تحقيقات - ملفات

ادلب .. هل تكون هدية الاسد لأهل ادلب؟؟ الجولاني الدبور التركي

بقلم: نارام سرجون

من كثرة الاعداء فأنّى رمينا فاننا سنصيب منهم مقتلا .. اعداؤنا في الشرق السوري .. وفي التنف .. وفي ادلب وغرب حلب .. في الجنوب والبادية .. وفي اي اتجاه تذهب قذائفنا فلا بد انها ستصيب عدوا .. ولكن من هو العدو الاقرب الى بنادقنا والذي تسبقنا اليه البنادق ولانقدر على ايقاف هرولتها اليه .. ونكاد لانقدر على ان نلجم الدبابات وهي تتحرك كالخيول الغاضبة .. بل تعض اللجام بجنازيرها وهي تجرنا نحو العدو .. فهل نتحرك في رقعة الشطرنج نحو الشرق ام نحو الشمال او نبقى في مواقعنا ننتظر حركة العدو ؟؟

من يراقب الاحداث يستنتج ان “قسد” شديدة الهشاشة وان العشائر العربية اذا ماتحركت بقوة فانها ستقتلعها في أيام قليلة .. وسيكون الانفصاليون الاكراد يهربون في ثياب النساء عبر الحقول وفي المراكب النهرية.. ولكن العدو قام بحركة في ادلب جعلت من الضروري ان نسعى أولاً كي نُسقط قلعة ادلب الارهابية ..

يقال بأن الامريكان والاتراك كانوا يسيرون في خطة طويلة الأمد لاخراج الجولاني بهدوء من ثياب الإرهابي وحشره في ثياب الديبلوماسي .. وكان الرهان على ان يبقى الوضع على ماهو عليه في سورية .. ولكن الاقمار الصناعية الامريكية رأت مالا يستوجب تأجيل الحركة.. فالدبابات السورية تحتشد شمالا .. والقوات الخاصة تتدرب على معارك الجبال والغابات .. والطيران السوري والروسي قاما بتطريز سماء ادلب كثيرا بالطلعات الاستطلاعية التي رسمت خارطة متكاملة مفصلة عن كل خطوط الدفاع التركية والارهابية في ادلب .. فما كان من الأمريكان والبريطانيين والفرنسيين مع الاتراك الا ان يدفعوا بتعجيل خطوات اطلاق الجولاني.. الدبور التركي.. للايحاء انه صار رجلهم وانهم جميعا سيدعمونه علنا في اي تحرك نحو ادلب ..

هذه الحركة الأمريكية تجب اضافتها الى سلسلة الحركات الغبية في لعبة الشطرنج في السياسة في الشرق الاوسط مع سورية وحلفائها .. فالخطوة الامريكية ترافقت مع استعجال تركيا لاقناع الناس بانها باقية برشوتهم بالهوية التركية والتصرف وكأنها المسؤولة عن اعادة بناء ادلب وريفها وانها باقية الى الابد ..

كان من الافضل للامريكيين وللأتراك انهم لم يقعوا في ذلك الخطأ القاتل .. وهو اخراج الدبور التركي ابو محمد الجولاني واظهاره على انه الرهان القادم للغرب ولتركيا في معركة سورية المقبلة .. ظهر الدبور التركي وهو يعلن تحالفه مع الأمريكيين والبريطانيين والاتراك وكل الغرب .. ورغم انه تحالف ثابت راسخ منذ ان ظهرت قصة اظافر اطفال درعا وتحول الاسلاميون الى سلاح امريكي فتاك فان الانقلاب الديبلوماسي للقاعدة كان رسالة لم ينظر اليها الجيش السوري بعين الاهمال .. بل كان هذا الانقلاب من العمامة الى البدلة الغربية سببا في ان يذخر الجيش السوري دباباته ومدرعاته وان يذخر الطائرات وبطاريات المدفعية ..

الوفد التركي الذي طار الى موسكو يحاول كسب الوقت .. فالاتراك يريدون المماطلة ريثما يستكمل اعداد الخطة “ب” لمنع عودة ادلب أو جزء منها .. لأن عودة ادلب ستعني ان تركيا طرف لايمكن الوثوق به من قبل المعارضين السوريين الا اذا دخلت الحرب .. كما ان ادلب هي أخر مدخرات اردوغان في سورية .. وتركيا رغم كل ذلك هي أحوج ماتكون اليوم الى استبعاد خيار الحرب ..

ولايستبعد الكثيرون ان يكون اردوغان ونتنياهو يريان ان تعاونهما هو السبيل الوحيد لخلاصهما من ورطة قادمة .. فنتنياهو صار يدرك ان الحرب هي امله الوحيد للبقاء في السلطة ولمساومة خصومه وابتزاز الامريكيين .. اما أردوغان فانه يذهب الى الصلاة في اياصوفيا كل يوم ويدعو الله ان يساعد نتنياهو على الاسد .. ويبتهل الى الله أن يسخر نتنياهو ليشن حربا نيابة عن تركيا كي تنشغل سورية وحلفاؤها عن موضوع ادلب الذي صار ملحّا .. والضربات المتعددة الاسرائيلية هي تنسيق عالي المستوى بين تركيا واسرائيل .. فرغم ان اسرائيل ضربت بعد خطاب السيد حسن نصرالله في ايحاء انها رسالة ضد خطابه لتتحداه .. الا ان توقيت الاستفزاز الاسرائيلي متعلق بورطة نتنياهو .. وبورطة تركيا .. نتنياهو يريد حربا كي لايموت سياسيا .. واردوغان يريد حربا لايكون طرفا فيها .. كي يعيش ..

التسريبات تقول ان الاتراك يحملون الى موسكو مغريات وعروضا سياسية يسيل لها اللعاب .. وبعض التنازلات لسورية .. ولكن لاأستطيع ان أضمن ان الدبابات التي تحمحم على اطراف ادلب سترضى بأن تعود قبل ان تمضغ لحم الجولاني بسلاسلها .. كي يعرف الامريكيون والاتراك ان الجيش السوري لايخاف هذه الدبابير .. وسيدوسها .. ويدوس اليد التي تطلقها في ادلب ..

أنا وبعد انتخابات الرئاسة السورية استمتعت الى كثيرين جدا يعبرون عن تصوراتهم للمرحلة القادمة .. ولكن كلاما قاله لي شيخ ادلبي تركني عاجزا عن الكلام لأنني لمست مقدار صدقه واخلاصه .. قال والغصة في صوته والدمعة في عينيه: لاأريد من الأسد الا أن يعيد ادلب لأهلها في اول مهمة له .. وليكن تحرير ادلب ياسيادة الرئيس هديتكم من الفوز بالرئاسة لأهل ادلب وأهل سورية .. ادلب تحبك ياسيادة الرئيس .. تحبك جدا .. ألم يحن الوقت كي تحبها كما أحببت حلب .. وحمص .. وتدمر ودير الزور .. ودوما؟ اذا كنت تحب ادلب كما تحبك فلاتتأخر ارجوك .. ادلب تختنق ياسيادة الرئيس .. وكل دبابة تصل اليها ستكون مثل الاوكسجين .. وكل بوط عسكري سوري يطأ ادلب يعني لنا عودة الحياة ..

فهل سمع الدبور الجولاني ومعلموه مثل هذه الصرخة التي تكاد تكون مثل صرخة .. وامعتصماه..

يبدو ان لامناص من ان تسحق الدبابير بالأحذية العسكرية .. لااستانة .. ولاجنيف ..

أقلام حرة

المصدر: نارام سرجون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى