكاتبهم، ويتم تحويل العديد من المكاتب إلى خزائن أو حاويات شحن. تركز إدارة الوظائف على مبادرات التنوع والشمول وكذلك ابتكار تكنولوجيا المعلومات لتعزيز الإنتاجية والمرونة وضمان الاستخدام الفعال لجميع الموظفين.
من خلال ممارسة الإدارة النشطة والموجهة نحو الحلول والإشراف على العمليات، تعمل إدارة بيروت على دفع تنفيذ المجموعة الكاملة للإدارة من الأنظمة التي تعتمد على البيانات وتحسين البنية التحتية الحالية للبعثة. لتحسين الكفاءة وضمان الإشراف المناسب ضد الاحتيال والهدر وسوء الإدارة، تعمل إدارة البريد على تحسين وتعزيز الضوابط الإدارية.