ما هي العلاجات التي تلقّاها الرئيس الأميركي؟
الأخبار- علي عواد
أغلب العلاجات المذكورة أعلاه باتت معلومة إلى حدٍّ ما، بعدما كثر الحديث عنها في الأشهر القليلة الماضية. غير أن اللافت والجديد في حالة ترامب، هو عقار “REGN-COV2″ من «ريجينيرون»، والذي تُعرّف عنه الشركة المصنِّعة بأنه «مزيج من الأجسام المضادّة». العقار الذي لا يزال في المرحلة التجريبية، موجّه، بشكل أساسي، إلى المرضى الذين لا تُنتج أجسامهم أجساماً مضادّة (Antibodies) لمواجهة الفيروس. على أن التجربة السريرية الوحيدة التي قامت بها الشركة شملت 275 مريضاً فقط، علماً بأن تجربة جديدة ستبدأ على العقار وستشمل ألفي شخص.”REGN-COV2” هو مزيج من الأجسام المضادّة، تلتصق بفيروس “سارس-كوف-2” لمنعه من خرق الخلايا البشرية والدخول إليها. تمّ تطوير المزيج في فئران عُدّلت وراثياً للحصول على استجابة مناعية مماثلة للإنسان، ومن خلال تحديد الأجسام المضادّة لدى الأشخاص الذين تعافوا من “كوفيد-19”. ويَستخدم المزيج اثنين من الأجسام المضادّة التي تلتصق ببروتين تيجان فيروس “كورونا”. وعلى رغم أن الجهاز المناعي يستغرق بعض الوقت لتوليد هذه الأجسام المضادّة بشكل طبيعي، إلا أن تقديم هذا المزيج في وقت مبكر من مسار المرض قد يفيد المرضى. وفي هذا الإطار، يقول الدكتور جورج يانكوبولوس، وهو شريك مؤسّس في «ريجينيرون»، إن «مقاربتهم الحالية لصنع علاج ضدّ كورونا تعتمد على تكنولوجيا خاصة بالشركة تعمل عليها منذ 20 عاماً. وهي تسمح لهم بأخذ الأجسام المضادّة التي عادة ما ينتجها جسم الإنسان خلال دفاعه ضدّ كورونا، ومن ثمّ عزلها ومضاعفتها خارج الجسم في معدّات خاصة، وتحويلها إلى عقار يتمّ إعطاؤه للمرضى ذوي الحالات الحرجة». يطرح الشرح الذي قدّمه يانكوبولوس سؤالاً كبيراً لَم يُجب عنه أيٌّ من أطباء ترامب، حول حقيقة حالة الأخير. تجدر الإشارة الى أن عقار «ريجينيرون» لم يحصل بعد على موافقة “إدارة الغذاء والدواء الأميركية” (FDA)، ولا يمكن تناوله إلّا في إطار التجارب السريرية التي تقوم بها الشركة.
عقار «ديكساميثازون»
هو عقار من عائلة الستيريودات، رخيص ومتوفّر على نطاق واسع، كما أن له نشاطاً مضادّاً للالتهابات. وبحسب تقرير نشرته صحيفة «لوس أنجلس تايمز»، فإن المملكة المتحدة كانت أول مَن كشف أن الـ”ديكساميثازون” يمكن أن يكون مفيداً لمرضى “كوفيد – 19″، بعدما أجرى العلماء في جامعة “أكسفورد” تجارب على ستة آلاف مريض، أظهرت نتائجها، التي نُشرت في مجلة “New England Journal of Medicine”، أن العلاج يمكن أن يحدّ من عدد الوفيات لدى المرضى الذين يستخدمون أجهزة التنفّس بمقدار الثلث، فيما لفتت إلى أنه «لا يوجد دليل على فائدته للمرضى الذين لا يحتاجون إلى أوكسجين».
عقار «رمديسيفير»
هو مضادّ للفيروسات صمّمته شركة «غيلياد» الأميركية بداية ضدّ فيروس “إيبولا” وفشل في مهمته، إلا أنه أخذ حصّة الأسد من الشهرة في الـ29 من نيسان/ أبريل الماضي، بعد جلسة إحاطة في البيت الأبيض، وصف فيها الدكتور أنتوني فاوتشي، وهو مدير “المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة”، العقار بأنه علاج يمكن أن يصبح معياراً للرعاية بعد تحليل نتائج دراسة أجريت عليه. «رمديسيفير» الذي حصل على ترخيص استخدام الطوارئ من “إدارة الغذاء والدواء”، ليس مُصمّماً لتدمير “سارس-كوف-2″، بل هو يعمل على تدمير قطعة معيّنة من آلية التكاثر في الفيروس، تُعرف باسم «بوليميريز RNA»، والتي يستخدمها العديد من الفيروسات للتكاثر. لم يُظهر العلاج فائدة كبيرة في تقليل احتمالات الوفاة بالفيروس، إلا أنه قلّل مدة الإقامة في المستشفى من متوسط 15 يوماً إلى 11 يوماً.
في المحصلة، هذه العلاجات هي ما نقل الإعلام الأميركي أن ترامب خضع لها، وهي لا تعكس بالضرورة سرعة خروج الرئيس الأميركي من المستشفى، علماً بأنه لم يُشفَ كلياً بعد، وقد يكون ناقلاً للعدوى لجميع الموجودين بالقرب منه، بحسب فاوتشي.