كلام وزير الخارجية أوصد أمام عون كل الأبواب ومخاوف من تصعيد سعودي غير مسبوق
هتاف دهام – لبنان24
عن قصد او غير قصد، زلة لسان او لحظة تخلي، ام فورة غضب، المهم ان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة اساء الى المملكة العربية السعودية، في وقت سعى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال الشهرين الماضيين إلى فتح صفحة جديدة مع الرياض، بدأت بإيفاد الرئيس عون مستشاره الوزير السابق سليم جريصاتي الى السفير السعودي وليد بخاري الذي لبى دعوة بعبدا وزار القصر الجمهوري بعد أيام من زيارة جريصاتي له، وخلال اللقاء أكد الرئيس عون اهمية العلاقات اللبنانية- السعودية وتمسكه باتفاق الطائف، ليشدد في الأيام الماضية بعد ضبط السلطات السعودية شحنة الرمان الملغومة بحبوب الكبتاغون، أنه لن يقبل أن يكون لبنان معبرا لما يمكن أن يسيء للدول العربية الشقيقة عموما، والسعودية ودول الخليج خصوصا.
فما الذي جرى ويجري ليشعل وهبة المحسوب على التيار الوطني الحر النار على المملكة السعودية ويفتح ملف دعم وتمويل الإرهاب، في وقت شرعت سوريا نفسها التي تعرضت لحرب طويلة، الأبواب أمام المفاوضات مع السعودية بعدما أعادت الإمارات العربية المتحدة فتح سفارتها في دمشق مؤكدة أن هذه الخطوة تعبر عن حرص الحكومة على إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي بما يعزز ويفعل الدور العربي في دعم استقلال وسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية ودرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن العربي السوري.
في المبدأ ووفق الدستور تعتبر وزارة الخارجية الوزارة المعنية بعلاقات لبنان الخارجية وتعبر عن سياسته الخارجية ومهمتها حماية مصالح الدولة ومصالح المواطنين بالخارج، فضلاً عن تمثيل لبنان في المنظمات الدولية. لكن الواقع الراهن يعكس النقيض، فسياسة المحاور تهيمن على كل الوزارات السيادية منها أو الخدماتية، وبالتالي فإن الانقسام السياسي، يطغى بشكل نافر على عمل الوزراء بمعظمهم وهذا ليس بجديد. فالأمور على هذه الحال منذ العام 2005 حتى أصبح تمسك فريق معين على سبيل المثال لا الحصر بحقيبة الخارجية مرده اعتبارات تتصل بقضايا سياسية واستراتيجية.
قد تكون الاعتبارات السيادية والاستراتجية في مكانها بيد أن المستهجن أن تتحول هذه الوزارة تارة إلى تصفية حسابات مع سفراء في الخارج وتارة أخرى لكيل الاتهامات ضد دول ليس من مصلحة لبنان افتعال المشاكل معها في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها.
وفق مصادر بعبدا لـ”لبنان 24″ لم يحصل حتى مساء أمس أي تواصل بين رئاسة الجمهورية والطرف السعودي ، ولو حصل لكانت دوائر القصر أعلنت عنه، وهذا يعني أن الترقب سيكون اليوم وفي الايام المقبلة سيد الموقف حيال كيفية التعاطي الرسمي مع كلام الوزير وهبة، خاصة أن العلاقات اللبنانية- السعودية على المستوى الرسمي تنذر بالأسوأ، وفق تقول مصادر مطلعة على الاجواء الدبلوماسية ل “لبنان 24” . ففي السابق كانت الخلافات سياسية ناجمة عن تعرض مكون سياسي للسعودية باتهامات وانتقادات عند كل محطة في المنطقة، بيد أن الأمور اليوم تختلف جذريا وهي الأخطر، فالذي تعرض للمملكة هو وزير خارجية لبنان ويمثل السلطة الرسمية، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين إذا لم يسارع رئيس الجمهورية إلى التواصل مع المعنيين في الرياض ، إذ لا يجوز الاكتفاء بالبيان الذي صدر عن قصر بعبدا واعتبر أن ما قاله وهبة هو موقف شخصي، خاصة وأن وزارة الخارجية السعودية استدعت سفير لبنان لديها وسلمته مذكرة احتجاج على كلام وهبة.
وليس بعيدا، ترددت معلومات وفق المصادر نفسها، أن السفير السعودي قد يغادر لبنان، والخوف إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه أن تقفل السفارة السعودية في لبنان أبوابها، وتنتقل معاملات اللبنانيين إلى سفارة الرياض في دمشق في المستقبل، مع إشارة المصادر إلى أن السعودية لم تكف عن دعم الشعب اللبناني، لكن ثمة من يريد من القوى السياسية قطع العلاقات معها، أو يريد أن يرهن حسن العلاقات معها بمصالحه الشخصية، ليبقى الأكيد فوق المصادر نفسها أن وهبة “هو النائب جبران باسيل من دون مكياج”، والأكيد أيضا ان ما يجري ثبت مقولة أن لا حكومة جديدة في عهد الرئيس عون، فأحد من الشخصيات السنية لن يتجرع الكأس المرة، فوهبة أقفل أمام رئيس الجمهورية كل الأبواب، وضرب طموح باسيل الرئاسي عرض الحائط.