بلومبيرغ: تعامل بايدن مع الوضع في غزة “متأخر وأعرج”
قال المعلق بوبي غوش بمقال في موقع “بلومبيرغ” إن ردّ الرئيس الأمريكي جو بايدن على الأحداث في فلسطين جاء “متأخرا وأعرجا”، مضيفا أن الولايات المتحدة تلعب دورا مهما في منع حرب شاملة في غزة.
وقال إن زيادة حرارة المواجهة بين إسرائيل وحماس في غزة، دفعت البيت الأبيض إلى ما يشبه العمل، ولكنه كان متأخرا وليس على مستوى الحدث.
وكانت هناك سلسلة من المحادثات الهاتفية، حيث تكلم بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، وتحدث أنتوني بلينكن، وزير الخارجية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فيما اتصل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان مع وزير الخارجية القطري. وقال بلينكن إن أمريكا تعمل مع الجميع وتدفع لخفض التوتر ليس بين الإسرائيليين والفلسطينيين ولكن مع بقية الشركاء الذين يكبرون صوتنا، مما يعني أن اتصالات هاتفية أخرى ستتم في الأيام المقبلة.
وتم اللجوء إلى أنواع أخرى من الاتصالات، منها رسالة يوم الثلاثاء لعباس، ومبعوث بايدن الدبلوماسي وهو نائب وزير الخارجية الأمريكي لكي يقابل القادة الإسرائيليين والفلسطينيين. وفي حديثه مع الصحافيين، عبر الرئيس بايدن عن “توقعاته وآماله بأن هذا سينتهي قريبا وليس آجلاً”.
وقال الكاتب، إن كلام الرئيس الحذر واختياره لكلماته، أفصح عن التردد العميق بعدم التورط في النزاع. فالحديث عن “توقعات وآمال” يساوي “الدعاء والتفكير” وهو الخطاب المفضل للساسة الأمريكيين عندما يواجهون مشكلة مستعصية (مثل عنف السلاح) التي لا يريدون مواجهتها. ويبدو أن خجل الرئيس وحذره نابع من عدم وجود أوراق نفوذ لديه للتأثير على هذا النزاع.
وبعد كل هذا، لا توجد اتصالات مباشرة بين واشنطن وحماس التي صنفتها كمنظمة إرهابية عام 1997. وزاد الرئيس دونالد ترامب الأمر سوءا عندما تجاهل عباس وصادق بشكل متحمس على سياسة نتنياهو ضد الفلسطينيين التي اعتبرتها منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية بأنها سياسة فصل عنصري.
وعلى بايدن ألا يلوم أحداً، بل نفسه؛ لأنه لم يتحرك ويعيد الموقف الأمريكي القائم على دعم حل الدولتين. ولم يسمّ بعد سفيرا إلى إسرائيل ولا قنصلا لدى الفلسطينيين. وهو ما يعد إهمالا فاضحا للدبلوماسية في منطقة من العالم يطلب من أمريكا وبشكل متكرر التدخل فيها. وعندما جاءت المكالمات من الحكومات العربية التي حذرت من الوضع الملتهب في القدس تم تجاهلها. وأعادت الإدارة الأمريكية الدعم لوكالات الأمم المتحدة التي تقدم المساعدة الإنسانية والمعونات للسلطة الفلسطينية، ولكنها مدت اليد الطويلة لعباس. وكانت رسالة بادين له عبارة عن رد متأخر لرسالة التهنئة له بفوزه في الانتخابات الرئاسية قبل أربعة أشهر.
ورغم كل هذا الإهمال، لا يزال لدى أمريكا دور مهم كي تلعبه في خفض التوتر بين إسرائيل وحماس. ورهان بايدن القوي هو وضع ثقله وراء الجهود المصرية، الدولة التي تحتفظ بعلاقات مع حماس وإسرائيل. وهناك إشارات عن محاولات مصرية لوقف إطلاق وبوادر على قبول حماس بها.
وخسرت الحركة عددا من قياداتها العسكرية المهمة في الغارات الإسرائيلية على غزة، وأعلن قادتها النصر ضد إسرائيل مما يعني أنهم حققوا ما يريدون. ومع أن حماس تستمد شرعيتها من الحرب مع إسرائيل، إلا أنها واعية بالمنافع السياسية القليلة التي ستحصل عليها، مما يعطي المصريين شيئا للعمل عليه.
ولكن العبء الأكبر يقع على إدارة بايدن لمنع قتل المزيد من المدنيين، ويحتاج الأمر لأكثر من إرسال مساعد وزير الخارجية لمنع نتنياهو من شن حرب برية على غزة. وهو بحاجة لأن يطلب من بلينكن الاتصال هاتفيا وركوب الطائرة.
وفي الوقت الذي يجب أن تكون الأولوية هي وقف تبادل المقذوفات الصاروخية، يحتاج بايدن للتحضير وإجراء حوار مع نتنياهو أو خليفته حول إحياء الجهود الأمريكية بشأن حل الدولتين. والوضع لم يعد متعلقا بالتوقعات والآمال، بل يجب حله عاجلا أم آجلا.