لم يكن يوماً ولا حتى لتاريخ كتابة هذه الاسطر سلاح الحزب هو المشكلة ( بالمعنى المجرد للسلاح ) كماً وربما حتى نوعاً!
وليس من يطرح هذا الامر اشكالية يركن الى اسباب تتعلق بأمنه ومسميات اخرى كالسيادة والشرعية وكل ما يتفرع منها من مسميات ..
فأكثر من يطرح قضية سلاح الحزب اشكالية وقضية له ، ويضع سلم من المخاطر على لبنان وامنه وسلم الاهلي هم من كانوا يمتلكون السلاح ايام الحرب الاهلية وفي ايام السلم ! وهم نفسهم من يطالبون فقط بسلاح الجيش على كامل الاراضي اللبنانية ؟
يريدون جيش بسلاح محدد ! ويرفضون بشكل قاطع عقيدة الجيش لانها تتطلب امتلاكه سلاحاً يردع اسرائيل لا يمكن ان تقبل امريكا اكبر ” داعمي الجيش ” بأن يمتلكه والدليل على ذلك عبارات بيانات الخارجية الامريكية بعد تسليم الجيش بعض السلاح الخردة بأن الولايات المتحدة مستمرة بدعم الجيش اللبناني لتمكينه من الحفاظ على سيادة لبنان بوجه ” الارهاب “! وليس لتحرير ارضه وردع اسرائيل عن خرقها اليومي لسيادة لبنان !
فسلاح الحزب لم يصبح قضية خلافية من منطلق سيادي او مطلب داخلي صرف ! الا عندما طلبت امريكا ان يكون كذلك تحقيقاً لرغبة اسرائيل عبر وضعه بنداً اساسيا بالقرار ١٥٥٩ ؟
ولم يكن حينها السلاح يتخطى حدود مزارع شبعا بعمليات تذكيرية ، وبعد هذا القرار ادخله بعض الداخل من منطقة عمليات لا تتخطى ٢ كلم مع العدو على الحدود ؟ الى داخل العمق اللبناني عبر حصاره والتأمر عليه بدأً بنكث الاتفاق الرباعي عام ٢٠٠٥ بقيادة وليد جنبلاط مرورا بقرارات ٥ ايار التي انتجت ٧ ايار ..
وعندما عاد السلاح الى مربع المواجهة مع العدو عاد الاستهداف له من خلال المحكمة الدولية ، وعندما استطاع الحزب احتواء هذا الاستهداف ؟ اخرجوا الهجوم عليه من الداخل الى خارج الحدود،، عبر دعم ما سمي بالثورة السورية التي اعلنت من الايام الاولى لانطلاقها ان اولويتها ليس فقط اسقاط النظام بل ايضاً انهاء الحزب وحماس وكل ما له علاقة بالمق ا ومة ..
من هنا خرج السلاح بشكل بديهي وطبيعي الى حيث يجب ان يكون في حروب استباقية ودفاعية ووقائية لوجوده وبقائه وامداده ، واضحى وجوده في سوريا والعراق وحتى اليمن مسار طبيعي لحماية سلاحه وقضيته التي هي اساس اي اشكالية وليس السلاح نفسه ؟!
فالمشكلة في لبنان لدى معارضي وجود سلاح الحزب ! هي قضية هذا السلاح ووظيفته لا كميته ونوعيته ! المشكلة لدى هؤلاء هي في تعريف العدو ! فمنهم من يعتبر ان اسرائيل لم تعد عدو ومنهم من لم يعترفوا يوماً انها عدو ..
قضية سلاح الحزب في الداخل تتماهى مع الخارج اي المجتمع الدولي المختصر بامريكا ومع الاجماع العربي المختصر بالسعودية والخليج والدولة العربية المطبعة مع اسرائيل !
وعندما يقول البعض ان سلاح الحزب تسبب بعزلة عربية ودولية للبنان ومنع عنه المساعدات المالية ! هو محق لان هذه العزلة لديها اجندة ومشروع واضح كان اسمه التطبيع وامن اسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية واليوم اختصر بصفقة القرن التي تقوم على بند وحيد وهو انهاء قضية المقاومة بتحرير لبنان والجولان وحتى اقامة دولة فلسطينية وفق حدود ١٩٦٧ …
لا اشكالية لكل هؤلاء مع اي جماعة تملك سلاح ولا مع اي طائفة او قومية ! الاشكالية الوحيدة هي بسلاح قضيته بفلسطين و ازالة اسرائيل من الوجود ، واذا ما انتفت القضية فلا ضير من بقاء السلاح مهما كان حجمه !
ومثال على ذلك بشكل مبسط هو بالعودة الى تاريخ الحرب الاهلية عندما كان اليمين المسيحي يعتبر منظمة التحرير منظمة ارهابية ويرفض هوية لبنان العربية ! هو نفسه اليوم اصبح يعتبر رئيس هذه المنطمة رجل سلام ومناضل ..
وهو نفسه ينادي بالعروبة وعمق لبنان العربي عندما اصبح هذا العمق قضيته الاولى التطبيع مع اسرائيل وازالة وسحق وحصار كل من يشكل خطراً عليها ليس فقط بالسلاح بل حتى بالكلمة والموقف والتغريد الافتراضي ..
عباس المعلم / كاتب سياسي