الحدث

“لا موسم رمان في بلاد الأرز”..السعودية تعاقب المزارعين اللبنانيين في سياسة قذرة للضغط على حزب الله.

شُغل لبنان، مساء الجمعة، بأخبار شحنة مزعومة من حبوب الكبتاغون المخدرة التي تم تهريبها داخل ثمار الرمان من لبنان إلى السعودية، والتي أدت إلى قرار المملكة منع دخول الخضار والفاكهة من لبنان، وجاءت ردود الفعل من مختلف الجهات مؤكدة على أهمية العلاقات الجيدة والتاريخية بين السعودية ولبنان. 

ويبلغ حجم المعدل السنوي للصادرات اللبنانية إلى المملكة حوالي 250 مليون دولار، أكثر من 24 مليوناً منها من الفواكه والخضار المبردة.

وتعليقاً على الحدث قال رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع إبراهيم الترشيشي أن شحنة الرمان المعبأة بالمخدرات إنما جاءت من معبر المصنع أي من خارج لبنان، وتم شحنها بشاحنة سورية إلى مرفأ بيروت.

وعلق سفير لبنان في السعودية فوزي كبارة على المعلومة بالقول: “سوف أرسل كتاباً توضيحياً للخارجية السعودية وأطلب متابعة مجريات التحقيق حتى النهاية”.

من جهته، أكد رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع إبراهيم الترشيشي أن “الإنتاج الزراعي اللبناني بريء من تهمة تصدير المخدرات إلى المملكة العربية السعودية”.

وقال: “إن المملكة هي أمنا وأبونا ورائدة منذ 25 عاما في الاستيراد الزراعي من لبنان، وتستورد وحدها ما يزيد عن 50 ألف طن سنوياً من الإنتاج اللبناني الزراعي، وتحتل المرتبة الأولى على هذا الصعيد”.

وأضاف “الشحنة دخلت من معبر المصنع الحدودي مع سوريا بتاريخ 14 أو 15 من الشهر الجاري، ووصلت إلى مرفأ بيروت في حاوية على شاحنة سورية، ثم إلى شركة شحن ولبنان ليس له علاقة بالأمر ولا موسم لثمر الرمان حالياً في لبنان”.

وشدد على “عدم ارتباط الجانب اللبناني من مزارع أو مصدر بهذه البضائع التي ضبطت في السعودية”، وقال: “الكل يعلم هذا الأمر، فالشاحنة التي نقلت المخدرات كانت محملة بالرمان، ونحن ليس عندنا رمان لنصدره بل نستورده ومنذ سنتين نلاحظ دخول شاحنات زراعية غير لبنانية المنشأ على خط التصدير عبر لبنان، وكل ما يتم ضبطه من ممنوعات ومخدرات يتبين أن الشاحنات سورية المنشأ، ولا علاقة لأي مزارع أو مصدر لبناني بهذا الأمر، بل هي شاحنات قادمة من سوريا بشكل ترانزيت وتصل إلى مرفأ بيروت وتحمل بالبواخر وتصدر على خط لبناني، لكن لا علاقة لنا بها، فأوراقها سورية بالكامل، وتستعمل الخط اللبناني فقط”.

وطالب ترشيشي بـ”الكشف وفحص الشاحنات السورية التي تعبر لبنان بشكل ترانزيت عبر مرفأ بيروت، بالتعاون مع الدولة السورية، لأن من تقوم بهذا الأمر عصابات مشتركة بين أفراد سوريين وآخرين، وفق ما أشارت إليه وكالة الأنباء السعودية التي تحدثت عن موقوفين سوريين وغير سوريين، فالجانب اللبناني بريء من هذه العصابات وهذه التهمة، ويدينها بشدة ويجب ألا نظلم بها”.

وأضاف “لقد أبلغنا وزير الزراعة بهذا الأمر، وعلينا التحرك السريع والحفاظ على العلاقات اللبنانية – السعودية ومعالجة الأمر بأقصى سرعة ممكنة، فما يضر بالمملكة يضر بلبنان وبالمزارع اللبناني، وعلى الدولتين السورية واللبنانية مكافحة هذه الآفة والتنسيق في ما بينهما بكل صراحة وشفافية”.

وكانت وزارة الخارجية والمغتربين أبلغت من السفارة السعودية بمضمون القرار السعودي القاضي بمنع دخول الخضار والفواكه إلى أراضيها من لبنان قبل إعلانه، ونقل الوزير شربل وهبه الموضوع إلى كبار المسؤولين.

وأكدت الوزارة أن تهريب المخدرات في حاويات أو شاحنات محملة بالفواكه والخضار من لبنان إلى الخارج عمل يعاقب عليه القانون اللبناني، وشددت على أن تهريب المخدرات وشحنها يضر بالاقتصاد وبالمزارع اللبناني وبسمعة لبنان.

وأضافت “على السلطات اللبنانية العمل بأقصى الجهود لضبط كل عمليات التهريب عبر تكثيف نشاط الأجهزة الأمنية والجمارك على المعابر الحدودية، في ضوء القوانين اللبنانية التي تجرم الإتجار وتهريب وتعاطي المخدرات، لقمع هذه الآفة وتفشيها ولمنع الإضرار بالمواطنين الأبرياء وبالمزارعين والصناعيين وبالاقتصاد اللبناني”.

ويرى مراقبون أن الحملة السعودية ضد لبنان مفتعلة فالرياض تعلم ان لا موسم رمان في لبنان والشحنة التي دخلت السعودية تحمل مستندات سورية ودخلت لبنان ترانزيت والهدف منها الضغط على المزارعين اللبنانيين ليقوموا بالتصعيد ضد حزب الله لنزع سلاحه.

المصدر: الواقع السعودي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى