طريق القدس يمر عبر الرياض.. موقف ومفاجآت؟!
المحامية ميرفت ملحم -ضيوف لبنان24
لم يكن مفاجئاً موقف المملكة العربية السعودية بالأمس الذي عبر عنه وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان في الإجتماع الافتراضي الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عقد بطلب من السعودية لبحث التصعيد في فلسطين ، حيث دعا إلى وقف فوري للتصعيد الإسرائيلي مشدداً على أن “القدس الشرقية أرض فلسطينية لا يقبل المس بها”، رافضاً رفضاً قاطعا الإنتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، مديناَ “استيلاء إسرائيل على منازل الفلسطينيين في القدس”، داعياً المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته أمام انتهاكات إسرائيل”، معتبراً أن “على المجتمع الدولي التدخل بشكل عاجل لوضع حد للممارسات الإسرائيلية”.
الموقف السعودي هذا ليس الاول من نوعه فالمملكة تعتبر من الداعمين الاوائل للقضية الفلسطينية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ومواقفها واضحة في هذا الصدد ،إن في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي أو القمم العربية التي عقدت وابرزها ” قمة القدس” التي نظمت في مدينة الظهران السعودية أو مجلس الامن الدولي، والتي اكدت فيها جميعها تمسك المملكة بالسلام على أساس حل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية في مساعي مستمرة لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بما فيها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، معتبرة ذلك خياراً استراتيجياً لإيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية وإنهاء النزاع العربي – الإسرائيلي. هذا عدا عن مواقف المملكة الصريحة والواضحة والتي اكدت فيها رفضها التطبيع مع العدو الاسرائيلي الا بعد التوصل الى اتفاقية سلام وذلك تعليقا على “إعلان السلام والتعاون والعلاقات الدبلوماسية والودية البنّاءة” الذي أبرمته كل من مملكة البحرين والعدو الإسرائيلي والذي سمي بـ”الاتفاق الابراهيمي”.
أهمية الموقف السعودي هذا، سيما في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة حالياً، يأتي ليس من كونه واجباً تمليه عليها العقيدة والانتماء للأمة العربية والاسلامية فقط،ولكنه جاء ليؤكد مجدداً على ان القضية الفلسيطينة مازالت قضية محورية بالنسبة للمملكة، والحياد فيها مرفوض، لا بل اكثر حمل موقفها رسالة واضحة مفادها ان الطريق نحو استعادة القدس يمر عبر الرياض ، وان خيوط التضامن الخليجية العربية ستبقى ممسوكة ومتماسكة، قاطعة الطريق على كل المحاولات لاخراجها واسقاط رعايتها للقضية الفلسطينية.
وربما للموقف السعودي حيال التطورات الحاصلة في فلسطين المحتلة قد يكون له تتمات يمكن استشرافها من النفس السعودي الجديد الذي تطل به السعودية مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان والذي قد ينذر بمفاجآت قد تُحدث تطوراً في الملف الفلسطيني.