تحقيقات - ملفات

ماذا يريد ميشال عون؟

أحمد مازن

‏أنصار التيار العوني الذين يشتمون الدولة التي لديهم فيها رئيس للدولة شخصياً وعشرة وزراء ، بينهم وزير العدل و ٢٩ نائب وقائد للدرك وأمن الدولة والجمارك وقرابة ٢٠ قاضياً بين مدعين عامين وقضاة تحقيق

يستحقون السؤال التالي : من هي تلك الدولة التي تشتمونها ؟ ألستم أنتم الدولة ؟ أم أنها أعراض الإنفصام الكامل للشخصية ، فهؤلاء مثل زعيمهم ميشال عون ، يخرج مطالباً وهو يحتكر كل السلطات

‏وتثبت ⁧بكركي⁩ بشخص ⁧البطريرك الراعي⁩ يوماً بعد يوم أنها مؤتمنة على وديعة الآباء الأوائل الذين أسسوا الكيان اللبناني فالتوصيف الذي جاء على لسان الراعي بأن ⁧حزب الله⁩ هو قوة عسكرية ايرانية في ⁧لبنان

⁩ هو توصيف فيه تحديد دقيق واقعي وموضوعي، واذا كان من نوايا وهمم لبناء جمهورية بعدما نهشتها الميليشيا على الجميع الشروع بسقف مواقف البطريرك الراعي ، كونها مواقف سيادية لا لبس فيها

‏فالأسلوب الغوغائي المعتمد بتدمير المؤسسات الخاصة بعد سقوط مؤسسات الدولة أمام ميليشيا تتلطّى خلف شرعية منتقصة ، هو عبارة عن مشهدية إنتحار حصلت في أواخر الثمانينات أفرزت إختلالًا

وها هي الآن تتكرر تلك المشاهد ، لكن ( بعدّة شغل ) جديدة كما يقول العوام ، والنتيجة سقوط النظام الديمقراطي ، ويشهد الجميع اليوم على سقوط آخر ما تبقى من معالم الجمهورية

‏فالدولة منقسمة لا بل مقسومة ، ولا يمكنها أن تدير المؤسسات ، وطالما هذه الدولة مزروعة بموظفين تولّوا مواقعهم إنطلاقًا من الولاء لمن أجلسهم على الكرسي فعبثا يبني البنّاؤون

وهل هناك مسؤول تمّ تعيينه نظراً للكفاءة والجدارة والعلم ونظافة الكف ؟ وإن وجد يُصار إلى تقييده ومحاصرته لشلّ حركته ، فالفائدة من وجود الفاسدين لدى من هم في السلطة فائدة مزدوجة

‏وعلى الرغم من صعوبة الظرف المالي والاقتصادي الذي يمر به لبنان وتدهور الوضع الاجتماعي فإن ما يشغل القادة السياسيين المتخاصمين في لبنان هو المعركة المحتملة على حلم الرئاسة اللبنانية خلفاً لميشيل عون

والذي يعاني عهده السياسي من انفجارات كارثية وانهيارات اقتصادية ، فهو لا يدير الدولة فعلياً ، بل هو واجهة لإيران ، و ومطيع لكل أوامر ذراعها في لبنان ميلشيا حزب الله الإرهابية

‏وفي ٢٢ نيسان ٢٠٢٠ أي قبل عام ، أسقط مجلس النواب إقتراح القانون الذي تقدم به لتقصير ولاية المجلس وإجراء إنتخابات نيابية مبكرة ولم يصوت لصالحه سوى بعض النواب

و‏اليوم في ٢٠٢١ لا يزال مجلس النواب يقف حاجزاً أمام التغيير المطلوب ، سنة من الأزمات والصعاب يعيشها لبنان ، ليبقى السيناريو المخيف ، جهنم التي بشر بها عون ، فماذا يريد عون ، وألم يحن وقت التغيير في لبنان؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى