يا عميد، كيف تتركنا وحدنا مع علي بابا والأربعين حرامي؟ أقول أنك لن تتركنا وحدنا لأننا بدون ثقافة ونزاهة وجرأة ونظرة ريمون اده، ما كنا لبنانيين، لبنان ما كان عليه، ما كان عليه من عزّ وما آل اليه من هوان بعد رحيلك! تبقى يا عميد في القلوب، في الفكر، في الثقافة، في السياسة، في القانون، في بناء الدولة، تبقى لنا الوحي، تبقى لنا المرجع والوحي، والمرجع والوحي لا يغيبان بل يبقى نورهما امامنا لنعرف الطريق، انت للبنان كما الأهرامات لمصر.
قبل أربعة ايام من وفاتك رفعت كأس فؤاد شهاب وقلت: كأس البطل الوطني باني الدولة! وصرخ جوني عبدو: هل نسيت؟ انت اتهمت فؤاد شهاب بأنه كان خطراً على لبنان، فأجبت: غلطت، وكان هذا خطئي الكبير في حياتي السياسية!
يا عميد لو حكمت لبنان بعد فؤاد شهاب لكان لبنان جنة الدنيا وسويسرا الشرق، ولكنهم جاؤوا باتفاق القاهرة فتصديت له بكل قوتك وقلت انه مشروع حرب اهلية! وحين أصر كمال جنبلاط عليك ان تقبل به لتكون رئيساً للجمهورية، رفضت وقلت هذا اتفاق لحرب اهلية ولرئيس جمهورية في محافظة سورية، وانا لا اريد ان يكون لبنان محافظة عند آل الأسد!
يا عميد انت وضعت قانون السرية المصرفية، فكان باب ازدهار لبنان، ولكن عصابة علي بابا سرقته، وهدرت اموال الدولة، سرقته! وشوهته! 65 مليار دولار للكهرباء هدرته وزارة الطاقة على الكهرباء ولا كهرباء، والباقي الكثير، الكثير، المستقبل سيفتح متحفاً لهذا الجنس البشري الشرس، جنس علي بابا «القوي».
يا عميد ادركت كيف يكون الأمن، وعدلت القوانين لإعدام القاتل وقبضت على «التكميل» وعلقت مشنقته، وبعد ذلك وخلال عشر سنوات لم يُضرَب كفّ، وعمّ السلام في لبنان! هذه المشانق اين هي؟ نريدها اليوم! لنعلق عليها كل الطبقة السياسية، من علي بابا الى الأربعين حرامي! علي بابا «القوي» والصهر البغيض الذي يطالب بحقوق المسيحيين ويضعفهم ويذلهم بتصرفاته!
كنت المشرع الذي وضع قوانين اعادة بناء لبنان وحارساً على التشريع وعلى القضاء.
كان البطريرك الراعي سيكون حليفك وهو الذي أطلق صرخة الحياد، ولكن ماذا جعل البطريرك يدعو باسيل الى العشاء؟ وماذا جعل البطريرك يزور بعبدا؟ لماذا هذا التمايل؟ لم تكن في حياتك السياسية الا على الخط المستقيم! حياتك لم تكن «طالعة لعند ابيها نازلي عند الجيران»، تصدّيت لكل الذين اعتدوا على لبنان وعرّضت حياتك من اجل لبنانك، وكنت موضوع احترام كبير من المجتمع العربي والمجتمع الدولي.
أمضيتُ أنا شخصياً عشرين عاماً في باريس بعد أن حرّرت المنظمات الفلسطينية وعملائها الذين مرّوا من منزلي وقتلوا ابنتي «جمانة»! خلال عشرين عاماً امضيتها في باريس، خلالها انتُخبت اميناً عاماً للهيئة العربية للتحكيم الدولي وفيها كل قضاة واساتذة الجامعات العربية، وكلهم كانوا يطالبونني بلقاء واجتماع مع العميد ريمون اده! وكنت تجتمع مع القضاة وعمداء كليات الحقوق العربية: المصرية، الأردنية، المغربية، الكويتية، السعودية، والإماراتية، والأردنية، و… و… وكانوا يعتبرونكم بطل الحرية في العالم العربي وبطل الطهارة والوطنية! وكنت مفخرة لكل اللبنانيين!
طالما اعتبرْتَ اسرائيل عدواً لنا! لأنها تبحث عن دور بديل لنا! ولكنك لم تحارب اسرائيل بحرب اهلية في لبنان! كنت شهماً، كنت مسلماً ومسيحياً لأنك كنت مؤمناً، وكنت قدوة الإيمان بالمسيحية، مسيحية المحبة والغفران!
أهل الشر فرّقوا بينك وبين فؤاد شهاب!
ولم تكن مقتنعاً بعنف بشير الجميل، ولكن الحرب فيها عنف يا عميد! ولم تغفر لبشير الجميل الذي كان يعتبرك مثاله الأعلى، لم تغفر له حين جاء يشرح لك ويحاورك في باريس، فالعنف ليس فيه غفران، وليتنا استطعنا تقريب بشير الجميل منك!!! كنا بحاجة اليكما! فإذا انتما تتركاننا، انت بالعمر، وهو باغتيال كتائبي سوري اسرائيلي!! لو استطعنا ان نجمعكما لكنّا اخرجنا لبنان من هذا الجحيم الذي سقط فيه من علي بابا «القوي». لو كنت حياً اليوم يا عميد لكان لبنان هو لبنانك، لا لبنان الفلسطينيين والسوريين ولا لبنان الإيرانيين، بل لبنان اللبنانيين! نحن تحت الحكم النازي وليس الألماني، حكم البعث وليس حكم سوريا والنازية، لا نستطيع ان نقاومها الا بالجنرال ديغول، فأين هو ديغولنا؟ نفتقدك، لأن النازية التي تحكمنا حوّلتنا الى محافظة ايرانية وليس حتى محافظة سورية! لِمَ نحن بحاجة اليك في هذه الأيام الصعبة؟
في هذه الساعات نرفع أيدينا الى السماء الى الله بالصلاة عن روحك، والدعوة لأن تبقى روحك في السماء حارسة لرحلة خلاصنا من طبقة علي بابا «القوي» ودعوتنا الى الله ان تبقى روحك حارسة لخروج لبنان من جحيمهم.
يا عميد، هؤلاء الذين انتحلوا اسماء امجادك واسمك وحزبك، هؤلاء الى الجحيم لأنهم ينتحلون صفة عملاق لبنان الكبير، ريمون اده، هؤلاء ليسوا سوى اقزام، امام تراث ريمون اده، بإسم العملاق يطلون فئراناً صغيرة ويقولون كلاماً لا معنى له!
خلال عشرين عاماً كنت ترفض طلبنا وطلب ميشال عون الإجتماع به وكنت تقول انه رجل متقلب، ويل للبنان اذا وصل! وحدك كنت تعرف المستقبل، وتعرفه!
في مصر اهرامات هي مصر والتاريخ والعزة والفخار، انت يا عميد اهراماتنا التي لن تزول.
الوسوم
ريمون اده
01203766656584
124 3 دقائق