الحدث
خيبة الرهان على الأميركيين: كم كنّا سذّجاً!
الأخبار
قبل رحيله (أمس) ببضعة أيّام، كتب ميشيل كيلو رسالةً أخيرة وجّهها إلى الشعب السوري، يدعوه فيها – من على فراش المرض في محلّ إقامته في العاصمة الفرنسية باريس – إلى «التمسُّك بالحريّة… لأن فيها وحدها مصرع الاستبداد»، وإلى نبذ «الهويّاتية… كي تصبحوا شعباً واحداً».
ميشيل كيلو، وهكذا يصرّ على كتابة اسمه، ولِد في مدينة اللاذقية في عام 1940، ودرس الصحافة في مصر وألمانيا، وكتب مقالات لصحف كثيرة مِن مِثل «النهار» اللبنانية و«القدس العربي»، ولاحقاً «السفير» اللبنانية مع اندلاع الحرب السورية في عام 2011، إلى أن بات ينشر كتاباته في صحيفة «العربي الجديد» القطرية. وصدر آخر مؤلّفاته في شباط/ فبراير الماضي، عن دار «موزاييك للنشر والدراسات» بعنوان: «من الأمّة إلى الطائفة»، وهو دراسة نقدية لحكم «حزب البعث» في سوريا. اعتُقل كيلو مرّات عدّة على يَد النظام، كان أوّلها في الثمانينيات على خلفية معارضته محاكمةَ أعضاءٍ من جماعة «الإخوان المسلمين»، ثم انتقل إلى فرنسا بعد إطلاق سراحه، ليعود إلى سوريا في عام 1991. برز كشخصية عامة مُعارِضة في بداية الألفيّة، وهي حقبة شهدت جدلاً سياسياً واجتماعياً واسعاً عقب وفاة الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد. مثّل كيلو قوّة دافعة وراء لجنة إعادة إحياء المجتمع المدني، وكان واحداً من الموقّعين على «إعلان دمشق» في عام 2005، وهو ما تسبّب بسجنه مرّة ثانية مدّة ثلاث سنوات، إلّا أنه لم يغادر سوريا بعد إطلاق سراحه في عام 2009.
ومع بدء الأزمة السورية، كان من أوائل المشاركين في العمل على توحيد أطياف المعارضة السورية «حديثة العهد» مع مجموعة من أصدقائه السابقين. وحين فشلت جهودهم وتأسَّست «هيئة التنسيق الوطنية» في حزيران/ يونيو 2011، لم ينتسب إليها، وإن بَقيَ مقرّباً منها سياسياً. وفي شباط/ فبراير عام 2012، شارك، إلى جانب مجموعة من المعارضين البارزين، في تأسيس «المنبر الديموقراطي السوري»، كما أسهم، في نهاية أيلول/ سبتمبر 2013، في تأسيس «اتحاد الديمقراطيين السوريين». وكان عضواً بارزاً في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» قبل أن يغادره عام 2016، نتيجة خلافات.
في نهاية العام الماضي، اعترف كيلو بسيطرة تركيا على معارضةٍ غير قادرة على اتّخاذ أيّ قرار يخصّ مستقبل البلاد. وقال، في حديث إلى صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية: «لم نفهم أن المعارضة التي ننخرط فيها، ستختفي بتدخّل قوى عظمى مثل روسيا وقوى إقليمية، ومنذ ذلك الحين، الحرب مستمرة، ولكن من أجل لا شيء»، مؤكداً أن «الثورة فَقَدَت وحدتها، بعدما قوّضها نفوذ الإسلاميين الذين جاؤوا بأسلحتهم، واغتالوا ثورة الحرية لقيادة ثورة مضادة. كلّنا خسرنا؛ نحن والنظام.. كنّا سذّجاً، كان لا بدّ من إيجاد حلّ مع النظام، قبل أن يصبح الصراع السوري الداخلي مجرّد جزء صغير من الحرب، وكان من الصعب قول ذلك في أوساط المعارضة، لأن الناس اعتقدوا أن الأميركيين سيتدخّلون». لا شكّ في أن مراهنة كيلو، وغيره من المعارضين، على الأميركيين، خابت. ومع ذلك، أصرّ على التعامل مع الولايات المتحدة كـ«منقذ»، وهو ما جلّاه حواره مع موقع «عنب بلدي»، في شباط/ فبراير من العام الماضي، حين قال إن «الأميركيين لا يعتمدون على قانون قيصر فحسب، ففي جعبتهم وسائل متعدّدة للضغط» على سوريا.
ميشيل كيلو، وهكذا يصرّ على كتابة اسمه، ولِد في مدينة اللاذقية في عام 1940، ودرس الصحافة في مصر وألمانيا، وكتب مقالات لصحف كثيرة مِن مِثل «النهار» اللبنانية و«القدس العربي»، ولاحقاً «السفير» اللبنانية مع اندلاع الحرب السورية في عام 2011، إلى أن بات ينشر كتاباته في صحيفة «العربي الجديد» القطرية. وصدر آخر مؤلّفاته في شباط/ فبراير الماضي، عن دار «موزاييك للنشر والدراسات» بعنوان: «من الأمّة إلى الطائفة»، وهو دراسة نقدية لحكم «حزب البعث» في سوريا. اعتُقل كيلو مرّات عدّة على يَد النظام، كان أوّلها في الثمانينيات على خلفية معارضته محاكمةَ أعضاءٍ من جماعة «الإخوان المسلمين»، ثم انتقل إلى فرنسا بعد إطلاق سراحه، ليعود إلى سوريا في عام 1991. برز كشخصية عامة مُعارِضة في بداية الألفيّة، وهي حقبة شهدت جدلاً سياسياً واجتماعياً واسعاً عقب وفاة الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد. مثّل كيلو قوّة دافعة وراء لجنة إعادة إحياء المجتمع المدني، وكان واحداً من الموقّعين على «إعلان دمشق» في عام 2005، وهو ما تسبّب بسجنه مرّة ثانية مدّة ثلاث سنوات، إلّا أنه لم يغادر سوريا بعد إطلاق سراحه في عام 2009.
ومع بدء الأزمة السورية، كان من أوائل المشاركين في العمل على توحيد أطياف المعارضة السورية «حديثة العهد» مع مجموعة من أصدقائه السابقين. وحين فشلت جهودهم وتأسَّست «هيئة التنسيق الوطنية» في حزيران/ يونيو 2011، لم ينتسب إليها، وإن بَقيَ مقرّباً منها سياسياً. وفي شباط/ فبراير عام 2012، شارك، إلى جانب مجموعة من المعارضين البارزين، في تأسيس «المنبر الديموقراطي السوري»، كما أسهم، في نهاية أيلول/ سبتمبر 2013، في تأسيس «اتحاد الديمقراطيين السوريين». وكان عضواً بارزاً في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» قبل أن يغادره عام 2016، نتيجة خلافات.
في نهاية العام الماضي، اعترف كيلو بسيطرة تركيا على معارضةٍ غير قادرة على اتّخاذ أيّ قرار يخصّ مستقبل البلاد. وقال، في حديث إلى صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية: «لم نفهم أن المعارضة التي ننخرط فيها، ستختفي بتدخّل قوى عظمى مثل روسيا وقوى إقليمية، ومنذ ذلك الحين، الحرب مستمرة، ولكن من أجل لا شيء»، مؤكداً أن «الثورة فَقَدَت وحدتها، بعدما قوّضها نفوذ الإسلاميين الذين جاؤوا بأسلحتهم، واغتالوا ثورة الحرية لقيادة ثورة مضادة. كلّنا خسرنا؛ نحن والنظام.. كنّا سذّجاً، كان لا بدّ من إيجاد حلّ مع النظام، قبل أن يصبح الصراع السوري الداخلي مجرّد جزء صغير من الحرب، وكان من الصعب قول ذلك في أوساط المعارضة، لأن الناس اعتقدوا أن الأميركيين سيتدخّلون». لا شكّ في أن مراهنة كيلو، وغيره من المعارضين، على الأميركيين، خابت. ومع ذلك، أصرّ على التعامل مع الولايات المتحدة كـ«منقذ»، وهو ما جلّاه حواره مع موقع «عنب بلدي»، في شباط/ فبراير من العام الماضي، حين قال إن «الأميركيين لا يعتمدون على قانون قيصر فحسب، ففي جعبتهم وسائل متعدّدة للضغط» على سوريا.