مناورات «إسرائيل» تستهدف التقدّم في «فيينا»
هيام عيد-الديار
ترتدي المناورة الإسرائيلية «الأكبر» في تاريخ الجيش الإسرائيلي، والتي تحاكي حرباً شاملة على حدودها من الشمال إلى الجنوب، طابعاً ودلالات بالغة الأهمية، لجهة الرسائل المتعدّدة الإتجاهات، وتحديداً إلى الداخل ال تحاكي حرباً شاملة ، ثم إلى الأطراف الإقليمية، كما عواصم القرار الغربية وفي مقدمها موسكو، كونها تتزامن مع تقدّم على خط المفاوضات حول الملف النووي الإيراني في فيينا أولاً، ومع عملية رسم السياسات والخرائط الجديدة في المنطقة انطلاقاً من الساحة السورية ثانياً. ووفق أوساط نيابية متابعة للتطورات على الساحة الإقليمية، فإن التقويم الإيجابي لعملية التفاوض ما بين واشنطن وطهران ولو بشكل غير مباشر، قد دفع بإسرائيل إلى استنفار كل أدواتها السياسية والديبلوماسية والعسكرية في الداخل كما في الكونغرس الأميركي، من أجل استعجال «المكاسب» الميدانية والسياسية قبل وصول المفاوضين في فيينا إلى القرارات الحاسمة في ظلّ التقارير الديبلوماسية التي تكشف عن اقتراب موعد اتخاذ الرئيس الأميركي جو بايدن قراراً برفع العقوبات عن إيران، وذلك كخطوة تسبق التسوية الثابتة على المستوى السياسي المباشر.
ومن المرجّح بحسب الأوساط المتابعة، أن يأتي ردّ الفعل الإسرائيلي، والذي ظهرت مؤشّراته العدوانية الميدانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة قاسياً، وذلك بعدما فُرضت عليها الوقائع الجديدة داخلياً بعد انكفاء بنيامين نتنياهو عن القيام بأي دور حكومي، وعجزه عن التشويش على مفاوضات فيينا. وبالتالي، فإن إسرائيل تسعى إلى تحصيل التعويضات من الإدارة الأميركية على تراجع دورها في الآونة الأخيرة على المستوى السياسي، من خلال ممارسة الضغوط على الكونغرس الأميركي للوقوف بوجه أي قرار منه برفع العقوبات، بعدما بات مؤكداً أن الرئيس بايدن سيلغي قرار العقوبات ضد إيران التي فرضها الرئيس دونالد ترامب في السنوات الماضية.
وفي هذا السياق، تتوقع الأوساط نفسها، أن تبادر إسرائيل إلى محاولة استهداف لبنان على هامش المناورات التي تقوم بها، والتي تحاكي حرباً كبرى أو هجوماً بالصواريخ قد تتعرّض له من قبل قوى المقاومة في لبنان وقطاع غزة وسوريا واليمن والعراق، بالإضافة إلى حركة الإحتجاجات في مناطق غزة والضفة الغربية، كما توضح أن حال الإستنفار التي سُجلت وجرى الإعلان عنها في هذه الساحات، تؤشّر بدورها إلى مرحلة جديدة قوامها الردّ على أي استهداف، وهو ما سبق وأن أكده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، عندما أعلن أن الحزب سيقوم بالخطوات اللازمة تزامناً مع مناورة جيش العدو الإسرائيلي، وبالتالي، فإن التوتر بلغ نقطة متقدّمة، وينذر بتداعيات غير مسبوقة، فيما لو قرّر العدو الإسرائيلي الذهاب نحو سيناريو التصعيد العسكري الميداني على الجبهة الجنوبية.
ولذلك، تعتبر الأوساط المتابعة نفسها، أن الأيام المقبلة ستحمل معها توجّهات من الممكن أن ترسم مسار الواقع العسكري الميداني على هذه الجبهة، خصوصاً وأن حال الإحتقان التي تسجل في كافة العواصم العربية جراء الإنتهاكات الإسرائيلية في القدس، تؤسّس لمناخ ضاغط وداعم باتجاه رفض أي عدوان إسرائيلي في أي ساحة في المنطقة.