يوضاس الراعي واسخريطة الياس عودة ..
علي رباح/ باحث سياسي ومدرب في التنمية الادارية
لم أكن انوي التحدث بشأن هذين الرجلين، البطرك الراعي والمطران عودة، المتلبسين جلباب الدين، والمدعين الطوباوية والقداسة، احتراماً للموقعين المسيحيَيْن، مع علمي بوضعهما ومنذ زمن ليس بقريب، هما يمثلان سلطة دينية متحالفة مع الاوليغارش، على غرار رجال الاكليروس وصكوك الغفران في عصور الظلام الاوروبية ..
ولكن بما انهما افصحا عن نفسيهما، وضُبِطا بالجرم المشهود مدافعَيْن عن الفساد بعمقيه السياسي والاقتصادي، فأصبح لزاماً على الجميع معرفتهما جيداً، لانهما ركبا موجة ثورة الناس والامهما، وزايدا على الجميع حتى شعر البعض وكأنهم امام توما الاكويني ومار مارون، ونشكر الله على نعمة الصبر التي تحلينا بها لتحمل خطاباتهما الشعبوية، وشعاراتهما الثورجية واغلوطاتهما الدينية، اما الان فقد سقطت جلابيب التوت وبان يوضاس الاسخريوطي على حقيقته في شخصين اثنين، اقل ما فعلاه انهما هربا اموالاً طائلة هي للفقراء ولأولادهم ولجراحهم وكل الامهم.
اذن هما فاسدين، بكل ما للكلمة من مدى.
الراعي لا يدير بطركية دينية تستمد من المسيح حبها وتوجهاتها، بل مؤسسة رأسمالية متوحشة، طحنت الكثير بين اسنانها، من رهبان مخلصين ابعدوا بسبب مواقفهم الانسانية، موظفات تستغل جنسياً، معلمون ومعلمات مستعبدون ومستعبدات، تلاميذ بعضهم يتعرض لمضايقات الشاذين، ترف فوق التصور، جمع الذهب في الخزائن، وكنز المال في حسابات مصرفية بأسماء الراعي والكهنة المتنفذين، علاقات مشبوهة مع جهات خارجية وتحديداً السفارات الغربية، دفاع عن العملاء الخونة، وليس اخيراً التآمر على نقاط القوة في لبنان، لجهة قوته العسكرية (واحد اركانها الاساسية المقاومة)، عبر اعطاء الغطاء الديني للسياسات المتأمركة في الظاهر والمتصهينة والماسونية في العمق، ولفرض الابقاء على الاقتصاد الحر اللاإنتاجي التابع لوول ستريت.
والمطران عودة الذي حمل على الفاسدين منذ فترة في مشهد حماسي وكأنك امام مارتن لوثر كينغ، واذ به احدهم، ومنهم، والسارق على دربهم، مع لحاظ الفارق، استعمل مطية الدين لجمع المال وتهريبه وترك من ادعى انه يساندهم صرعى الظروف القاهرة والتهديد بالجوع.
ما اقوله ليس اتهاماً واتحمل مسؤوليته، وصحيح أننا لن نستطيع الدخول الى المدينة المحرمة “البطركية” ومعاقبة التيار الذي يمثله الراعي، ولكن سيأتي يومٌ وتقولون ان علي رباح كان محقاً، وان افاعيل يوضاس الراعي المتبطرك وتاجر الهيكل الياس عودة ومعهم كل المنافقين كانت فعلاً فوق التصور ..